النائب محمد بركة:
لا أريد القول إن هذه الحكومة أسوأ من سابقتها، ولكنني على قناعة بأنها ستنجح في هذه "المهمة"
إننا لم نكن يوما ولن نكون ضمن مشروع الإحتلال والإستيطان ونحن من دفع الثمن الأقصى والأكبر من مصادرة أراضي وفقر وبطالة
إذا حللنا تركيبة الحكومة الجديدة من حيث المصالح الحقيقية التي تسعى لتمثيلها والدفاع عنها نجد أنها حكومة كبار رأس المال والمستوطنين الذين تحالفوا مرّة أخرى وبشكل أشد
عمم مكتب النائب محمد بركة بيانا على وسائل الإعلام، وصلت عنه نسخة الى موقع العرب وصحيفة كل العرب جاء فيه: "أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في كلمته أمام الكنيست، مساء الاثنين، أن حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة "ستنجح" في مهمة أن تكون الأسوأ من بين الحكومات السابقة، فهي تشكل خطرا في القضايا السياسية والديمقراطية والقضايا الإقتصادية الإجتماعية، مؤكدا أن لا مكان لما تطرحه الحكومة بما يسمى بـ "تقاسم العبء العسكري"، وقال إننا لم نكن يوما ولن نكون ضمن مشروع الإحتلال والإستيطان، ونحن من دفع الثمن الأقصى والأكبر من مصادرة أراضي وفقر وبطالة".
النائب محمد بركة
وأضاف البيان: "وكان النائب بركة قد افتتح كلمته في إطار مناقشة طرح الثقة على حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة، موجها كلامه إلى كتلتي المتدينين "الحريديم" قائلا: أرغب في "تهنئتكم" على انضمامكم إلى "نادي المعزولين والمنبوذين"، هذا "النادي" الذي يقيم فيه بشكل دائم العرب منذ سنوات طوال، ولاحقا انضم اليه من يتم وصفهم باليسار، واليوم أنتم "الحريديم"، لأن هذا هو واقع الحكم في إسرائيل، الذين ينعكس في تركيبة الحكومة، حكم البيض ومن دون السود، بالمفهوم الأبعد للمصطلح، السود بلون جلدهم والسود بلون ملابسهم".
"قانون الحكم"
وأردف البيان: "وتابع بركة قائلا: إذا حللنا تركيبة الحكومة الجديدة، من حيث المصالح الحقيقية التي تسعى لتمثيلها والدفاع عنها، نجد أنها حكومة كبار رأس المال والمستوطنين، الذين تحالفوا مرّة أخرى وبشكل أشد، وهذا يجعلها حكومة خطيرة على كافة المستويات، فهي تخطط لسياسة اقتصادية أشد خطورة من سياسة الحكومة السابقة، خاصة وأن المخطط هو تقليص 19 مليار شيكل من ميزانية العامة الجاري، وهذا مما لا شك فيه، سيطال الشرائح الفقيرة والضعيفة، والخدمات الإجتماعية الحيوية، من تعليم وصحة ورفاه، وهذه خدمات تحت مسؤولية وزراء من حزب وزير المالية الجديد يائير لبيد "يوجد مستقبل"، فأي مستقبل يتوقع لهذه الوزارات في ظل تقليصات كهذه. وإننا نلتزم في كتلة الجبهة، سوية مع باقي كتل المعارضة، بأن نضع تحديات كبيرة، ونخوض معركة برلمانية وشعبية في كل الميادين لإسقاطها. كذلك فإن هذه حكومة تخطط لتوجيه المزيد من الضربات للديمقراطية، وما تبقى من أدوات ديمقراطية، ويدخل في هذا السياق، ما يسمى بـ "قانون الحكم"، فما القصد من هذا القانون وفق ما نقرأه من عناوين، القصد هو التعامل مع الديمقراطية كمصدر إزعاج لهيمنة الحكومة والإئتلاف، لذلك تسعون الى ضرب البرلمان وصلاحياته، وهذا ينعكس أيضا في النية برفع نسبة الحسم في الإنتخابات البرلمانية، وهذا واضح لمن موجه".
حل حقيقي
وتابع البيان: "وضرب الديمقراطية لا يتوقف عند هذا الحد، بل النية لسلب حق الكنيست في مناقشة ميزانية الدولة، فالحكومة تخطط لمنحها المزيد من الوقت لإعداد الميزانية، وتقليص الفترة الزمنية الممنوحة للكنيست لمناقشتها، إضافة إلى طرح مجدد لقانون التسويات المرافق لمشروع الموازنة العامة، والذي يتضمن سلسلة من الإجراءات التي تستهدف أساسا الشرائح الفقيرة والمتوسطة. وقال بركة: إن مخاطر الحكومة نراها بقوة في مجال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فقد سمعنا من الحزب الثاني في الحكومة "يوجد مستقبل" تصريحات عمومية تدعو الى دفع المفاوضات، وسمعنا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقول إنه معني بدفع المفاوضات والتوجه إلى "حل حقيقي"، فعن أي حل يتحدث في ظل ما يمارسه على الأرض، وفي ظل حكومة كهذه، ماذا نتوقع من حكومة فيها الثلاثي نتنياهو وموشيه يعلون وأفيغدور ليبرمان، فماذا سيخرج من هذا الثلاثي؟، هل سيخرج سلام؟ لذلك فهذا كلام تضليل وكذب، وهذه الحكومة لن تتقدم قيد أنملة".
تقاسم العبء
وأكمل البيان: "وتابع بركة قائلا: أنظروا ماذا يجري في الأشهر الأخيرة، أسرى ينفذون إضرابا عن الطعام على مدى أشهر، دون أن تحرك الحكومة ساكنا، هؤلاء أسرى جرى إطلاق سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى، وعاودت سلطات الإحتلال اعتقالهم وزجهم في السجون، دون سبب وفقط من باب الإنتقام. وقال بركة: إننا لا نعلم ماذا سينتج عن زيارة باراك أوباما، فقد سمعنا بداية أنه سيأتي ليسمع ويفحص، ولكن في نهاية المطاف تبيّن أنه يأتي بمناسبة عيد الفصح، أي زيارة سياحية. وتوقف النائب بركة في كلمته عند ما تسميه الحكومة "تقاسم العبء" بشأن الخدمة العسكرية في جيش الإحتلال، وقال: إن الحكومة جعلت من الخدمة العسكرية قيمة عليا، وعلى أساسها يتقرر ما إذا يكون المواطن مواطنا أم لا، وما إذا يستحق المواطن حقوقا مدنية أم لا، ولكن لماذا لا يتم الحديث عن تقاسم عبء الفقر المستشري بين جماهيرنا العربية، وتعالوا وتقاسموا معنا عبء البطالة المستفحلة، تعالوا تقاسموا عبء البلدات العربية التي هي خارج الجغرافيا وخارج سلم الأولويات الإقتصادي الإجتماعي، وأكثر من هذا، تعالوا تقاسموا معنا عبء مصادرة الأراضي".
الثمن الأكبر
واختتم البيان: "وقال بركة: أنتم تأتون وتطالبون العرب بتقاسم العبء، على ماذا، وعلى أي أساس، لأننا لم نشارك في مشروع الإحتلال والإستيطان، وهنا أقول لكم: لم نكن في الماضي ولن نكون شركاء في هذا، إن دولة إسرائيل تحتاج مائة عام على الأقل للتعويض عن كل الأعباء والمآسي التي تكبدها العرب على مدى عشرات السنين، وحتى هذا لن يكفي للتعويض عن كل سياسات الحكومات ضد العرب على مر السنين، أنظر كيف أن الدولة تسيطر على 93% من أراضي البلاد، وهي بغالبيتها الساحقة مصادرتها بقوانين استبدادية من المواطنين العرب ومن أهالينا اللاجئين الذين تم طردهم بالقوة من وطنهم، ثم تطالبوننا بتقاسم العبء، ونحن الذين دفعنا الثمن الأكبر. وختم بركة قائلا: لا أريد القول إن هذه الحكومة أسوأ من سابقتها، ولكنني على قناعة بأنها ستنجح في هذه "المهمة"" الى هنا نص البيان كما وصلنا.