سميرة خلايلة:
رسالة السيدة ورصيدها في هذا المجتمع مهما علت في درجات عملها ووظيفتها هم الاطفال وتربية الابناء
وداد عثمان:
المرأة ذات الشخصية القوية يمكنها فرض افكارها وبالحوار اقناع الزوج بها من اجل الوصول الى تحقيق ذاتها
فاطمة شاهين:
يتوجب على المرأة ان ارادت المساواة مع الرجل ان تبدي اهتماما اكبر بنفسها وبنضالها فتسعى الى تطوير مهاراتها واكتساب مؤهلات جديدة تساعدها على صعود رأس السلم المهني
عليا حصارمة:
مجتمعنا غني بقوافل النساء الكادحات واللاتي يتطلعن الى نهضة وتحقيق انفسهن
مر زمن مذ بدأت المرأة باعلاء صوتها منادية بمساواة مع الرجل في الحقوق والحريات. فها قد صرنا في عام 2013 ،هل حصدت النساء مساواتهن بالرجال؟ أم ما يزال الطريق شائكا وطويلا امام تحقيق ذلك؟
سميرة خلايلة
أمر بديهي أنه يحق للمرأة التي تمثل نصف المجتمع،بالمناداة بحرياتها ومساواتها بالرجال. كيف لا؟! وقد نادت جميع الاديان بعدم التمييز بين الاجناس والاديان؟ الم يسبق الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان كل الأنظمة الوضعية المعاصرة بإرساء المفهوم الحضاري للمجتمعات الإنسانية، مؤكداً على رفضه أي تمايز بين الأجناس والأعراق والأقوام، وكذلك احترام اختلاف الأديان، ومشددا ضرورة على الحقوق والحريات للجميع، ومن ذلك مساواة الرجل بالمرأه فى الحريات الإنسانية، فكان للمرأة مسئولياتها إلى جانب الرجل فى خلافة الأرض وعمارتها وعبادته تعالى، فقال سبحانه :"المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم " (التوبة :71).
مساواة
ومن هذا فالمرأة لها كامل أهليتها كالرجل فيما يتعلق بحريتها الإنسانية والتي جعلت لها حقها فى التملك والبيع والشراء والتصرف فى مالها الخاص بها وزواجها وطلاقها ومشاركتها هموم وطنها وغير ذلك من الأمور. الم يقل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( النساء شقائق الرجال) مما يدل على عدل التشريع الإسلامى مطلقاً، والذي يخالف بعض الموروثات الثقافية والعرفية المتطرفة التي يتشبع بها البعض أحياناً. ولكن الم تحقق المرأة مساواتها بعد؟ الم تصل الى القمة الى الحين؟ فقد شهدناها تساند الرجال في الاعتكافات في ميدان التحرير في القاهرة في الثورة المصرية التي انتزعت سجادة الدكتاتورية من تحت اقدام مبارك واعوانه. الم تخرج المرأة في المظاهرات اليمنية تطالب باسقاط النظام وبالديموقراطية؟ الم تحصد السيدة اليمنية توكل كرمان (32عاما) الناشطة في حقوق الإنسان والحريات والصحافه جائزة نوبل للسلام للعام 2011، تقطف من خلالها ثمار جهدها الجهيد ومساهمتها في الثورة؟
تساؤلات
الم تخرج النساء الى ميادين العمل جنبا الى جنب مع الرجال؟ لم تعين المرأة في مناصب مرموقة؟ فهذه مديرة مدرسة وتلك عضو في الكنيست وهؤلاء محاميات واخريات طبيبات ومهندسات ومعلمات ومستشارات وغيرهن الكثير الكثير ممن يقدمن مساهماتهن لتطوير مجتمعنا العربي.
فهل بالفعل وصلنا الى ما طالبنا بتحقيقه على مدار الاعوام ام لا زلنا على الدرب العصيب؟ وما تمثل تلك اللائي وصلن الى المناصب العليا الا القلة القليلة فحسب؟ للاجابة على هذا التساؤل توجهت الى هذه المجموعة من النساء اللاتي اعربن عن ارائهن حول نضال المرأة ومساهمتها في المجتمع وقدمن النصح من اجل التقريب من الوصول الى مساواة متكاملة مع الرجال.
سميرة خلايلة
السيدة سميرة كامل خلايلة من مجد الكروم ارملة وام لخمسة جميعهم دخلوا القفص الذهبي. السيدة سميرة امرأة انهت الصف الثامن ولكن بدا جليا من حديثي معها انها امرأة مطلعة عاشقة للقراءة ومثقفة جدا. قالت لي عندما سألتها ان نحجت المرأة في الوصول الى مساواة مع الرجل، ان بعض النساء في وسطنا العربي وصلن الى مساواتهن مع الرجال واخريات لم يحققن ذلك بعد. قالت السيدة سميرة ان "المرأة الذكية نجحت في التغلب على الصعاب وادركت حقوقها وحرياتها كما الرجال ولكن ذوات الشخصيات البسيطة لم يحالفهن الحظ". واشارت الى أن على المرأة ان ارادت ان تترك بصمتها على هذا المجتمع ان تجمع كل قواها وتركيزها على تنشئة اسرة سليمة وتخرّج عناصر فعالين وصالحين الى هذا المجتمع. وقالت: "ان تربية البنات والصبيان في هذه الايام صعبة للغاية وتحتاج مجهودا عظيما وسهر الليالي الطوال لتطوير مجتمع راق". واتبعت: "على الام ان تتأكد من خلال مساعيها لتربية اولادها ان يكونوا عند حسن ظن مجتمعهم بهم. فالام الصالحة تخرج رجالا صالحين ونساء صالحات. فكما قال الشاعر:
كيف نظن بالابناء خيرا اذا نشأوا بحضن الجاهلات.
"ان الحياة صعبة وتقف في طريق الام كثير من العقبات وفي كثير من الاحيان تكون اكبر العقبات هو الرجل او الزوج. الا ان على السيدة الحكيمة ان تستمر بنضالها من خلال الحكمة والحوار وان كان الزوج صعبا، فان فرضت احترامها وقوة شخصيتها لم يكن امامه الا احترامها بل ومساعدتها في جميع اهدافها.". واختتمت السيدة سميرة بالقول: "على كل النساء سواء ان خرجن الى العمل وان لم يخرجن ان يؤلفن علاقة طيبة وقريبة من ابنائهن، فهي عالم ومعلم. وفي النهاية رسالة السيدة ورصيدها في هذا المجتمع مهما علت في درجات عملها ووظيفتها ،هم الاطفال وتربية الابناء".
وداد عثمان
وداد عليان عثمان
السيدة وداد عثمان (50 عاما) من بيت صفافة حاملة للقب BA في التربية ،تعمل ببلدية القدس، كمركزة النوادي النسائية بشرقي القدس وام لثلاثة اولاد. تعمل السيدة وداد كموجهة ومنظمة لمحاضرات نسائية وورشات عمل حول موضوع تمكين الذات لدى المرأة، وذلك من خلال مبادرات اقتصادية تمكن السيدات ادارة مشغل من البيت يكون مصدر عيش لهن ولاسرهن. قالت السيدة وداد حين سالتها ان كنا وصلنا الى مساواة بين الرجل والمرأة في ايامنا هذه، ان الاجابة على مثل هذا السؤال ضبابية غير واضحة. الا انها اعقبت بالقول: "انا متفائلة من ان المرأة ستصل في يوم من الايام الى ما تسعى اليه". وأكدت:" ان مجتمعنا العربي مجتمع ذكوري غير انه يتمتع بكادر نسائي طموح وواع". وشددت السيدة وداد "انه لكي نصل الى مساواة مع الرجل على المرأة ان تكون صاحبة رغبة قوية لتحقيق ما تحب وعليها ان تعمل جاهدة للوصول اليه دون نزاع وصراع مع الرجل. فعليها محاورته والتفاهم معه. فقد يشكل الزوج احيانا عقبة امام طريق زوجته، فكثير من النسوة يرفضن حتى المشاركة في الفعاليات النسائية التي تديرها النوادي النسائية بسبب رفض الزوج الذي يعتبر ذلك مضيعة للوقت. الا ان الام والمرأة ذات الشخصية القوية يمكنها فرض افكارها ،وبالحوار اقناع الزوج بها من اجل الوصول الى تحقيق ذاتها".
فاطمة شاهين
فاطمة شاهين
السيدة فاطمة تعمل سكرتيرة رئيس بلدية طمرة منذ عام 2005. قالت لي عندما سألتها ان استطاعت المراة الوصول الى مساواتها مع الرجل "اننا لم نحقق حتى 50% من المساواة الى اليوم. فلا نرى نساء في مناصب رئيس سلطة محلية ولا نرى حضورها غالبا وقويا في الكنيست ولا نرى نساء عربيات في مناصب عليا كالوزارات وما شابه. لا يفترض بنا العدول عن النضال بل حري بنا احياء ذكرى تلك النسوة اللواتي استشهدن في ساحة معركة الحريات".وقالت السيدة شاهين "ان عقر المشكلة في عدم تحقيق المساواة يكمن في المرأة نفسها اولا، فهي تستكفي بالقليل. المرأة ترضى بوظيفة سكرتيرة ولا تسعى الى مناصب اعلى من ذلك. وبالكاد تخرج اعداد النساء القليلة في المظاهرات النسائية المطالبة بحقوقهن. وثانيا فان سوق العمل يفضل توظيف الرجال على النساء، وذلك بحكم طبيعتهن البيولوجية. فالمرأة هي الام التي تحمل وتلد فتضطر الى الخروج الى عطلة الولادة وتضطر الى التغيب عن العمل في حال مرض احد اولادها او زوجها، فهي كثيرة الغياب وتكفل الشركات واماكن العمل الكثير. لذا نرى تفضيلا للرجل على المرأة في هذا الجانب". واكدت السيدة شاهين انه يتوجب على المرأة ان ارادت المساواة مع الرجل ان تبدي اهتماما اكبر بنفسها وبنضالها، فتسعى الى تطوير مهاراتها واكتساب مؤهلات جديدة تساعدها في الصعود اعلى السلم المهني. وأجابت عندما سألتها ان كان سيكون ثمن تركيز اهتمامها بحياتها المهنية تقصيرا في بيتها وحياتها الاسرة، اجابت انه يفترض بالزوج ان يشاركها اعباء المنزل وتربية الابناء.
عليا حصارمة
عليا حصارمة
السيدة عليا حصارمة (50 عاما) من البعنة تعمل مستشارة للنهوض في مكانة المرأة وتدرس للقب الثاني في جامعة حيفا في موضوع الادارة العامة. وتعمل ايضا مديرة لقسم الصحة في المجلس المحلي. متزوجة وام لاربعة اولاد. قالت السيدة عليا "ان يوم المرأة يوم مهم جدا، علما ان المرأة في مجتمعنا العربي مهمشة. فالمرأة تمر في صعوبات وتحديات كبيرة ليس بالضرورة مع الرجل في هذه الايام انما مع المجتمع نفسه، ذلك المجتمع الذي يعتبر ان مكان المراة ودورها ينحصر داخل جدران بيتها وفي طاعتها لزوجها. وانا شخصيا لاقيت صعوبة كبيرة في مشواري، فقد درست اللقب الاول والثاني بعد زواجي". واشارت ان "مجتمعنا غني بقوافل النساء الكادحات واللاتي يتطلعن الى نهضة وتحقيق انفسهن في امكان اخرى غير بيوتهن، بمعنى اخر اللواتي يطمحن الى الانخراط بسوق العمل". واكدت أن :"المراة قادرة على العطاء وفي جعبتها طاقات جبارة تعينها على القيام بادوار عديدة في ان واحد. فهي الام والزوج والموظفة وغيره. وان مهاراتها تمكنها من خلق موازنة في اداء حقوق تلك المحاور المختلفة التي تلعب فيها ادوارا مختلفة. والسلاح يكمن في تنظيم الوقت وادارته. وقد اثبتت ذلك كوادر من النساء العظيمات على مر التاريخ. تلك النسوة التي يجب ان يقتدى بمثلهن". واستطردت بالقول: "قد يحدث ما يسمى بالتقصير في البيت من وجهة نظر المجتمع، الا انني اعتقد ان على الرجل والمرأة التعايش والتكافل بسلام وانسياب،فعلى الواحد منهما سداد الفراغ الذي يخلقه الاخر، وبهذا وفقط بهذا يمكن لمجتمعنا ان يرقى ويتطور". واكدت ان ما تحتاجه المرأة اليوم هو الدعم المعنوي والمادي، ففي الصعيد المعنوي قالت السيدة حصارمة، ان "المقصود هو الدعم الذي تقدمه المجموعات النسائية والتشجيع على خروج المرأة الى سوق العمل لتكون عنصرا داعما في المجتمع. فان استطعنا ذلك مكنا المرأة والتي هي المربي والمعلم من تغيير المجتمع من خلال تربية العناصر الجديدة والاجيال القادمة على اهمية المرأة ومكانتها في مجتمعنا، لذا فان التغيير دائما يبدأ من عندها من عند الام. وبيدها هي فقط رسم قواعد واسس اجتماعية سليمة ترتكز على التعاون بين الجنسين وتدحض مبادئ "أناوية الرجل" "والمجتمع الذكوري" من جانب وتؤكد مفاهيم التكافل الاجتماعي والذي يبدأ من البيت اساسا". أما على الصعيد المادي فقالت : "ان تربية الفتاة على انها ماهية مستقلة يفترض بها تحقيق ذاتها، من جانب وتوفير اماكن عمل للمرأة من جانب اخر يشكلان اسس تحقيق مساواة اكبر مع الرجل". كما رأينا فقد اختلفت الموافق والاراء في مدى نجاح المرأة في تحقيق مساواة مع الرجال. ولعل ذلك امر يتوجب درسه في العمق اكثر والنظر في معايير قياس النجاح في تحقيق المساواة اصلا ولربما مراجعة تعريف المساواة مع الرجل بشكل مفصلا اكثر.