د. هاني العقاد في مقاله:
بعد القمة نعود مرة أخرى إلى قلاعنا المعهودة نأكل ونشرب ونتعايش مع حالة السلام الخفي وحالة التطبيع السفلي وحالة الإحترام الغير واضح والمعلن
من القمة إلى القمة يفقد الشارع العربي ثقته في قمم العرب وخططهم والداعية لتبني قضايا الأمة وبدأ الشارع يدرك ما يجري تحت طاولات القمم وما تحتويه صالات المناقشات والبيانات الختامية
لو كان بيد زعماء الأمة أن يغيروا شيئا في واقع شعوبهم لما تأخروا عن ذلك ودون قمم ودون إجتماعات ودون بكاء على صدور البعض هي ذات المسالة وهي الكارثة بتفاصيلها
كلنا يعرف أن زعماء العرب ينتقلوا من قمة إلى قمة ومن طاولة إلى أخرى ومن بلد إلى أخر دون تحقيق ما يريد الشعب سوى الإبقاء على إرادته المسلوبة
في القمة الكبرى قال العرب أن هناك قمة صغرى وأعتقد أن كلاهما قمم كاذبة قمة للمصالحة بين الفلسطينيين الذين قسم الوطن بينهم، قمة يبدأوا من خلالها بالبحث عن ذاتهم السياسية الواحدة من جديد، وأخشى أن يكون بحثهم هذا في جبل من غبار
من القمة إلى القمة ومن الحدث إلى الحدث نثور في وجه المحتل كذبا، لاننا بعدها نتوسل إليه ليقبل بمعاهدتنا للسلام، وعند قبوله نغدق على أسياده الكثير من المال والكثير من التطبيع لكن إلى أن يقبل فإن زعاماتنا تقول أن لا تطبيع ولاعلاقات سياسية وإقتصادية مكشوفة..!، ولا لقاءات أمام الكاميرات، تلك هي الإستراتيجية العربية الخاصة بالتعامل مع الكيان الصهيوني، وبعد القمة نعود مرة أخرى إلى قلاعنا المعهودة نأكل ونشرب ونتعايش مع حالة السلام الخفي وحالة التطبيع السفلي وحالة الإحترام الغير واضح والمعلن، بعد القمة تعود الجامعة العربية إلى أروقتها ويعود وزراء الخارجية إلى وزارات بلادهم يتابعوا التقارير التي كتبت عن قممهم، ويعود الرؤساء إلى دواوين بلادهم وكأن المشهد كان للعلاقات العامة وإلتقاط الصور التذكارية، وتعود الشعوب إلى مشاهدة المسلسلات من جديد التي قطعت بسبب البث المباشر لأحداث تلك القمم الكاذبة، وبين الفينة والأخرى يعود البعض للإستماع للأخبار دون الإنتباه كثيرا لما يقوله المخبر لان الخبر ما عاد فيه جديد وما عاد يحمل بشرى للمحرومين من وطن والمحرومين من عاصمة والمحرومين من الحرية والمحرومين من الوحدة، وهنا فالأخبار لا تحمل أي تغير على حالنا المأساوي ليس كفلسطينيين فقط وإنما كحال عربي سار حكامه وزعمائه القدامى والجدد مع كل الخطوط السالبة عرضا وطولا للإبتعاد عن المواجهة الحقيقية مع قوى الإستعمار المغتصب للأرض وثرواتها والإنسان العربي.
تبني قضايا الأمة
من القمة إلى القمة يفقد الشارع العربي ثقته في قمم العرب وخططهم والداعية لتبني قضايا الأمة وبدأ الشارع يدرك ما يجري تحت طاولات القمم وما تحتويه صالات المناقشات والبيانات الختامية التي أصبحت نسخ محدثة وبذات اليد التي تكتب كل مرة، لو كان بيد زعماء الأمة أن يغيروا شيئا في واقع شعوبهم لما تأخروا عن ذلك ودون قمم ودون إجتماعات ودون بكاء على صدور البعض، هي ذات المسالة وهي الكارثة بتفاصيلها لهذا كلنا يعرف أن زعماء العرب ينتقلوا من قمة إلى قمة ومن طاولة إلى أخرى ومن بلد إلى أخر دون تحقيق ما يريد الشعب سوى الإبقاء على إرادته المسلوبة.
قمم كاذبة
في القمة الكبرى قال العرب أن هناك قمة صغرى وأعتقد أن كلاهما قمم كاذبة، قمة للمصالحة بين الفلسطينيين الذين قسم الوطن بينهم، قمة يبدأوا من خلالها بالبحث عن ذاتهم السياسية الواحدة من جديد، وأخشى أن يكون بحثهم هذا في جبل من غبار يكون قد دفن فيه مئات الخوازيق المسمومة، إنها قمة المصالحة الجديدة التي ستبحث في الوحدة الفلسطينية من جديد وكأننا لا نعرف أن الإنقسام كان بإرادة بعض العرب منذ أن حدث وفاتورة الإنقسام كانت قد دفعت مسبقا ليحدث ما يحدث الان، تعالوا نعترف أن الإنقسام الفلسطيني كان بدافع الدفع من بعض الحكام أو نفر منهم لصالح هدف ليس نظيف وحالة عربية متشتتة وبعدها نصبح على أبواب مرحلة جديدة تفضي إلى التعلق بالأمريكي وخرائط الطريق الخاصة بالمنطقة وتسير أمتنا العربية على تلك الخرائط وتعلن قبول دولة اليهود الكبرى وتتعهد بمهادنتها وعدم معاداتها، الغريب انه بعد زيارة أوباما فاق العرب من تيههم السياسي وأدركوا أن الحق الفلسطيني قد بدأ يتلاشي بفعل الإنقسام وتمادي المنقسمين في إنقسامهم على حساب حالة الإستقلال والتحرر الوطني الذي يفرض حالة الأمن والإستقرار في المنطقة كلها، أرأيتم سبب افاقة العرب، قد يكون أوباما هو الدواء الذي دخل إلى الرأس العربي ليفيق ويعلن قمة إستثنائه عربية عنوانها الأمة العربية "الوضع الراهن وأفاق المستقبل" ..؟، لكن إن كانوا قد فاقوا أو لم يفيقوا فإن الأرض الفلسطينية قد نهبت وأن الإنقسام كان سببا في هذا وبالتالي إستحدثت معطيات جديدة في حالة الصراع أمام هجمات إسرائيل وحلفائها بالعالم المركزي، وإستخدمت هذه المعطيات من قبل اليهود والأمريكان لصالح أجندات اكبر من وعي العرب، اليوم إعتقد البعض أن تحولا في الموقف الأمريكي نحو الصراع قد حدث بعد زيارة أوباما للمنطقة وتقديم الدعم المتناهي لإسرائيل، وبعد الإنفراج الإقتصادي والمالي العربي تجاه الفلسطينيين متناسين أن هذا ضمن خريطة الطريق الأمريكية الجديدة التي تقضي بإطلاق مسيرة السلام من جديد، إلا أن هذا ما يعرف بما فوق الماء وما تحت الماء وتحت زرقته فهو المصيبة الكبرى التي لا يعرفها سوى القليل المتأمرك ممن قادوا تلك القمم الكاذبة، المصيبة التي قد بلغ بها بعض من العرب ووافق عليها لأنه لا يملك الإرادة للقول لا لأمريكا ولا يملك حق الإعتراض على ما تخططه الإدارة الأمريكية لتبقي إسرائيل دولة فوق الجميع وفوق القوانين وتبقي دولة يهودية لا يقطنها أي عربي مسلم ولا حتى مسيحي لها مائة حصن عربي قبل حصونها الخاصة.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net