الكاتب عودة بشارات:
المعتدون ينجرون الى مشهد العنف الذي يدمّر سوريا الحبيبة
كلما تحدثت حول موقفي المندد بالسلطة السورية، حتى يتكهرب الجو وأواجه بسيل من الشتائم على المعارضة السورية
في تصريح على صفحته على الفيس بوك، أكد الكاتب عودة بشارات، بأن الاعتداء على الاعلامي المرموق إلياس كرّام وعلى طاقم الجزيرة يسجّل حالة خطيرة، لأنه يعني بداية لغة اخرى في الحوار. "وما يقلق اكثر هو تبرير هذا الاعتداء بأنه بسبب الهويّة السياسيّة لمحطة الجزيرة، وهكذا فالمعتدون يصدرون الأحكام وينفذونها". ويضيف بشارات: "المحزن في الامر، انه بدل أن نقدم بديلا حضاريا، لإخوتنا النازفين في سوريا، ولا يهم على أيّ جانب يقفون، فالمعتدون ينجرون الى مشهد العنف الذي يدمّر سوريا الحبيبة." وتوجّه بشارات بالتحية لإلياس كرام وللجمهور الذي دافع عنه وعن الطاقم. وبالتالي، يؤكد بشارات، فهؤلاء يعكسون وجه شعبنا الحقيقي.
عودة بشارات- تصوير خاص بعدسة العرب.نت
الحل الحضاري
ومن خلال الحوار حول البيان، قال بشارات أنه "إذا قرّر كلّ منّا من هو الصائب ومن هو غير الصائب، فستحدث فوضى وساعتها لن تكون المنصّة لمن يتحدث ويحاول الاقناع، بل لمن يستعمل لغة اخرى، لغة الطرد وربما العنف وربما العنف المتطرف. والحل الحضاري هو بالحوار ومحاولة كل منّا اقناع الآخر برأيه وموقفه، لا بإلغاء الاخر أو طرده".
القضية ليست قضية الياس كرام
وتابع بشارات قائلاً: "القضية ليست قضية الياس كرام، بل هي أكثر قضية هذا المخزون الغاضب الذي يملأ الصدور لدى مناقشة القضية السورية. حتى الآن وبالرغم من أنني لا أبادر للحوار حول سوريا، فكلما تحدثت حول موقفي المندد بالسلطة السورية، حتى يتكهرب الجو وأواجه بسيل من الشتائم على المعارضة السورية، وكأن كل من يعارض بشّار هو بالضرورة مؤيد لكل الموبقات التي تفعلها بعض العناصر المندسة في الثورة. وأتساءل أحيانًا هل اصابتنا العدوى السورية، أي صبغ كل نقاش حول الموضوع بالغضب واطلاق الشعارات المكهربة؟ ماذا جرى لنا؟ ولذلك فالسؤال هو كيف من الممكن ان نتناقش في هذا الموضوع المؤلم دون ان ننحو نحو العصبية والغضب، وأن نستعيض عن ذلك بالنقاش الهادئ".