حنان طالب كبها أبو مخ:
دائما وأبدا شعارنا الأول كان صنع التغيير لبناء مجتمع أفضل رسالتنا دائما كانت زرع حب تراثنا وارضنا في ابنائنا كي نبني جيلا مهتما بتراثه مقدرا لماضيه
الإهتمام بالتراث والعادات والتقاليد الحميدة لهذه البلاد الغالية علينا جميعا يجب أن تكون محل إهتمام كل واحد منا
نحن بحاجة الى منصة الصحافه كمجلة ليدي كل العرب، في سبيل أن نطرح افكارنا ومشاريعنا وأن نستفيد من خبرة وتجرية الآخر
بكل تواضع وإفتخار فإن المزرعة تحمل التاريخ العربي الفلسطيني كله من شجرة الزيتون وحتى رائحة خبز العربي التقليدي خبز الطابون
هنالك تعاون ومشاركة مستمرة بيننا في تطوير هذا المشروع الذي يكبر في كل يوم وعلينا أن نكون جميعا شركاء في سبيل أن نتقدم ونتطور في أي مشروع
الاصالة مفهوم جميل يحرص عليه كل ذي لب من البشر ولكن هذا المفهوم للأصالة يزداد جمالا عندما يحرص على تطبيقه في كافة مناحي الحياة العملية لتكون بذلك إمتدادا للحياة الأصيلة عبر الأجيال
نلاحظ في السنوات الأخيرة توجه نسائي واسع الى سوق العمل والى المبادرات الإقتصادية والمالية والتجارية، لكن ما يميز زائرتنا في هذا اللقاء، حنان طالب كبها أبو مخ (ام جميل)، حاملة لقب اول في إدارة الأعمال والإتصال، وأم لأربعة ابناء، وزوجة للمهندس عاطف أبو مخ من باقة الغربية، دمجت بين الأعمال والغقتصاد والتراث والعمل على الحفاظ على حضارتنا وتراثنا وتاريخنا العربي الفلسطيني من خلال مشروعها التي تديره، مزرعة "أبو جميل" والتي تحمل عبق الماضي وسحر الحاضر على مساحة 30 دونما تحمل عليها تاريخ الحضارة والمعالم الفلسطينية من شجرة الزيتون ورائحة الطابون والمعدات والتقاليد العربية الفلسطينية، حيث تستقطب مزرعة "أبو جميل" طلاب المدارس وأطفال البساتين والوفود المحلية والعالمية لتتعرف على تاريخ الحضارة العربية الأصلية.
نلتقي السيدة حنان، "ام جميل" مديرة المزرعة لمعرفة المشترك بين الإقتصاد والمصالح التجارية والتاريخ والحضارة، وما تزخر به هذه المزرعة التراثية الخلابة.
"صنع التغيير لبناء مجتمع أفضل"
بداية تقول ام جميل: "دائما وأبدا شعارنا الأول كان صنع التغيير لبناء مجتمع أفضل، رسالتنا دائما كانت زرع حب تراثنا وارضنا في ابنائنا كي نبني جيلا مهتما بتراثه مقدرا لماضيه، عاملا لبناء مستقبله، خلال سنوات عملنا منذ إفتتاح القرية العربية التراثية – مزرعة أبو جميل، واجهنا تحديات لا تحصى، وصعوبات جمة، حاولنا وما زلنا نحاول أن نتخطاها، بهمة وحضور، وتعاون أطفالنا وزوارنا، وبكل تواضع عملنا على إستمداد طاقتنا من إسعاد اطفالنا ومن عطائنا لهم.
ليدي: كيف كان لكم هذا الإهتمام بالتراث والعادات والتقاليد والتاريخ؟
حنان: الإهتمام بالتراث والعادات والتقاليد الحميدة لهذه البلاد الغالية علينا جميعا يجب أن تكون محل إهتمام كل واحد منا، من البيت والسلطة المحلية والعائلة وكل واحد منا، وذلك من أجل تمكين الجيل القادم من التعرف على هذا التاريخ والأصالة والأمجاد. و"مزرعة أبو جميل" في مدينة باقة الغربية، أصبحت أحد المعالم التاريخية المميزة لتبرز القرية الشعبية بقية معالم هذه المزرعة ومحتوياتها ولتكون ملتقى لأطفالنا الجيل القادم وايضا لكل الوفود التي تفتش أن تتعلم وتتمتع بتاريخنا وحضارتنا العريقة التي نعتز بها في كل مكان وزمان .
ليدي: من اين جاءت فكرة إنشاء مزرعة أبو جميل؟
حنان: الاصالة مفهوم جميل يحرص عليه كل ذي لب من البشر، ولكن هذا المفهوم للأصالة يزداد جمالا عندما يحرص على تطبيقه في كافة مناحي الحياة العملية لتكون بذلك إمتدادا للحياة الأصيلة عبر الأجيال، مهما إختلفت الظروف وتنوعت أساليب التحضر والتقدم العلمي والتقني.
من هنا، ومن مفهوم الأصالة إنطلقت فكرة إنشاء مزرعة "أبوجميل" في مدينة باقة الغربية لتستوعب في جنباتها روح التراث والتاريخ الأصيل في معانيه ومفاهيمه وأساليب حياته، وتعكس مفاهيم ناجحة في تشكيل الحياة المعاصرة بمباني تحمل روح التراث شكلا ومضمونا وتستوعب اسلوب الحضارة العصرية بما توفره من أساليب الراحة والهدوء، وبذلك اصبحت مزرعة أبو جميل ولا تزال مثالا رائعا أصيلا ليحمل التاريخ والحضارة العربية الفلسطينية في هذه البلاد".
ليدي: ماذا تشمل مزرعة "أبو جميل"؟
حنان: تحمل التاريخ كله، نعم بكل تواضع وإفتخار فإن المزرعة تحمل التاريخ العربي الفلسطيني كله، من شجرة الزيتون وحتى رائحة خبز العربي التقليدي خبز الطابون، تحمل بداخلها كل المعدات الزراعية القديمة، والبيت العربي والبير وكل الحياة التقليدية العربية والتاريخ بما في ذلك العادات والتقاليد واللباس.
ليدي :كيف كان هذا الإختيار أن تديري مصلحة من هذا النوع، وتوجهك لإدارة الأعمال؟
حنان: حبي لهذا الوطن ولبلدي ولمجتمعي، وكي لا أقف جانبا، بل أن أكون مشاركة في ما أحسن وافضل، هو السبب الأول والأخير وراء هذا الإختيار، من هنا عملت وأعمل على تدعيم هذه الفكرة في مشاركة النساء في سوق إدارة الأعمال والمبادرات الإقتصادية لما فيها مصلحة لهن وللجميع، كذلك علينا جميعا أن ندعم ونشارك في كل مشروع يعزز من وجودنا وتاريخنا لغيصاله للجيل القادم.
ليدي: هل لزوجك المهندس عاطف دور في المبادرة لإنشاء المشروع ؟
حنان: بالتأكيد هنالك تعاون ومشاركة مستمرة بيننا في تطوير هذا المشروع الذي يكبر في كل يوم، وعلينا أن نكون جميعا شركاء في سبيل أن نتقدم ونتطور في أي مشروع، من هنا بإعتقادي نجاح كل مشروع إقتصادي يعتمد بالأساس على المشاركة والتعاون، وعلى كل واحد منا أن يقدم دوره من أجل النجاح، كما أن زوجي وهو مهندس وأنا خريجة إدارة الأعمال والإتصال، نرى أن لهذا الوطن الذي يسر لنا سبل التعليم الحق في أن نفيده بما إكتسبناه من معرفة وخبرات من خلال تعليمنا وخبرتنا.
ليدي: هل هناك أية أنشطة سياسية تمارسينها إلى جانب العمل التجاري؟
حنان: لا أحب أنا أدعوها بالعمل السياسي رغم أن كل شيء في البلاد الأن لا يخلوا من العمل السياسي، وأنا بحكم كوني أعمل في هذا الجانب الميداني طورت علاقات متينة ومشتركة مع الكثير من السيدات الناشطات والفاعلات، فأنا على إطلاع بالكثير من الأمور في مجال حياتنا اليومية، فنحاول مع عدد من السيدات الفاضلات التركيز على الجانب النسوي في معادلة الأزمات في مجتمعنا، ونحاول بقدر الأمكان المساعدة على تخفيف ومحاربة الظواهر السلبية، لا سيما العنف ونعمل على تشجيع الامور الإيجابية مثل التعليم والثقافة.
ليدي: ما دام تحدثتين عن العنف، فكيف لنا أن نخرج من هذه الظاهرة المقلقة؟
حنان: نعم انها ظاهرة مقلقة جداً وعلى كل واحد منا أن يأخذ دوره في هذا المجال، وأعتقد أن العودة إلى المفهوم السليم للدين الإسلامي البعيد عن التطرف والأفكار المستوردة، مع التمسك بالقيم والتقاليد العربية العريقة، وغرس بذرة التسامح والرحمة في النفوس هي الحل الأمثل والوحيد لهذا الوضع المأساوي لمظاهر العنف في مجتمعنا.
ليدي: هل انت راضية لواقع المرأة العربية في البلاد؟
حنان: الكمال لله، لكن علينا دائما أن نطمح للمزيد، المرأة العربية حققت تطوراً كبيراً وملحوظا في السنوات الأخيرة في جميع المجالات، التعليم والتربية الإقتصاد، والمشاركة الإجتماعية والشعبية في البيت والمجتمع، من هنا نحن نبارك هذا التطور الكبير الملحوظ الذي ساهم ايضا وبكل تواضع الى رقي المرأة المدعومة من الزوج والمجتمع .
ليدي: كلمة اخيرة تقولينها؟
حنان: نحن بحاجة الى منصة الصحافه كمجلة ليدي كل العرب، في سبيل أن نطرح افكارنا ومشاريعنا وأن نستفيد من خبرة وتجرية الآخر، هنيئا لجميع النساء على ما حققاه من تطور ملحوظ، وإنجازات متميزة في الكثير من المجالات والمواضيع، نطمح بالمزيد، ولمجتمعنا أقول هنالك واجب أخلاقي ووطني في الحفاظ على تاريخنا وحضارتنا وتقاليدنا وعاداتنا وهناك مسؤولية علينا أمام الأجيال القادمة في سبيل أن نوصل لهم هذه الأمانة.