عقد مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب في اسرائيل في مقره بمدينة حيفا، اول امس الاربعاء، ندوة خاصة احياء للذكرى السادسة لهبة القدس والاقصى، وتحت عنوان"الاقلية العربية بعد مرور 6 سنوات على احداث اكتوبر".
شارك في الندوة عدد من المدعوين، وتحدث فيها كل من: جعفر فرح مدير مركز مساواة، شوقي خطيب رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية، عبير بكرمن مركز عدالة الحقوقي، عبد المنعم ابو صالح والد الشهيد وليد ابو صالح من مدينة سخنين ممثلا عن لجنة ذوي الشهداء.
وقال جعفر فرح خلال حديثه:" لا شك ان موضوع شهداء هبة القدس والاقصى اصاب الجميع بالالم، وبالنسبة لعبد المنعم والد الشهيد وليد الالم مضاعف وفقدانه لابنه قد ترك فراغا كبيرا في حياته".
واضاف فرح:" اليوم قررنا التطرق لموضوع احداث اكتوبر بعد مرور 6 سنوات، واليوم بالذات تم اعادة سيناريو اكتوبر حيث دخلت قوات من الشرطة احد البيوت في يافا تل ابيب، واطلق شرطي النار على عامل فلسطيني، وبموته ينضم الى قائمة 33 مواطنا قتلوا برصاص الجيش والشرطة بدم بارد، وهذه اشارة واضحة ان العملية التي بدأت في مطلع شهر اكتوبر مستمرة وفي تصعيد دائم".
وتحدث فرح باسهاب عن التجربة الاعلامية والقانونية للجمعيات العربية حيث كانت احداث اكتوبر التجربة الاولى للجمعيات وبهذا الحجم الكبير.
عبد المنعم ابو صالح والد الشهيد وليد من مدينة سخنين عرض جملة من شهادات التي قدمها افراد الشرطة امام لجنة اور وهي لجنة تقصي الحقائق التي اقيمت بعد احداث اكتوبر، واشار ابو صالح انه رغم الشهادات التي قدمها افراد الشرطة ضد بعض زملائهم والتي فيها ادانة واضحة الا ان المجرمين ما زالوا طلقاء احرار.
وتابع ابو صالح حديثه قائلا:" نحن اصحاب الارض وسكانها الاصليين، وليد ابني استشهد بعد 40 يوما من احتفالنا بخطوبته، قتل بدم بارد لمجرد مشاركته في تظاهرة، وقبل استشهاده بيومين جلست بجانبه عندما ابدى استياءه بعد مشاهدته لقطات من عملية استشهاد الطفل محمد الدرة والذي اطلق عليه الجنود النار وهو في حضن والده، وقال لي ما الذنب الذي اقترفه حتى يقتل".
المحامية عبير بكر من مركز عدالة قالت ان"استخدام عناصر القناصة كان مقصودا، وكان لدى الشرطة قرارا باستخدام وسائل رادعة، وعلى العكس من ذلك تتعامل الشرطة في مظاهرات يهودية بلطافة ونعومة".
واضافت بكر:" اخفاقات لجنة التحقيق اور كانت بانها لم توصي بتقديم لوائح اتهام ضد افراد شرطة سوى في قضية مقتل الشاب رامي غرة وفي قضية مقتل الشابين من سخنين وليد ابو صالح وعماد غنايم، وفشل اخر كان عندما وجهت لجنة التحقيق اصابع اتهام لعدد من قيادة الجماهير العربية النائب السابق عن الحركة الاسلامية عبد المالك دهامشة، والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية الذي تم اعتقاله مع عدد من انصار الحركة الاسلامية بعد فترة وجيزة من صدور توصيات اللجنة".
وابدت بكر استياءات اخرى على عمل وحدة التحقيق مع الشرطة "ماحاش" والتي تقاعست في عملها والتي كانت ايضا لها اخفاقات وفشل في مسألة التعاطي مع افراد الشرطة المتورطين بقتل الشبان العرب.
شوقي خطيب رئيس لجنة المتابعة قال:" تعامل الشرطة مع الجماهير العربية بلغ ذروته في يوم القدس والاقصى عندما قام شارون بدخول الحرم القدسي الشريف، وخرج المواطنون العرب للتظاهر والتعبير عن رأيهم، وعندها قررت لجنة المتابعة اعلان الاضراب في الوسط العربي واقامة مظاهرة قطرية".
وتابع خطيب:" في اعقاب استشهاد 13 شابا عربيا في احداث القدس والاقصى، اصرت لجنة المتابعة على اقامة لجنة تحقيق رسمية لتقصي الحقائق في موضوع مقتل الشبان".
شوقي خطيب يتحدث عن استقالته
وتحول شوقي خطيب للحديث عن موضوع استقالته من رئاسة لجنة المتابعة، وابدى خطيب امتعاضات شديدة من تصرف قيادة الاحزاب العربية والذين يتحدثون بصيغة مختلفه، في البيت يتحدثون بلغة، واما الجماهير يتحدثون بلغة اخرى، واستطرد خطيب في حديثه ووصف قيادات الاحزاب بانها تمارس سياسة الضحك على الذقون ولا تقول الحقيقة للجمهور. واشار خطيب انه لا يستطيع الاستمرار في سياسة التلاعب على الجمهور وعدم قول الحقيقه.
وابدى خطيب عدم رضاه من عمل مركبات لجنة المتابعة، حيث تحولت لجنة المتابعة الى الشماعة التي تحاول الاحزاب العربية تعليق مشاكلها، واصبحت جلسات لجنة المتابعة ليست للتشاور والتنسيق بل الى اظهار التباين والاختلافات بين الاحزاب.
واكد خطيب انه كان سباقا في الدعوة الى اعادة تركيب لجنة المتابعة وانه توجه لقيادات الاحزاب في هذا الامر، وبدورهم طلبوا اعطائهم مهلة حتى يتسنى لهم التنسيق فيما بينهم وحتى يومنا هذا لم احصل على اجابة، والشيء الوحيد الذي كان هو التغيير في الكلمات اعادة بناء ام اعادة صياغة وتركيب لجنة المتابعة.