الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 18:01

تعليم الطفل قيمة الشكر في الحياة الاجتماعية

أماني حصادية- مراسلة
نُشر: 01/05/13 13:34,  حُتلن: 14:08

من الضروري أن تربطي بين الشكر وممارسته على أرض الواقع كسلوك فردي وبين المنظومة القيمية للمجتمع المسلم بوجه عام، وذلك من خلال التأكيد لطفلك على مدى أهمية وسمو قيمة الشكر في العلاقات الاجتماعية التي تقوم على الأخلاق وتهدف إلى كسب رضا الله تعالى

وتستمر رحلة الأم مع طفلها لمحاولة إكسابه القلب الشاكر القادر على رؤية النعم والأفضال وتقديم الشكر عليها والإحساس بالامتنان بدون تحرج أو إنكار. ومن الأمور التي يجب أن تأخذها الأم بعين اعتبارها وهي تعلم طفلها كيف يكون له قلب شاكر ممتن: مشاركة الطفل في الضحك والحديث.

عندما تحرصين كأم على الاستماع إلى ضحكات طفلك ومعرفة سر هذه الضحكات والدخول معه باستمرار في دردشة يشعر الطفل بأن قلبك يتمتع بالبراءة والبساطة ويتولد لديه تلقائيًا وبدون أن يدرك هو نفسه إحساسًا عميقًا بالشكر لك على هذه المشاركة الجميلة التي ربما لم يطلبها منك مباشرة لأنه لا يعرف كم احتياجه لها، وهكذا تكونين قد أكسبتي طفلك القدرة الحقيقية على الشعور بالامتنان بصورة تفوق في تأثيرها مجرد التحدث إليه عن أهمية أن يشكر الإنسان الآخرين، لأن العواطف الإيجابية في البشر عندما تتم تغذيتها بشكل واقعي ملموس تزيد من طاقة الشكر والإحساس بالامتنان بصورة تفوق أي حديث أو كلمات. من الضروري أن تربطي بين الشكر وممارسته على أرض الواقع كسلوك فردي وبين المنظومة القيمية للمجتمع المسلم بوجه عام، وذلك من خلال التأكيد لطفلك على مدى أهمية وسمو قيمة الشكر في العلاقات الاجتماعية التي تقوم على الأخلاق وتهدف إلى كسب رضا الله تعالى، وتذكير الطفل بأن الإسلام عندما يحث أفراد المجتمع على الترابط والتآخي والانصهار في بوتقة الآلام الواحدة والطموحات الواحدة والمصير الواحد يجعل ركيزة الشكر والامتنان بين هؤلاء الأفراد منطلقًا للحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه وعدم وجود خلخلة في بنيانه، وتعليم الطفل حقيقة أن الشكر المتبادل بين أفراد المجتمع الواحد يظل أحد أهم الدعامات التي تضمن عدم انهيار المنظومة الاجتماعية أو تحول كل فرد من أفراد المجتمع إلى اللهث وراء تحقيق مصلحته أو مصلحة جماعته الخاصة وإنما يظل الشكر هو المحرك الفاعل لضمان انسجام كل عناصر المجتمع.

محطات رحلة النعم
ويمكن أن تأخذي الطعام كمثال فيجب أن يدرك طفلك أن الطعام الذي يأكله بكل بساطة لم يصل إليه إلا من خلال رحلة طويلة لها محطات متنوعة وكل محطة من هذه المحطات لابد أن يكون لها شكر خاص بها والبداية هي نعمة الله تعالى في إنزال ماء المطر ثم خصوبة الأرض ثم إنبات الزرع ثم دور الفلاح في الزراعة والحصد ثم دور الكثير من الأفراد والأطراف حتى يصل الطعام إلى فم طفلك، ويمكنك في الوقت نفسه أن تساعدي طفلك في أن يكون له دور في زراعة بعض الأشياء داخل المنزل، حتى يتعلم كيف يمكن أن يكون الوصول إلى الهدف في حاجة إلى الكثير من الامتنان والشكر لأكثر من طرف.

ضرورة التواصل مع الآخرين
كيف يمكن أن تتصوري أنك ستخرجين للحياة إنسانًا قادرًا على شكر الآخرين والشعور بالامتنان لهم إذا كان مصير هذا الطفل هو الانعزال عن المجتمع المحيط به والتقوقع داخل مجموعة من الأفكار والوصايا والتحوصل في إطار التعامل مع مجموعة من الأفراد لهم سمات مشتركة خاصة؟ الحقيقة أن الشكر والامتنان يستلزمان أن يكون طفلك منفتحًا على الواقع المحيط قادرًا على احترام الآراء الأخرى والتعايش مع القناعات المختلفة عن قناعاته ومدركاته، مع التأكيد على أهمية تعليم الطفل روح العمل الجماعي والعمل من خلال فريق كبير لخدمة أهداف المجتمع ككل.

موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة