أبرز ما قاله المتحدثون:
ناطور أحدث ثورة حقيقية من خلال وضع المحاكم الشرعية في موقع المدافع العنيد عن المقدسات الإسلامية وإلغائه للعديد من الفتاوى القديمة
سطّر ناطور تاريخاً عريقاً يحمل كافة مواصفات الإنسان الذي يتحلى بروح الإنتماء لشعبه وروح العطاء والتحدي من خلال الإصلاحات العديدة التي أحدثها في الإجراءات القضائية والوسائل الحديثة
القاضي د. أحمد ناطور:
اليوم صار المسلم وغير المسلم يشهد للمحاكم الشرعية وقضاتها والعاملين فيها بحسن الأداء، بعد أن سبقت المحاكم الاخرى دينية كانت أو نظامية من حيث مستواها المهني
قرار التنحي جاء بهدف الرغبة الجامحة من أجل التفرغ للأكاديميا والتأليف والكتابة لكي استطيع أن اضع قدراتي المتواضعة تحت ترف الأهل والأحبة في ميادين النضال
أشعر بقدر من الرضى وقد وفقني الله وزملائي في انجاز معظم ما نصبوا اليه من تصحيح وتطوير وإصلاح وارتقاء بالمحاكم الشرعية الى الذرى التي بأهلها تليق إنه ولي التوفيق
بحضور كبار الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية، محامين وقضاة من كافة أنحاء البلدات العربية ومن كافة الطوائف، نظمت أكاديمية القاسمي في باقة الغربية حفلاً بهيجاً لتكريم سماحة القاضي أحمد ناطور الذي تنحى عن منصبه كرئيس لمحكمة الإستئناف الشرعية. وقد توالت كلمات كبار الشخصيات الأكاديمية والقضاة والمحامين والتي تناولت مقاطع مختلفة من حياة القاضي ناطور مشيرين الى انه "عمل طوال حياته من خلال منصبه في خدمة أبناء شعبه ودينه حيث خاض مصاعب كثيرة للدفاع عن حقوق المسلمين ومقدساتهم".
من اليسار - سماحة القاضي أحمد ناطور
وأضافوا قائلين: "وقد سطّر ناطور تاريخاً عريقاً يحمل كافة مواصفات الإنسان الذي يتحلى بروح الإنتماء لشعبه، وروح العطاء والتحدي من خلال الإصلاحات العديدة التي أحدثها في الإجراءات القضائية والوسائل الحديثة التي أبدع في أدائها من أجل الحفاظ على حقوق الإنسان في البلاد ومصالح العرب والمسلمين في كافة أرجاء الدولة على وجه الخصوص".
المدافع العنيد عن المقدسات الإسلامية
كما ذكر المتحدثون أن ناطور" أحدث ثورة حقيقية من خلال وضع المحاكم الشرعية في موقع المدافع العنيد عن المقدسات الإسلامية وإلغائه للعديد من الفتاوى القديمة التي جاءت في حينه لخدمة السلطة الإسرائيلية وأدت إلى ضياع الكثير من المقدسات الإسلامية من المقابر والمساجد المهجرة وغيرها".
كما وتوالت كلمات الشكر والثناء لسماحة القاضي الدكتور أحمد ناطور على ما بذله من "عطاء مع الإشارة إلى أن تنحيه عن منصبه يعتبر خسارة كبيرة للشعب العربي والإسلامي في البلاد، كونه الشخصيّة الفذّة والنادرة، الجريئة والإبداعية وصاحبة المواقف المشرفّة في التعامل مع القرارات المصيرية للشعب العربي والإسلامي" كما قال المتحدثون في الاحتفال.
التفرغ للأكاديميا والتأليف
وفي كلمته، قال سماحة القاضي د. أحمد ناطور أن "قرار التنحي جاء بهدف الرغبة الجامحة من أجل التفرغ للأكاديميا والتأليف والكتابة لكي استطيع أن اضع قدراتي المتواضعة تحت تصرف الأهل والأحبة في ميادين النضال . كما وأنني قد تسلمت المنصب في أوضاع عسيرة حالكة الظلمة في ظل وزارة الأديان التي كانت تعتبر المحاكم الشرعية دائرة نفوذ مستباحة لا أكثر. حيث لم تكن يومها ثابتة لمحكمة الإستئناف وكان عدد المحاكم أكثر من عدد قضاتها. وبجهد متصل ومثابرة استطعت بناء مؤسسة المحاكم الشرعية الحديثة على أسس مدروسة واضحة الرؤية وجلية البصر والبصيرة، أساسها ترسيخ العقيدة، وإحقاق الحقّ وإقامة العدل، من خلال تطبيق شريعة الله في أرضه. وقد أيقنت أنذاك أنه من السياسة الشرعية أن يفتح للناس باب الرحمة من الشريعة ذاتها وأنه ينبغي أن يُرجع إلى الحكم الشرعي فيؤخذ منه بالذي هو بالناس أرفق لهم وأوفق، وذلك جلباً للمصلحة ودرءً للضرر".
حماية حرمة المقدسات
وتابع ناطور قائلاً:"هذا المنصب هو في موقع التكليف لا التشريف، حيث أيقنت ذلك من البداية، فأرسي المبادئ القضائية الشرعية بوعي وإدراك وأقصى عنها القوانين الوضعية بوعي وإدراك أيضاً، ثم نهضت بجهاز القضاء الشرعي معنىً ومبنىً، فنقلت المحاكم إلى الدور الجديد الذي يليق بها، علاوة على ذلك، النظام المحوسب الشامل الأرقى من بين أجهزة القضاء المحوسبة، حيث لا يترك الجهاز كبيرة ولا صغيرة إلا أدركها، وكذلك زيادة الملاكات في السلك الوظيفي والخدماتي على حد سواء".
وأشار سماحته إلى المراسيم التي شرع في اصدارها منذ سنة 1994 حيث قال: "اول هذه المراسيم حماية حرمة المقدسات ثم ما تلاها من مراسيم جعلت لتحفظ حقوق المسلمين في مقدساتهم التي أعتُبرت صيداً سهلاً للطامعين آنذاك ولا تزال، الى جانب التأكيد على حفظ حقوق الشرائح التي اعتبرت اكثر حاجة للحماية، كالصغار والأيتام والنساء والعجزة، من خلال احقاق الحق وايفاء كل ذي حق حقه ووفقاً لعدل الإسلام الحنيف وانصافه. واليوم صار المسلم وغير المسلم يشهد للمحاكم الشرعية وقضاتها والعاملين فيها بحسن الأداء، بعد أن سبقت المحاكم الاخرى، دينية كانت أو نظامية من حيث مستواها المهني من جهة، ومن ناحية الانجاز والجاهزية من جهة أخرى فقد صار الدارسون في الجامعات المحلية والعالمية يتناولون في أبحاثهم هذه التجربة الفريدة نحو حفظ الهوية الاسلامية كأقلية مسلمة تعيش في دولة يهودية، في ظل حال الصراع المستديم المعروف للخلق كافة. ولقد كان لا بد من جعل المحكمة الشرعية قلعة للدفاع عن مصالح المسلمين من خلال ارساء مقومات حفظ الشريعة ومقاصدها الخمسة وحماية الانتماء الى الهوية، انطلاقاً من تطبيق أحكام الشريعة الغراء بكبرياء وإباء".
الراية الأكاديمية والرقي
وأضاف قائلا في كلمته: "أشعر بقدر من الرضى وقد وفقني الله وزملائي في انجاز معظم ما صبوا اليه من تصحيح وتطوير وإصلاح وارتقاء بالمحاكم الشرعية الى الذرى التي بأهلها تليق إنه ولي التوفيق. وكلي ثقة بزملائي القضاة الافاضل على درجاتهم بأن يواصلوا المسيرة بتفانٍ وأمانة".
وتطرق القاضي إلى دور مؤسسات القاسمي في تخريج الكوكبة تلو الأخرى لتحمل الراية الأكاديمية والرقي إلى أرفع المستويات في شتى المواضيع، مشيرا الى أن "الأكاديمية تعتبر علماً من الأعلام التي توجب الفخر والإعتزاز بها كونها منبعا للعلم والحضارة وتحدّت ولا تزال تتحدى صعوبات جمّة من أجل تحقيق المزيد من النجاحات"، وشكر أهالي باقة الغربية على وجه العموم وكل من كان له ضلع إلى إخراج هذا الإحتفال التكريمي إلى حيز التنفيذ.