الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 07:02

الفنانة ختام هيبي امرأة تراقص ريشة الرسم لتوثق آلام وآمال شعبها المهجر

خاص بمجلة ليدي/
نُشر: 14/05/13 21:39,  حُتلن: 20:08

الفنانة ختام هيبي:

لغة الفرشاة هو الكلام الصامت الذي أعطاني الطاقة لأعبر بواسطتها عما يصعب علي نطقه بلساني

بداية فني بدأ في جيل المراهقة كان الخط فني ولكن لم يقدر أحد ذلك كبرت ورأيت أبنائي بين أحضاني ويريدون مساعدة فقررت أن أتعلم وأكثر أمر يغريني هو الرسم

كانت بدايتي في رسم شجر الزيتون الواقعي وهو الفن الواقعي وهو أن ترى صورة بعينيك وتنقلها على اللوحة ولكن مع الوقت شعرت أن هناك شيئًا غير متكامل ويجب أن أكمله وأطوره بنفسي ولا أريد أن أشبه نفسي بفنانين

الفن في الوسط العربي لا يحظى بدعم وغير محبب وأنا لدي سلاح قوي ورسالة وهو الفن الذي يسري بعروقي والذي أقدمه من خلال دعمي وتشجيعي للأطفال الذين أعلمهم فأنا اقوم بتدريس الرسم والفن منذ أربع سنوات تقريبًا في شعب ومجد الكروم

أنا كامرأة، من نساء شعبنا الفلسطيني حقي منتهك مرتين أولاً لأني امرأة في الوسط العربي وثانيًا كفلسطينية تعيش على هذه البلاد فحقي مصادر ويمكن معالجة هذا الأمر وكل امرأة يجب أن تثبت نفسها

اذا رجعت لنفسي أنا ختام هيبي عندما وضعت هدفي نصب عيني ووضعت لنفسي نقطة الانطلاق وهي نفسي والعائلة وعندما يبدأ الانسان من البيت والعائلة تحل كل الأمور فإذا صعُب على الانسان حل مشكلته في بيته من الصعب أن يفرض نفسه على المجتمع

أنا شخصيًّا امرأة ناجحة في البيت مع زوجي ومع تربية الأبناء وأحاول أن أنصف بين حق زوجي وأبنائي وبين عملي فلا أتعدى على حدود وقتهم، وأعمل في ساعات الليل وهي الساعات التي أكون بها حرة وقريرة العين

الفنانة ختام هيبي ابنة قرية شعب الوادعة، يعود أصلها الى قرية كويكات المهجرة من عائلة حسن، هي أم لأربعة أبناء، 38 عامًا،  تسكن في شعب، ومن مواليد أبو سنان، حالها كحال كل ابناء الشعب الفلسطيني، مهجر ولو في وطنه.


الفنانة ختام هيبي

تقول ختام هيبي : "أنا ابنة عائلة تم تهجيرها في الـ 48 وفي ظل نكبة الشعب الفلسطيني، من قرية الكويكات للغرب من كفر ياسيف، واعتقد أن ذلك لا بد الا وان له تأثيرًا على لوحاتي الفنية ورسوماتي، فعندما أرى وأسمع معاناة اهلي وكل اهالي قريتي الأصلية الذين هجروا منها للقرى المجاورة، وقسم من أهل البلد هُجِّر الى خارج البلاد، فهذا أمر كان له أثر علي وعلى رسوماتي لابعد حدود، ولكني لم أكن اتمكن من أن أعبر عنه في طفولتي، ولكني الآن أفهم هذا الأمر أكثر من لقاءاتي المتكررة، ومما اسمعه وما أراه من حولي، ومن ضمن أعمالي التي بدأت العمل عليها ما ترتكز على شجر الزيتون والثبات والتشبث بالأرض، فالأمور التي لا أستطيع البوح بها، أستطيع التعبير عنها بواسطة الرسم".

لغة الفرشاة
وتابعت: " فالرسم، او لغة الفرشاة هو الكلام الصامت الذي أعطاني الطاقة لأعبر بواسطتها عما يصعب علي نطقه بلساني، الرسم يوضح مشاعري وأحاسيسي أكثر من أي شيء آخر، فلجأت إليه لأعبر به عن ذاتي. أحيانًا الانسان لا يستطيع التعبير بالكلمات عن أحاسيسه، فالمعاناة الانسانية والمشاكل الحياتية واليومية كثيرة، ولكن الكلام عنها ممنوع، ونحن كنا نخاف على أنفسنا وعلى عائلاتنا، فكنا نصمت، والذي يصمت يصبح عنده مرض التمرد، وهذا التمرد الذي يتملكني، أرسمه بفرشاتي".

موهبة وتعليم
وتحدث ختام عن مشوارها الفني قائلة: "بداية فني بدأ في جيل المراهقة، كان الخط فني، ولكن لم يقدر أحد ذلك، كبرت ورأيت أبنائي بين أحضاني ويريدون مساعدة، فقررت أن أتعلم، وأكثر أمر يغريني هو الرسم، فتعلمت الرسم، في جيل 28 سنة في كلية الجليل - سخنين، وأردت أن أستغل تعليمي وأعمل، فتعرفت على الفنان الكبير محمود بدارنة من سخنين، وتعملت منه أمورًا كثيرة في الرسم خلال سنتين، وهذا مفخرة لي، تعملت منه كيف أضع الألوان على لوحاتي، وكيف أتشجع وأرسم، والذي تعلمته منه يمكن تعليمه في 10 سنوات جامعية حسب رأيي، فكان توجهي أكثر لشجر الزيتون، عندما كنت أسمع عن الطبيعة، كنت محرومة منها، وعرفت الطبيعة من هنا من شعب، الزيتون من حولي ولكني لا أستطيع رسمه، ولكني عندما كنت أعمل مع الأستاذ محمود بدارنة، شعرت بأنه ساعدني وأعطاني ثقة بنفسي أكثر، وأخذت الجرأة منه في رسم الزيتون".

الفن الواقعي
وأضافت هيبي:" كانت بدايتي في رسم شجر الزيتون الواقعي، وهو الفن الواقعي، وهو أن ترى صورة بعينيك وتنقلها على اللوحة، ولكن مع الوقت شعرت أن هناك شيئًا غير متكامل، ويجب أن أكمله وأطوره بنفسي، ولا أريد أن أشبه نفسي بفنانين، ولكن أستطيع أن أصور صورة ما وأرسمها، ولكنها لا تعطي الايحاء الموجود في داخلي، فأحسست بأنه يجب علي أن أطور الواقع الى الأكثر من واقع وهو السريالي.
إحدى الرسومات التي اشتركت بها مع الفنان محمود بدارنة، والتي لقيت معارضة كبيرة من قبل مجموعة يهودية عنصرية، كنا مشاركين فيها في معرض سخنين والذي اقيم في قاعة البتراء، فأتت مجموعة عنصرية من اليهود، وشاهدوها، فطلبوا ازالتها، ولكن لم نوافق، وهذه اللوحة تتحدث عن شجرة الزيتون، الأرض، الصرخة، الأقصى، الرجل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية، وهي تتحدث عن عدة قصص موجودة في لوحة واحدة، هذه اللوحة أفتخر بها جدًّا".

سلاح قوي ورسالة 
وتتطرق الفنانة ختام هيبي للخطوط وتقول:"الفن في الوسط العربي لا يحظى بدعم وغير محبب، وأنا لدي سلاح قوي ورسالة وهو الفن الذي يسري بعروقي، والذي أقدمه من خلال دعمي وتشجيعي للأطفال الذين أعلمهم، فأنا اقوم بتدريس الرسم والفن منذ أربع سنوات تقريبًا في شعب ومجد الكروم، والرسم، الألوان والفرشاة هو فن كبير يجب احترامه مثل أي موضوع، وهو يعبر عن نفسية الشخص الرسام إن كان طفلاً، رجلاً أو امرأة، ويجب أن نعطي هذا الفن تقديره الذاتي أكثر من أي موضوع آخر، وذلك لأن الكثير من الأطفال يواجهون مشاكل معينة في الكتابة أو التعبير أو فهم المقروء، فيأتي الأهل ويطلبون المساعدة مني، واذا كان الرسم هو الحل فنحن جاهزون لذلك، وفعلاً بعد ثلاثة أو أربعة أشهر من تعلمهم الرسم، نجد أن الطفل شفي من هذه المشاكل، أو ان المشكلة أصبحت خفيفة، فأرشد الطلاب وأفهمهم أن الفن رسالة، وهذه الرسالة يجب أن تصل، إن لم تكن عن طريق الرسم، يمكن أن تكون من خلال التصوير والمنحوتات والأطفال الذين لا يستطيعون الرسم أو حتى حمل الفرشاة، يستطيعون اتقان الفسيفساء أو الطين أو الرسم بالفحم. وأكثر لون يشدني هو اللون الفيروزي، وهو مزج اللون الأخضر والأزرق بنسبة معينة".

الفن في الوسط العربي
وتابعت ختام هيبي حديثها لمراسلنا: "للأسف الشديد، لا يوجد دعم كبير للفن، فأنا أرسم في هذه البلد منذ سبع سنوات، وأطالب بأن يكون معرض مخصص، ليس لختام هيبي فقط، وانما أكون جزءًا منه ويكون جزءًا مني، ويصل لطلاب المدارس والأطفال عن طريق فعاليات مختلفة والتعرف على الفنانين العالميين، ولكن لا يوجد جواب حتى الآن. هناك قلة قليلة من يقدرون اللوحات والفن، ومنهم من لديه استعداد لدفع مبالغ كبيرة نوعًا ما، من أجل شراء لوحة، وهؤلاء الذين يقدرون اللوحة وتعب الرسام عليها، فكل لوحة تقريبًا تستغرق عملاً مدته حوالي شهرين أو ثلاثة أشهر. لا أنتظر من أي شخص ليدق بابي ويقول لي إني مستعد لشراء رسمتك، ولكني أنتظر أن أحقق ذاتي، وأصل الى دول العالم جميعها برسوماتي، وأعرض بعدة أماكن، أما موضوع شراء لوحة، فهذا ليس بالأمر الذي يعنيني، مع انني بعت لوحات وبمبالغ جيدة جدًّا.
في الوقت الحالي، أنا مشاركة في مزاد علني في القدس، وفي أماكن عديدة، وأنا فخورة جدًّا بمشاركتي، واذا بيعت اللوحات فممتاز، واذا لم تُبَعْ، فلم أخسر شيئًا، والعكس تمامًا، يكفيني انني وصلت الى الفنانين الكبار، وان رسوماتي نافست رسومات أكبر الفنانين، والرسومات عرضت في أكبر المعارض في اسرائيل".

مشاركات
وحول مشوارها الفني وإنجازاتها قالت هيبي:" شاركت في الكثير من المعارض في القرى والبلاد، في الناصرة ثلاث مرات، والمركز الثقافي مرتين، ومركز محمود درويش مرتين، وفي كفر ياسيف - ابداع، وفي جينوسار طبريا، وفي بيت جبرئيل، وان شاء الله، خلال شهر ونصف سأقيم معرضًا فرديًّا خاصًّا بي، وشاركت في مهرجان دولي كان في شرم الشيخ، مع عدة فنانين عرب، ومنهم الفنان الكبير أحمد كنعان، والذي اعتز بعلاقتي الفنية معه، واشعر ان لديه رغبة بالمساعدة، مستعد لتقديم أي مساعدة لأي شخص يستحق المساعدة في أعماله، وليس لشخص لا يعمل ويريد مساعدة، وهو فنان يساعد الذي يعمل ويتعب وينتج، وهو يرى بي فنانًا ذا حركة، ويشجعني كثيرًا، حتى إن فكرة المعرض كانت منه، واقدرها كثيرًا. إذا لم أحقق ذاتي، يصعب علي ايصال رسالتي للناس، وأنا في بداية طريق الفن، وبقي أمامي الكثير، وبدايتي هي القسم الأجمل، وأنجحها، ولكن الأهم ليس النجاح، وانما مواصلة النجاح، لأنني اذا لم أحافظ على نجاحي لا أظن بأني سوف أتطور وأكبر، وعندما أتطور أكثر، الناس سوف يعلمون من هي ختام هيبي، من ضمن أعمالي واسمي وشهرتي، وهذا ما أتمناه".

الفن والعائلة
وتحدثت ختام لمراسلنا حول حقوقها وتحقيق ذاتها كإمرأة: " أنا كامرأة، من نساء شعبنا الفلسطيني، حقي منتهك مرتين، أولاً لأني امرأة في الوسط العربي، وثانيًا كفلسطينية تعيش على هذه البلاد فحقي مصادر، ويمكن معالجة هذا الأمر، وكل امرأة يجب أن تثبت نفسها، وليس فقط في تعليمها أو في تربية أطفالها، وانما يجب أن تدافع عن حقها بوجودها وأعمالها وجمالها. واذا رجعت لنفسي أنا، ختام هيبي، عندما وضعت هدفي نصب عيني، ووضعت لنفسي نقطة الانطلاق وهي نفسي والعائلة، وعندما يبدأ الانسان من البيت والعائلة تحل كل الأمور، فإذا صعُب على الانسان حل مشكلته في بيته من الصعب أن يفرض نفسه على المجتمع. وأنا شخصيًّا امرأة ناجحة في البيت مع زوجي ومع تربية الأبناء، وأحاول أن أنصف بين حق زوجي وأبنائي وبين عملي، فلا أتعدى على حدود وقتهم، وأعمل في ساعات الليل، وهي الساعات التي أكون بها حرة وقريرة العين. الأمر لم يكن هينًا لزوجي، وكان من الصعب عليه تقبل الشيء، ولكن في الوقت الحالي هو يدعمني كثيرًا ويشجعني ويعطيني رأيه في الرسومات، وأيضًا اقتراحات، فمثلاً عندما يرى أنه يوجد لوحة لا تحتاج لإضافات يقول لي أن هذه اللوحة انتهت، وانه يجب علي أن لا أضيف عليها أي شيء، وأشعر انه أصبح يفهمني، ويشاركني احاسيسي ومشاعري ومنها الفنية، وكذلك الأمر مع أولادي. ابني الصغير عمره ثماني سنوات، لديه يد راسمة وعين ناقلة، ويرسم رسوماتي جميعها ولكن بقلم الرصاص والفحم. عكفت في الاونة الاخيرة على افتتاح معرض ثابت في بيتي، وهو مفتوح للمجموعات والافراد لزيارته وتذوق الفن، وهي دعوة لتطوير المجال الفني في بلدتنا شعب ووسطنا العربي ككل".

مقالات متعلقة