عثر على جثة الطفل أنس بين كروم الزيتون بجانب بيته وعليها علامات عنف خطيرة جدا وحتى هذا اليوم لم تعلن الشرطة عن مشتبهين في هذه الجريمة البشعة
محمد صرصور والد الطفل المغدور :
للأسف الشديد الشرطة لا تريد أن تقول لنا كيف قتل ابني بل اعطوا تعليمات التي تمنع الكشف عن أي معلومات تتعلق بالقضية دون أن نعلم ما هي الاسباب لذلك
اطفالي الثلاثة بوضع نفسي صعب ولا يمكن تحمله لدرجة انهم اصبحوا يخافون النوم لوحدهم في غرفتهم على الرغم انهم حتى هذه اللحظة لا يعرفون أن شقيقهم انس قد قتل بل ذكرت لهم انه ذهب ولم يعد وقد صعد الى السماء وسيبقى هناك
ليلى صرصور والدة الطفل انس :
أتأمل ان يأتي اليوم لأسمع من الشرطة على انهم وصلوا الى قاتل ابني اذ انني اليوم اخاف على اطفالي بأن يخرجوا من البيت لوحدهم
انني اطلب من الشرطة ان مواصلة التحقيقات حتى يتوصلوا الى القاتل وان يتم التعامل مع هذه القضية والملف مثلما يتم التعامل مع قضايا شبيهة في الوسط اليهودي
تعقيب المحامي جيئورا زيلبرشطين الذي مثّل الأب في المحكمة:
أنا لا اؤمن انه سيكون أي جديد بالنسبة لوالد الطفل بسبب انه لا علاقة له بجريمة القتل
بدلا من أن تركز الشرطة منذ البداية على اتجاهات ونقاط عديدة ومعينة التي كانت بأيديهم والتي كانت قد توصلهم الى القاتل ركزوا فقط على موكلي
تعقيب الناطقة الرسمية بلسان شرطة المركز هيلة حيموا :
لتحقيقات مستمرة على ايدي محققين الذين يقومون بعملهم بهدف الوصول الى الحقيقة
بعد أيام قليلة يمر عام على مقتل الطفل انس صرصور 10 اعوام من سكان مدينة كفرقاسم الذي عثر على جثته بين كروم الزيتون بجانب بيته وعليها علامات عنف خطيرة جدا، وحتى هذا اليوم لم تعلن الشرطة عن مشتبهين في هذه الجريمة البشعة التي ادهشت واذهلت الوسطين العربي واليهودي بشكل عام واهالي كفر قاسم بشكل خاص. وجدير بالذكر أن عائلة الضحية ما زالت تعيش في ظروف نفسية صعبة وتنتظر فك لغز جريمة القتل ومعرفة من وقف ورائها.
وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع محمد صرصور والد الطفل المغدور قال:" مرت علينا سنة صعبة للغاية التي لا يمكن وصفها بالكلمات، فعندما تم اطلاق سراحي من السجن بعد أن تم اعتقالي مدة 43 يوما بشبهة ضلوعي بمقتل ابني رأيت اطفالي الثلاثة بوضع نفسي صعب، ولا يمكن تحمله، لدرجة انهم اصبحوا يخافون النوم لوحدهم في غرفتهم، وعلى مدار اشهر بقيت انام الى جانبهم حتى خرجوا من الحالة التي وصلوا اليها، على الرغم أنهم حتى هذه اللحظة لا يعرفون أن شقيقهم أنس قد قتل، بل ذكرت لهم أنه ذهب ولم يعد وقد صعد الى السماء وسيبقى هناك".
الشرطة تخفي الحقائق
يشار الى أن عائلة صرصور ما زالوا يحاولون التعرف على الأسباب التي ادت الى وقوع الجريمة ومن نفذها. وعن هذا الموضوع قال الاب:" لا يوجد لدي أي خلاف ولا مع أي شخص، بل على العكس تماما، فعلاقتي مع الجميع طيبة ومبنية على الخير والمحبة، ويمكن اثبات ذلك من خلال التوجه الى اهل بلدتي. للأسف الشديد الشرطة لا تريد ان تقول لنا كيف قتل ابني، بل اعطوا تعليمات التي تمنع الكشف عن أي معلومات تتعلق بالقضية، دون ان نعلم ما هي الاسباب لذلك. عندما عدت من السجن سمعت الكثير من القصص عن مقتل ابني، حيث ذكر لي احد سكان القرية أنه شاهد مركبة للشرطة بجانب موقع جريمة القتل وقت وقوعها، لكن الشرطة لم تحقق مع الاشخاص الذين كانوا بداخلها، كما كان من حول بيتنا الكثير من كاميرات المراقبة التي جمعتها الشرطة لكن دون جدوى، فالشرطة ما زالت تخفي عنا حقائق التي لا بد لنا أن نعرفها".
من اليمين: الأب والأم
أموال من التأمين
وأردف قائلا:" منذ أن تم اطلاق سراحي الشرطة حققت معي مرتين فقط، وذكروا لي على انهم ما زالوا يعتقدون بانني انا المشتبه بالقتل، كما انهم ادعوا في وقتها انني قتلت ابني كي احصل على اموال التأمين، مع أن هذا الادعاء عار عن الصحة ولا اساس له، ففي عام 2003 قمت التوقيع على عقد تأمين لي ولزوجتي ولابني المرحوم أنس، وبعد عام ابطلت الاتفاقية بسبب دوافع دينية التي تحرم اجراء مثل هذه الاتفاقيات، ولو أن ابني ما زال مؤمّنًا لبقيت في السجن". صرصور تحدث عن ادعاءات الشرطة عندما ذكروا له أن زوجته هي من طلبت منه بأن يقتل انس، حيث قال:" الشرطة احضرت زوجتي الى السجن وهي مقيدة من يديها ورجليها، وكل ذلك من اجل تحطيم نفسيتي، وكي اعترف في جريمة لم ارتكبها. هنا اريد أن اقول واوضح انه لو تجرى لي عملية ويتم اخراج قلبي، سيجدون عليه مكتوب انس، لأنه كان بالنسبة لي امر كبير، وانا اب احب جميع اطفالي، ولا يمكن ان اقصر بهم ولا بأي شكل من الأشكال، بل انني على استعداد كامل لأن اضحي بحياتي من أجلهم كي يكونوا سعداء".
أجواء نفسية صعبة
ليلى صرصور والدة الطفل انس قالت في حديثها لموقع العرب وصحيفة كل العرب:" من الصعب أن أصف المشاعر التي تنتابني، لأنها ما زالت حزينة والوجع داخل قلبي. نحن عائلة نؤمن بالقضاء والقدر، لكن الوجع الذي يرافقنا سببه الطريقة البشعة التي قتل بها ابني دون أن يقترف أي ذنب يذكر. انني اطلب من الشرطة ان مواصلة التحقيقات حتى يتوصلوا الى القاتل، وان يتم التعامل مع هذه القضية والملف مثلما يتم التعامل مع قضايا شبيهة في الوسط اليهودي". وقالت ايضا:" اول شهرين من جريمة القتل، كان رجال الشرطة يحضرون الى بيتنا ويقومون بتفتيش المنزل واعتقلوا زوجي وجعلونا نعيش تحت اجواء نفسية ومخيفة جدا، وجميع السكان كانوا ينتظرون الاجابة فيما اذا كان زوجي قاتلا ام لا، مع العلم انهم لم يصدقوا الشبهات التي وجهت له، وبعد هذه الفترة الصعبة رجال الشرطة اختفوا ولم نسمع منهم عن أي امور جديدة تتعلق في التحقيقات او فيما اذا كانوا يحققون مع مشتبهين، وكان هذه القضية قد ماتت". واردفت قائلة:" أتأمل ان يأتي اليوم لأسمع من الشرطة على انهم وصلوا الى قاتل ابني، اذ انني اليوم اخاف على اطفالي بأن يخرجوا من البيت لوحدهم، ولا اسمح لهم مشاهدة افلام فيها عنف او قتل، حتى انا توقفت عن مشاهدة تلك الافلام، لأنها تذكرني بابني انس، وما حصل معه".
المحامي جيئورا زيلبرشطين
تعقيب المحامي
وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع المحامي جيئورا زيلبرشطين الذي مثّل الأب في المحكمة قال:" خلال هذه السنة لم يطرأ أي جديد في جريمة مقتل الطفل انس صرصور، اذ أن الاب تم التحقيق معه مرتين بعد أن أطلق سراحه، لكن بدون أية نتائج، وأنا لا اؤمن انه سيكون أي جديد بالنسبة لوالد الطفل بسبب انه لا علاقة له بجريمة القتل". وأمضى قائلا:" انا كل الوقت افكر في هذا الملف، ومن الصعب أن نرى بأن الشرطة لم تصل الى فك هذا اللغز، وحسب رأيي خطأهم كان منذ بداية الطريق، عندما وقعت جريمة القتل، حيث أن الشرطة بدلا من أن يركزوا على اتجاهات ونقاط عديدة ومعينة التي كانت بأيديهم والتي كانت قد توصلهم الى القاتل ركزوا فقط على موكلي، الأمر الذي جعلهم يشوشون مجريات القضاء واخفاء دلائل حتى وصلوا الى مرحلة انه من الصعب عليهم التوصل الى المجرم". وتابع وهو يقول:" عندما تحدثت مع الاب صرصور، كنت واثقا بأنه ليس هو القاتل، لكن خوفي كان على ان يعترف في جريمة لم يرتكبها، بسبب الضغوطات النفسية والإذلال الذي تعرض له خلال التحقيق، وخاصة أن موكلي نظيف ولأول مرة يدخل السجن، ونحن سعداء أن الحقيقة ظهرت".
تعقيب الشرطة
وعقبت الناطقة الرسمية بلسان شرطة المركز هيلة حيموا قائلة:" التحقيقات مستمرة على ايدي محققين الذين يقومون بعملهم بهدف الوصول الى الحقيقة ووضع المسؤولين عن تلك الجريمة البشعة وراء القضبان".
الطفل المرحوم أنس صرصور