الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 13:01

تغذية الام الحامل والمرضع في رمضان/اعداد: د. منذر عزام اخصائي الجراحة النسائية

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 16/07/13 15:54,  حُتلن: 07:52

د. منذر عزام اخصائي الجراحة النسائية والتوليد والعقم:

يجب على المرضع أن لا تشدد على نفسها بالصوم خصوصاً إذا شعرت بالإعياء والتعب أو أحست بأعراض مثل الصداع المستمر وزغللة العينين

على الحامل تناول كميات كافية من الخضروات (2-3 كوب طازجة أو مطبوخة) مثل الجزر والبركولي والكوسا والسبانخ وكذلك تناول 2-4 حبات صغيرة من الفواكه وخصوصاً البرتقال والموز والتمر والتين والزبيب

للمراة الحامل وضع خاص في شهر رمضان إذ انها تحتاج الى زيادة الاهتمام بتغذيتها للحفاظ على صحتها وصحة جنينها لذا يجب أن تُحدث الحامل التي تسطيع صيام شهر رمضان المبارك بعض التغييرات في نمط غذائها اليومي

شهر رمضان المبارك، قد يتبادر إلى ذهن الأم الحامل والمرضع العديد من التساؤلات حول امكانية الصيام وتأثيره على الحمل وعملية الرضاعة الطبيعية، فهل للصوم تأثيرات سلبية على صحة الأم أو الجنين أو الطفل؟ هل ينعكس صيام الأم على نوعية أو كمية الحليب؟ وما هي أهم الإرشادات والنصائح التي يجب أن تتبعها الأم المرضعة في رمضان؟


اخصائي الجراحة النسائية والتوليد والعقم د.منذر عزام

 أولاً - بالنسبة للأم الحامل:
يلعب الغذاء المتوازن دوراً رئيسيًّا في صحة الأم الحامل وسلامة الجنين، ويعتبر عاملاً هامًّا لولادة سهلة لطفل سليم معافى يتمتع بصحة جيدة. إن التغذية الصحيحة للأم خلال مراحل الحمل المختلفة تؤدي إلى ولادة أطفال أصحاء، وتقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة على المدى البعيد. وتعتبر فترة الحمل حرجة وحساسة، اذ تحدث فيها كثير من التغيرات الفسيولوجية والكيميائية والهرمونية في جسم المرأة، والتي بدورها تؤثر على احتياجات الجسم الغذائية، وعلى كفاءة الجسم في الاستفادة من هذه العناصر الغذائية. لذا يجب تخطيط حمية الحوامل، بحيث تضمن النمو الكامل والصحي للجنين والتغذية الكافية للأم، وذلك بالحفاظ على الوزن المناسب والمرغوب به دون إحداث نقص في العناصر الغذائية البانية لأنسجة جسم الجنين كالكالسيوم والبروتين.
وللمراة الحامل وضع خاص في شهر رمضان، إذ انها تحتاج الى زيادة الاهتمام بتغذيتها للحفاظ على صحتها وصحة جنينها، لذا يجب أن تُحدث الحامل التي تسطيع صيام شهر رمضان المبارك بعض التغييرات في نمط غذائها اليومي، لتجنب حرمانها أو حرمان جنينها من أي عنصر من العناصر الغذائية اللازمة لهما، بحيث يتم توزيع وجبات الحامل الصائمة على ثلاث وجبات، وجبة متوسطة عند الإفطار، ووجبة ثانية بعد أربع الى خمس ساعات من وجبة الافطار، ثم وجبة السحور، والتي يفضل أن تكون متأخرة ما أمكن ذلك مع ضرورة أن تحتوي الوجبات على المجموعات الغذائية الخمس، من نشويات وألبان وفواكه وخضروات ولحوم والتركيز على تناول الاطعمة الغنية بالالياف، لأنها تساعد على التخفيف من الإمساك، كما تجدر الاشارة هنا إلى أهمية تناول 3-4 أكواب من الحليب ومشتقاته كاللبن والشنينة خلال فترة الافطار، بحيث يتم تناول هذه الحصة مع الوجبة أو بين الوجبات لتوفير عنصر الكالسيوم اللازم لبناء العظام.

الحفاظ على الوزن
وعلى الحامل تناول كميات كافية من الخضروات (2-3 كوب طازجة أو مطبوخة) مثل الجزر والبركولي والكوسا والسبانخ، وكذلك تناول 2-4 حبات صغيرة من الفواكه وخصوصاً البرتقال والموز والتمر والتين والزبيب، وكذلك التركيز على استهلاك الحبوب بشكلها الكامل وغير المقشور مثل، القمح والأرز البني والخبز الأسمر والفريكة والبرغل، لأن هذه الأغذية غنية بفيتامينات "ب" المركبة وبعض المعادن وغيره من المواد الهامة لتطور الجنين ونموه. إضافة إلى ذلك، فإنه يفضل عدم الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة مثل الكنافة والقطايف، لأنها تسبب عسرًا في الهضم، وكذلك تجنب الأطعمة التي تعطى سعرات حرارية غير مفيدة (فارغة) مثل الشيبس والحلويات والسكاكر ووجبات الغذاء الجاهزة الغنية بالمواد الحافظة والأملاح والدهون. كما يساعد المشي لمدة ساعة بعد وجبة الإفطار للحامل في اشهرها الأخيرة على التقليل من الامساك، ويحافظ على وزنها من الزيادة غير المرغوبة.

وهناك عدة حالات يمكن للحامل الافطار فيها في رمضان مثل: أنيميا الحمل الشديدة والتي تتطلب تناول العلاج (حبوب الحديد) بالإضافة للأطعمة الغنية بالحديد وفيتامين (ج) والعناصر الغذائية الاخرى. وكذلك التهاب الكلى الذي يستوجب تناول كميات كبيرة من السوائل، وخصوصاً الماء بالإضافة الى العلاج. وانخفاض أو ارتفاع ضغط الدم والذي يتم تنظيمه من خلال أخذ العلاج بأوقات منتظمة، أو تناول الاطعمة المالحة لرفع ضغط الدم. والسكري بنوعية الأول والثاني خاصة إذا ما انخفض السكر إلى دون 70 ملغم/100ملليتر من الدم، والقيء المتكرر، وذلك عندما يزداد عدد مرات القيء عن أربع أو خمس مرات يوميًّا، بحيث يصبح منهكاً للحامل ويضعفها ويتسبب في حالة جفاف، تستدعى تعويض ما تم فقده من السوائل والأملاح المعدنية والعناصر الغذائية الأخري.

ثانياً- الأم المرضع:
يتكون حليب الأم بشكل أساسي من البروتينات والدهون والكالسيوم وسكر اللاكتوز، وعند تكوين الحليب الطبيعي في جسم الأم، فان هذه العناصر لا تأتي مباشرة من الغذاء الذي تتناوله، بل من مخازن المواد الغذائية في جسمها، فإذا كانت الأم تتمتع بصحة جيدة وتحرص على اتباع نظام غذائي متوازن ومتكامل، في الفترة التي تسبق رمضان وفي وجبتي الإفطار والسحور، فان ذلك سيضمن لها ثبات نسبة المغذيات في حليبها. أما بالنسبة لكمية الحليب، فذلك يعتمد بشكل أساسي على كمية السوائل التي تشربها الأم، لذلك تنصح المرضعة بالإكثار من شرب السوائل مثل الحليب واللبن والعصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات، ومحاولة التقليل من المجهود العضلي قدر الإمكان أثناء النهار، حتى تتمكن من الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من السوائل والسعرات الحرارية. أما بالنسبة لوجبة الافطار، فهي تقريباً مماثلة للأم الحامل أي أنها يجب أن تكون وجبة متكاملة ومتوازنة، يجب أن تحتوي على المجموعات الغذائية جميعها، ولكن عدد الحصص قد يختلف اعتمادًا على الاختلافات الفردية بين المرضعات، إلا أنها يجب أن لا تقل عن 2-3 أكواب من الحليب وبدائله، وثلاث حبات متوسطة من الفواكه وكوبين من الخضروات و5-7 حصص من اللحوم وبدائلها. وتتألف الحصة من بيضة أو 30 غم من اللحوم أو السمك أو الدجاج، أو قطعة جبنة بيضاء محلاة أو 2 ملعقة كبيرة لبنة. ومن أهم ما يمكن أن ننصح به الأم المرضع خلال شهر رمضان، الإكثار من شرب السوائل وبخاصة الحليب واللبن (على الأقل 6-8 أكواب من الماء)، وعدم إهمال وجبة السحور ومحاولة تأخيرها قدر الإمكان، وتناول التمر والعسل في وجبة السحور قد يساعد المرضعة في الحصول على كميات جيدة من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الضرورية. وتوزيع وجبة الإفطار على وجبتين، وجبة متوسطة عند الإفطار، ووجبة ثانية بعد أربع الى خمس ساعات من وجبة الافطار، وكذلك الابتعاد عن القهوة والمنبهات، لأنها من الممكن أن تثبط عملية إدرار الحليب وتعمل على تهيج الطفل، وتجنب الأطعمة كثيرة البهارات والمسببة للانتفاخ (مثل الملفوف والزهرة). وكما هو حال الأم الحامل يجب على المرضع أن لا تشدد على نفسها بالصوم، خصوصاً إذا شعرت بالإعياء والتعب، أو أحست بأعراض مثل الصداع المستمر وزغللة العينين.


 

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة