الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

السلوك والعبر في فتح مكة وغزوة بدر الكُبرى/بقلم الشيخ زيدان عابد إمام مسجد الصديق

كل العرب
نُشر: 25/07/13 20:49,  حُتلن: 21:58

الشيخ زيدان عابد - إمام مسجد الصديق - الناصرة في مقاله:

من يهدِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادِيَ له وأشهد أن لا اله الّا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدًا عبدُه ورسوله

خوة الإيمان والإسلام لا بد لي أن أُذكركم برايات الاسلام برايات العزّة كيفَ إرتفعت عاليةً على يَدِ أعظم قائِدٍ عرفه التاريخ وكيف إرتفعت صيحات التكبير عاليةً من حناجر الذين ظُلِموا لأنهم قالواربُّنا الله عندما مَنَّ اللهُ عليهم بالنصر والفتوحات

ايها الأحبةُ المسلمون الصائمون "اذا جاءَ نَصرُ اللهِ(1)" أي معونته على الأعداء "والفتحُ (1)" أي فتحُ مكةَ "ورَأَيتَ النّاسَ (2)" أي وُفود العرب

اللهم أعِد علينا هذه الذكرى العظيمةَ بالأمن والأمان وارزقنا حسنَ الاقتداء بأفضل الأنامِ سيدِنا محمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ ---وءاخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

انّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ باللهِ من شرورِ وانفسنا وسيئاتِ اعمالنا، من يهدِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادِيَ له، وأشهد أن لا اله الّا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدًا عبدُه ورسوله، من بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، بلّغ الرسالةَ وأدّى الأمانة ونصحَ الأمه فجزاه اللهُ عنّا خيرَ ما جزى نبيًّا من أنبيائه، صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسولٍ أرسله، يقول الله تعالى في محكم التنزيل: "اِذا جَاءَ نصر اللهِ والفتح(1) ورأيتَ الناس يدخلون في دين الله أفواجا (2) فسَّبح بحمد ربك واستغفره انه كان توَّابا(3)" سورة النصر.

رايات العزة 
اخوة الإيمان والإسلام، لا بد لي أن أُذكركم برايات الاسلام، برايات العزّة كيفَ إرتفعت عاليةً على يَدِ أعظم قائِدٍ عرفه التاريخ، وكيف إرتفعت صيحات التكبير عاليةً من حناجر الذين ظُلِموا لأنهم قالواربُّنا الله عندما مَنَّ اللهُ عليهم بالنصر والفتوحات. يسرّني أن اذكركم بمواقف الرجالِ الرجال، بمواقف الرجالِ الجبال، ففي غزوة بدر الكبرى التي حصلت في مثل هذا اليوم في السابع عشر من شهر رمضان من السنه الثانية من الهجرة -خرجت قريشٌ في تسعمائة وخمسين مقاتلٍ ومائتي فرسٍ وتسعمائة درع,

قائد عظيم 
وخرج القائد العظيم سيدنا محمد- أعظم قائدٍ عرفه التاريخ - من المدينه ومعه ثلاثمائةٍ وثلاثة عشر رجُلًا، مع القِله في العدد والعُده، ومع ذلك خرجوا متوكلينَ على الحيّ الذي لا يموت، وانظروا الى موقف سعد بن معاذ وهو من الانصار، وقف وقال لرسول اللهِ محمد صلى الله عليه وسلّم: "لقد ءامنّا بِكَ وصدّقناكَ، وشهدنا أنَّ ما جئتَ به هو الحقُّ، وأعطيناك على ذلكَ عهودَنا ومواثيقنا على السمع والطاعه، فامضِ بنا لِما اردت فنحن معك، والذي بعثَك بالحقَ لو استعرضتَ بنا هذا البحر فخُضتَهُ لخضناهُ معكَ، ما تخلَّف منّا رجلً واحد، وما نكرهُ أن تلقى بنا عدوًّا غدا انّا لصبرٌ في الحربِ صِدقٌ في اللقاء لعلَّ اللهَ يُريك منّا ما تقرُّ بهِ عينُكَ. فسِرّ بنا على بركةِ الله تعالى". فانظروا الى سلوكه رضيَ الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلّم، قال أعطيناك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، هؤلاء القومُ تواضعوا للهِ ربّ العالمين، فكانت ثمرةُ تواضعهم التطاوع. قالَ: لو إستعرضتَ بنا هذا البحر فخضته لخضناه معَكَ ما تخلّف منّا رجلٌ واحدٌ. وانظروا الى ثبات النّبي محمدٍ الأمين صلى الله عليه وسلّم والى شدة توكله على ربّ العالمين الذي أرسله بالهدى ودين الحقّ. 
فلمّا رأى الرسول قريشًا مقبلةً قال:" اللهم هذه قريشٌ قد أقبلت بخُيلائِها وفَخرِها تُكَذِبُ رسولكَ، اللهم فنَصركَ الذي وعدتني به". فدبَّ الرعبُ في قلوب الذين كفروا، الذينَ خرجوا في تسعمائةٍ وخمسين مقاتلٍ، دبَّ الرعبُ في قلوبهم وطلَبَ بعضهم الرجوعَ. هؤلاء خرجوا دفاعًا عن الشرك والظلم والفساد، فكانت لهم الهزيمة. أما الذينَ خرجوا دِفاعًا عن دين اللهِ ونُصرةً لدين اللهِ نصرهم الله تعالى وأعَزَهم. قال الله تعالى: "ولَقَد نصَركم الله ببدر وأنتم أَذلَّةٌ فاتّقوا اللهَ لعلكم تَشكرون(123)" – سورة ال عمران -. 

دين الاسلام 
فيا ايها الأحبةُ المسلمون الصائمون "اذا جاءَ نَصرُ اللهِ(1)" أي معونته على الأعداء. "والفتحُ (1)" أي فتحُ مكةَ. "ورَأَيتَ النّاسَ (2)" أي وُفود العرب.
"يدخلون في دين اللهِ أفواجا(2)". أي في الدين الذي أحبهُ الله ورضيه لعباده دين الاسلام العظيم. "أفواجًا(2)" أي جماعاتٍ كثيرةً كانت تدخل فيهِ، القبيله بأسرها صارت تدخل في دين الاسلام بعدما كانوا يدخلون فيهِ واحدًا واحدًا واثنينِ اثنين. "فسَّبح بحمد ربِّك(3)" على قول التسبيح المعروف. "واستغفره انهُ كان توّابّا(3)" فكان صلى الله عليه وسلّم بعد نزول هذه السوره يُكثر من قول سبحان اللهِ وبحمده أستغفرُ اللهَ وأتوبُ اليهِ، واستغفار النبيّ هنا لرفعِ الدرجاتِ وليسَ لأنهُ قد أذنبَ . وقد عَلِمَ صلى الله عليه وسلّم في هذه السورةِ دُنوَّ أجله, وحين قرأها عليهِ الصلاة والسلام استبشر الصحابةُ وبكى العباس عمُّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم. فقالَ : "وما يبكيكَ يا عَم" قالَ : نُعيَت اليك نفسُكَ. فقال : "انها لَكما تقول". فعاشَ بعدها صلى الله عليه وسلّم سنتين.

شهر مبارك 
اخوة الايمان في مثل هذا الشهر العظيم المبارك أَيَّد اللهُ نبيهُ بنصرهِ المبينِ فكان فتحُ مكةَ المكرمةِ. دخل الكعبه وكان حولَ البيتِ ثلاثمائةٍ وستونَ صنمًا قد أوثقت الى جدارهِ بالرصاصِ، فجعل صلى الله عليه وسّلم كُلما مرَّ بصنم منها أشارَ اليهِ بقضيبٍ في يدِه، ويقولُ: "وقُل جاء الحقُّ وزَهَق الباطل ان الباطل كان زهوقا(81)" – سورة الاسراء – فيقع الصنمُ لوجههِ من غيرِ أن يمسَّهُ شَيءٌ.
اللهم أعِد علينا هذه الذكرى العظيمةَ بالأمن والأمان, وارزقنا حسنَ الاقتداء بأفضل الأنامِ سيدِنا محمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ. ---وءاخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
296639.17
BTC
0.52
CNY