الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 06:02

شكرأ برافر النقب مهد أمتنا/بقلم : ظاهر الشمالي

كل العرب
نُشر: 31/07/13 12:45,  حُتلن: 07:58

ظاهر الشمالي :

الشكر لبرافر ولمخططه لم يأت~ من باب المحبة والاستجابة لتلك المخططات الانتهازية والاحتلالية الباطلة بل جاء من باب حركة الوعي التي خلقها هذا المخطط في جزء عزيز من وطننا الغالي وحالة الصحوة للضمير والرجوع الى الجذور 

الشكر لبرافر يأتي من هذا المنطلق الذي اعاد وارجع واحيا فينا فلسطينيتنا من جديد على وقع الهزائم والافق المسدود والنفاوضات التي تساعد في تهويد ما تبقى لنا من وطن

كان النقب هو الحلم وهو المرسى والامل بالنسبة لاسرائيل وبعد ذلك اخذ بن غوريون يقص حكايات توراتية مستعملا امثلة ودلائل تاريخية او اساطير متعددة لاثبات علاقة النقب الفلسطيني في صحراء الجنوب بالشعب اليهودي

تفكير إسرائيل بتلك الإرض لم يكن وليد اللحظة أو بمجرد نضوج خطة برافر للسيطرة على جزء أصيل من فلسطين التاريخية لكن في الحديث عن الشكر والتمجيد لبرافر فإنه عند العرب لا شكر على واجب 

لم يكن زعيم حركة الهاغاناه المستوطن الصهيوني " دافيد بن غوريون" حين قرأ وثيقة إستقلال دولة اسرائيل التي أقيمت كوطن قومي لليهود على وقع المذابح والمجازر بحق أصحاب الأرض . كانت قراءة الوثيقة في شارع " جادة روثتشايلد" يوم 14 ايار مايو 1948 بعد النكبة التي حلت بجموع أبناء الشعب الفلسطيني فكانت قراءة الوثيقة المسمومة في متحف مستوطنة تل أبيب التي أنشئت على أراضي مدينة يافا الفلسطينية وقرأها التي دمرتها عصاباة الأجرام حيث اصبح بعد ذلك بن غوريون اول رئيس حكومة لاسرائيل ووزير أمنها وكان أنذاك هنالك حلم صهيوني يعشعش في عقول المؤسسين لتلك الدولة اللقيطة التي أحاكت خيوط مجتمعها من كل فيافي الأرض ومن كل أسقاع المعمورة .بحيث تستقدم كل يهود العالم الى تلك الدولة التي نشأت على دماء وأشلاء أصحاب الأرض الذين فتحوا بياراتهم وبيوتهم للعمال وللعتالين اليهود الذين عضوا اليد التي مدت لهم وخانوا عشرة العمل . والاحترام والايواء . بحيث كان إستغلالهم لطيبة اصحاب الارض الأصليين في الساحل الفلسطيني وكان هذا الحلم يسمى النقب الفلسطيني وهو جزء من الحلم الصهيوني الاكبر بدولة إسرائيل من النيل الى الفرات والذي تجلى في كتاب هرتسيل "الدولة اليهودية "1896.

النقب هو الحلم والمرسى والامل
إذن لم تكن اطماع الاسرائيليين والصهاينة المؤسسون للدولة بالنقب منذ الأمس بل كانت قديمة منذ ما قبل نشأة دولة الباطل إسرائيل .هذا الحلم التخطيطي تجلى على أرض الواقع واخذ يبرز في خطاب الزعيم الاسرائيلي بن غوريون في السنين الاولى لتوليه رئاسة حكومة اسرائيل وبالتحديد في خطابه"معنى النقب " في 17 كانون الثاني يناير 1955 حيث قال بن غوريون "النقب هي مهد امتنا منطقة خطيرة في ضعفها في الدولة ورغم ذلك فانها أملنا الاكبر. كان النقب هو الحلم وهو المرسى والامل بالنسبة لاسرائيل وبعد ذلك اخذ بن غوريون يقص حكايات توراتية مستعملا امثلة ودلائل تاريخية او اساطير متعددة تشبه المغامرات البوليسية المرعبة في أفلام الكابوي وذلك لاثبات علاقة النقب الفلسطيني في صحراء الجنوب بالشعب اليهودي. ولتحشيد الجمهور الصهيوني أنذاك لجلب المهاجرين الى أرض الميعاد بإستخدام إسلوب بروباغندي قال في هذا المقام " إن الجواسيس الذين أرسلهم موسى " في إشارة الى سيدنا موسى " لاستكشاف البلاد، كانوا قد بدأوا دربهم وطريقهم من صحراء النقب وذلك قبل اكمال مسيرتهم الى الخليل في جنوب فلسطين المحتلة حسب ما جاء في خطاب بن غوريون .

قانون جائر يهدف الى تدمير عشرات القرى
فتفكير إسرائيل بتلك الإرض لم يكن وليد اللحظة أو بمجرد نضوج خطة برافر للسيطرة على جزء أصيل من فلسطين التاريخية لكن في الحديث عن الشكر والتمجيد لبرافر فإنه عند العرب لا شكر على واجب .إن كان الواجب هو بالأصل من شيمهم وشهامتهم . هنا الشكر مغاير والإمتنان من نوع أخر لقانون عنصري صادق عليه كنيست الإحتلال في 24 حزيران 2013 وهو قانون يعرف بإسم قانون بيغين برافر. مشروع برافر التهويدي الذي وافق عليه الكنيست هو لا يهدف الى الرقي والتحسين لاوضاع الفلسطينين في داخل الخط الاخضر . هو قانون جائر يهدف الى تدمير عشرات القرى غير المعترف بها في النقب الفلسطيني وإعادة مسلسل التهجير من جديد لعشرات آلاف المواطنين الفلسطينين البدو، ومصادرة نحو 800,000 دونمًا من أراضيهم التي لا يعترف بها المحتل .

حجم الحياة عن اهل النقب
هذا القانون العنصري الذي لا يختلف عن قوانين الاحتلال بحق كل بقعة ارض فلسطينية، فالهدف من كل تلك القوانين سرقة الارض، وتهجير الانسان. فهذا القانون الكارثي مر بكثير من المراحل ، بدأت منذ أيلول 2011عام. حين نشرت لجنة برافر العنصرية ، وهي لجنة حكومية تتبع لحكومة الاحتلا يرأسها نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق " أوهد برافر" والتي حملت الخطه إسمه، ويهدف هذا المخطط حسب ابجديات المحتل في التعامل مع المخططات بنوع من التجميل حين أراد جعل هذا المخطط يقوم بتنظيم إسكان البدو الفلسطينين في النقب حسب رواية المحتل الزائفة . القانون الجائر الذي سيكون النكبة الثانية – أن مر - التي ستعصف بالنقب الفلسطيني، وستجعل من أهله وسكانه رحاله ومهجرين من جديد . حين يؤدي هذا المخطط الى تهجير أهله ومالكيه الأصليين، وما يزيد عن 70 الف انسان فلسطيني صامد في خيمته وبيته . متحديا للاقتلاع ولكل المغريات في التواجد في مؤسسات المحتل، وخاصة في الخدمة العسكرية حتى يتم سلخ هؤلاء المواطنين عن هويتهم الاصلية الا وهي الهوية الفلسطينية والعربية . تلك اللجنة الكارثية لم تعترف بالنقب ولا بقراه، .فهي ترى في بدو النقب على انهم عدد زائد، وفائض عن حاجة دولة الاحتلال التي حطمت كل فرصة للمستقبل بالنسبة لهؤلاء . بحيث احجمت عنهم الحياة . وحاصرتهم في ارزاقهم ومراعيهم .

شكرا لمخطط برافر
الشكر لبرافر ولمخططه لم يأتِ من باب المحبة، والاستجابة لتلك المخططات الانتهازية والاحتلالية الباطلة . بل جاء من باب حركة الوعي التي خلقها هذا المخطط في جزء عزيز من وطننا الغالي . وأيضا حالة الصحوة للضمير والرجوع الى الجذور المتأصلة بفلسطينيتهم . من خلال رفع االعلم الفلسطيني على خيم النقب ومن خلال الوعي الثقافي للشباب البدو الذين يخوضون معركة شرسة يمتد رحها على كل فلسطين من خلال الحراكات الشبابية الملتزمة بالقضية الوطنية . بحيث ترى حيفا تصرخ ضد برافر . وتنتفض رام الله وتغضب سخنين وعرابة وام الفحم .ان مخطط برافر الاحتلالي لسرقة اراضي المواطنين الفلسطينين أوجد حالة وظاهرة هي الأولى من نوعها . أخرج الشباب في النقب من حالة العزلة ووحدهم من نظرائهم في رام الله والخليل ونابلس وحيفا والقدس . حيث بت ترى الشاب البدوي يتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي لاجل وطنة يتعرى من هويته الاسرائيلية العنصرية، ويتنكر للبزة العسكرية التي لاحقته حتى في خيمته . مخطط برافر اظهر مدى كذب اسرائيل وسقوطها من نظرة المواطن البدوي الذي كان من اول من عملوا في الجيش، وتجند لصالح دولة الاحتلال ليس حبا فيها وولاء الاعمى لسيدة، بقدر ما كانت خدمته العسكرية هي فقط تلبية لدعوة الدولة الاحتلالية الاجبارية لكل المواطنين في النقب .
من شاهدته وتابعته من عملية تحشيد وتأييد ضد مخطط برافر ومن تلاحم الكلمة، وتظافر الجهود بين ابناء الشعب الواحد في كل اماكن تواجدهم . لكي يتظاهروا وينددوا بهذا المخطط الاستيطاني، والكارثي جعلني اشكر برافر . الذي وحدنا كفلسطينين، واوجد حراك شبابي في النقب، هو الاول من نوعة، وهو حركة توعوية جديدة في عهد العمل الطلابي والشبابي . بحيث بات الشاب العربي في النقب اليوم ينظر الى مخطط برافر على انه عود على بدء لمخطط التهجير والنكبة الذي عاشه الشعب عام 48. واحيا الذاكرة في عقول الشباب من جديد . وذكرهم بماضيهم المسلوب، وبمستقبلهم المهدد تحت وطأة تضييق الخناق على الفلسطينين لطردهم حتى ىتبقى الارض الفلسطينية المحتلة في النقب والجليل والمثلث، هي ارض تتبع لدولة يهودبة خالصة لا عرب فيها.
الشكر لبرافر يأتي من هذا المنطلق الذي اعاد وارجع واحيا فينا فلسطينيتنا من جديد على وقع الهزائم والافق المسدود والنفاوضات التي تساعد في تهويد ما تبقى لنا من وطن . حتى أتى هذا المخطط الذي سيبوء بالفشل وسينتصر الفلسطينيون في الداخل على هذا المخطط وعلى حكومة الباطل . كما انتصر اليوم الاهل في مدينة شفا عمرو في الدعوة ضد الشباب الذين قتلوا المجرم الارهابي ناتان زادة . تظافرة الجهود وخرجت الجماهير لتهتف باسم العدالة وفلسطين، وخرج الشلباب منتصرون وعلم فلسطين يزين اكتافهم . النقب وبئر السبع وكل القرى والمدن في صحراء فلسطين، هي جزء اصيل من هذا الوطن. اغتصبه الاحتلال وروض ناسه . هذا لا يعني انه في طي النسيان . لا بالعكس النقب متواجد وحملة التضامن والغضب ستكون اكبر، وستكون كرة ثلج متدحرجة تنطلق من كل الدن الفلسطينية حتى يسقط هذا المخطط وكل من يشارك به . ويرحل ايضا المستوطنون الذين يعيشون عبثا في ارض النقب، وينهبون خيرات اهلها وسكانها .

برافر لن يمر إلا على جثث الساكنين
فحين نتطرق الى اساطير بن غوريون التي تمجد فيها بالنقب وبتلك الأرض الطيبة . تكون النقب أقرب الى صرح العروبة منها الى التوراة ومن جاء فيه بن غوريون في كل رواياته المزورة عن أرض فلسطين التي نشأ فيها وعلى فيها مجده بفعل الدم والتدمير والتهجير فالنقب بصحراءه أصبح معادلة اخرى في نهج الصراع وفي وعي الشعب والمواطن الفلسطيني في الأرض المحتلة أصبح الأن يساوي غزة والخليل وسعره بسعر عكا وحيفا والقدس . وأهلة يتسمرون بالعروبة والشهامة . فالشكر لبرافر مرة اخرى، ان اعاد لنا ثقتنا باهلنا واعادهم لنا على كلمة واحدة هي كلمة الوطنية والحرية لفلسطين من النهر الى البحر . وثقف اهلها على معاني الصمود والتحدي لتلك الدولة التي تميز بين فلسطينين اينما تواجد. فكل من ينطقون العربية هم كأهل غزة وكأهل الخليل ونابلس أي أنها نظرة الجلاد الى الضحية . لكن برافر لن يمر إلا على جثث الساكنين في تلك الأرض . سيعود الى بيت الباطل " الكنيست " خائبا حين ينتصر الشباب بارادتهم وفلسطينيتهم ووطنيتهم وحبهم لوطنهم فالموعد إقترب في انتفاضة الغضب وفي يوم الغضب ضد هذا المخطط . فحيفا وسخنين ورام والقدس على الموعد لكي تتكاتف جنبا الى جنب مع أهل النقب الذين بات صبرهم معادلة صعبة يستحيل المرور عنها من خلال نضالهم المتواصل ضد هذا المخطط .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة