الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 18:02

حضور حاشد في ندوة مصر إلى أين في مدينة أم الفحم

ابراهيم أبوعطا مراسل
نُشر: 23/08/13 16:01,  حُتلن: 19:28

الأستاذ إبراهيم خطيب المحاضر والباحث في مركز الدراسات المعاضرة:

لتبني الثورة دولة قوية تحتاج للخروج من التبعية والعمل على الاكتفاء الذاتي لكي لا تبتز

الشعب ثار على الرموز ولم يثر على المفاهيم كما يجب ويمكن اعتبارها بداية الثورة على المفاهيم بعزل مبارك

الدتور حسن صنع الله: 

دول الخليج وخصوصاً السعودية والامارات والكويت بالإضافة لايران والهلال الشيعي برمّته ساهم في إحداث الإنقلاب

الجميع سمع عن دعم إيران المفضوح للبرادعي وحمدين صبّاحي وتمرّد وغيرهم في سبيل إسقاط الإخوان بعد أن مُنعوا من قبل الرئيس محمّد مرسي من إعادة بناء المساجد الفاطميّة واستلام إمارتها منه

الدكتور الشيخ رائد فتحي المحاضر في كليّة العلوم الإسلامية:

هذه هي سنّة الدعوات وتجربة الإسلاميين في السياسة ما زالت في مرحلة المراهقة تصفع تارةً وتقع تارة أخرى ولكنها في النهاية ستقوم وتقوم قائمتها وتشتدّ

الثورات عادة تلغي ما قبلها من قوانين ووزارات وفلول وعسكر إلّا ثورة 25 يناير أبقت على الجيش والمخابرات والقضاء والقوانين حتّى انقلاب 30 يونيو والذي سُمي ثورةً قام بإلغاء كلّ ما هو معارض

عجّت قاعة العلوم والفنون في أم الفحم مساء الخميس بمئات الحاضرين من الرجال والنساء، وذلك تلبية لدعوة مركز الدراسات المعاصرة في أمسيته الأولى في الداخل والنوعية حول أحداث في مصر بعنوان "مصر إلى أين؟". وقد افتتح الأمسية عريفها الأستاذ صالح لطفي، مدير مركز الدراسات المعاصرة وشكر الحضور لتلبيتهم الأمسية الأولى من نوعها التي تُنظّم في الداخل الفلسطيني بهذا الشأن. ابتدأت الأمسية بتلاوة عطرة من الشيخ حسين وليد المحاضر في كلية الدعوة والعلوم الإسلامية.

 

كانت البداية للدكتور حسن صنع الله، حيث تحدّث عن "خطوط الانقلاب المصري الأخيرة وكيف تمّ إجهاض ثورة 25 يناير وإسقاط أول رئيس منتخب في تاريخ مصر بمشاركة القوى العلمانيّة وتنفيذ متواطئ من العسكر. مشيرا الى الصراع مع الإسلام والإسلاميين، واستخدام العلمانيين طرق ومصطلح "شيطنة الإخوان المسلمين" مما حدى بالإخوان إلى تعرية العلمانية وأفكارها من خلال مشاركتهم الحكومة وحكم الوطن. لكنّهم قرروا ومنذ اليوم الأوّل نصب العداء للدكتور محمّد مرسي والخروج عليه وتلفيق الأزمات له ولحكومته وإقصاء الإسلام السياسي وكلّ ما يمتّ له. والتواطؤ مع العسكر وأمن الدولة والداخليّة من أجل إفشال حكم الإسلاميين وتجربتهم الوليدة. قادة الإنقلاب حصروا الإخوان المسلمون في العداء ذلك أنّهم جزء من جموع الشعب المصري، ولم يريدوا أن تظهر كأنها عداء لكل الشعب المصري وهويته، فقاموا على دفع المجتمع إلى صراع الهويّة، فإتحد العسكر علانية مع العلمانية بغية حصر الإسلاميين، واتحدوا مع الكنيسة وبابا الأزهر المعروف بمواقفه المتواطئة مع الحزب الوطني سابقا".

دعم الإنقلاب 
وقال صنع الله إن "حزب النور قد انقلب على الشعب المصري أجمع وليس فقط الإخوان بعد عزل نائب الرئيس والذي يعتبر أحد قادة حزب النور. فعارض الإخوان واتحد ضدهم رغم هويته الإسلامية مع العلمانيين وشيخ الأزهر بحجة فشل الإخوان بإدارة البلاد وحجج واهية أخرى. أراد "النور" أن يتصدّر الساحة ويحلّ مكان الإخوان، فسعى لذلك بما أوتي من قوّة، وتحالف مع السعودية والإمارات في سبيل ذلك، ورسم خارطة الطريق مع الإنقلابيين علّه يكون الأوّل في مصر مكان الإخوان المسلمين، إلّا أن العلمانيين حالوا بينهم وبين ذلك ولم يفلحوا فيما خططوا له، وانقلب الجميع عليهم ذلك أنّ الحرب في الأساس على الإسلام وليس فقط على الإخوان المسلمين". واختتم صنع الله حديثه أنّ "دول الخليج وخصوصاً السعودية والامارات والكويت بالإضافة لايران والهلال الشيعي برمّته ساهم في إحداث الإنقلاب، فالجميع سمع عن دعم إيران المفضوح للبرادعي وحمدين صبّاحي وتمرّد وغيرهم في سبيل إسقاط الإخوان بعد أن مُنعوا من قبل الرئيس محمّد مرسي من إعادة بناء المساجد الفاطميّة واستلام إمارتها منه. كما جاء ذلك أيضاً بسبب تأييد الدكتور محمّد مرسي وجماعة الإخوان المسلمون للثورة المشتعلة في سوريا، والوقوف بصلابة أمام المشروع الإيراني الشيعي الدخيل، ومشروع تطوير حزب الله اللبناني في التوسّع والحشد في سوريا. كلّ ذلك كان عاملاً أساسياً حتى لا تتردّد ايران بدعم الإنقلاب العسكري الدموي في مصر".

تاريخ الجماعة 
الكلمة الثانية كانت للدكتور الشيخ رائد فتحي، المحاضر في كليّة العلوم الإسلامية حيث تطرق إلى تاريخ الإخوان المسلمين، وتضايق الشيخ من تعاطي الشباب للواقع الحاصل بالغضب واليأس مما حصل في مصر مؤخراً، وعزل الدكتور محمّد مرسي، رغم أنّ الله لم يكتب أنّه إذا تمكّن الإسلاميون فلن تكون لهم نكسة. بالإضافة إلى أنّ طريق الأنبياء والدعوات في كلّ زمان ومكان كانت محفوفة بالمخاطر والعذابات والصعوبات، ولم تكن يوماً مغمّسةً بالراحة والجمال. وأضاف الدكتور "نحن ذاهبون إلى مرضاة الله، فإن أثابنا بحكمٍ ودولة فالحمد لله ربّ العالمين وإن أثابنا سجناً وقتل فالحمد لله ربّ العالمين". وتطرق الدكتور إلى قراءات قرآنيّة استشفّها من الواقع وقاسها على أحداث تاريخيّة مختلفة سواء كانت من تاريخ الجماعة أو التاريخ الإسلامي والعام بشكلٍ عام. وعرج الدكتور إلى فِكر الإخوان الذي يتنبى السلميّة في كلّ مواقفه، وكيف أن الإخوان في داخلهم يوجد لديهم مآرب مختلفة واختلافات شرعية وحتى دخولهم لانتخابات الرئاسة كان بأغلبية بسيطة داخل مكتب الارشاد ومجلس شورى الاخوان، انبثق من نقاشات الاخوان ترشيح الدكتور محمّد مرسي والمهندس خيرت الشاطر، اللذان يقودان هذه المرحلة لتوفّر متطلبات المرحلة في شخصهما.

ضغوطات الإخوان 
وعرج الدكتور رائد إلى المصاعب والأعداء والضغوطات التي تحمّلها الإخوان، فمثلا "حزب النور السلفي والذي كان يلعب دور المشاغب في البرلمان، وعارض الإخوان دائما وحاول مراراً الوصول إلى الأضواء رغم تجربته الركيكة في السياسة وفشله الذريع في معظم ما خاض". ثمّ تطرق إلى التجربة الصوفيّة والأزهر متمثّلة بأحمد الطيّب وعلي جمع، حيث وضُح تواطئهم بشكلٍ أو بآخر مع الحزب الوطني وفلوله ووقوفهم ضد الإخوان بلا هوادة ولا وجل، وبذلك لا يمكن مقارنة تجربتهما مع تجربة الإخوان العريقة المتجذّرة في قلب السياسة والحياة المصريّة. وبذلك لم يجد الإخوان أحداً يتحالفون معه، فكلّ هذه أسئلة عظيمة ومنهكة دارت في خِلد الإخوان المسلمين قبل اتخاذ أيٍ من قراراتها". وذكر الشيخ أنّ "الثورات عادة تلغي ما قبلها من قوانين ووزارات وفلول وعسكر، إلّا ثورة 25 يناير أبقت على الجيش والمخابرات والقضاء والقوانين. حتّى انقلاب 30 يونيو والذي سُمي ثورةً قام بإلغاء كلّ ما هو معارض". واختتم الشيخ كلامه أنّ "هذه هي سنّة الدعوات، وتجربة الإسلاميين في السياسة ما زالت في مرحلة المراهقة، تصفع تارةً وتقع تارة أخرى، ولكنها في النهاية ستقوم، وتقوم قائمتها وتشتدّ".

المشروع الأمريكي الصهيوني 
ثمّ كانت الفقرة التالية للأستاذ إبراهيم خطيب، المحاضر والباحث في مركز الدراسات المعاضرة، حيث تحدّث في قراءة للأزمة والسيناريوهات المتوقعة، وقال إنّ "ثورة 25 يناير كانت بداية ثورة ولم تنتهِ. فعادة الثورات تمتد لسنوات ولا يمكن أن تتحقّق أهدافها في سنة والثورات العالمية تقول ذلك بسنينها". وأضاف أن "الشعب قد ثار على الرموز ولم يثر على المفاهيم كما يجب، ويمكن اعتبارها بداية الثورة على المفاهيم بعزل مبارك. كما أن الثورة لتبني دولة قوية تحتاج للخروج من التبعية والعمل على الاكتفاء الذاتي، لكي لا تبتز". وتطرق خطيب إلى ماهية الإنقلاب العسكري، وأدّعى أنّ "مصر تخوض نوعاً جديداً من الإنقلاب العسكري والذي يتمثّل بثوب مدني يمثله عدلي منصور، إلّا أن الجيش هو من يقوم بالحكم بصورة مباشرة بخلاف الانقلابات العسكرية الكلاسيكية التي يكون فيها رئيس الجيش هو رئيس الدولة، وهذه الصورة من الانقلابات هو لعدم الرضا العالمي عن الانقلابات العسكرية". وأضاف مقارناً دستور مصر بدستور فنزويلا وصعوبة عزل الرئيس هناك للمحافظة على الإستقرار وعدم الخروج عليه بسهولة على عكس الدستور المصري، وهذا ما يمكن أن يكون في الدستور المصري ويمنع بعضاً من الاشكالات. وأثار خطيب المشاكل البنيوية في النظام المصري، ويتمثل ذلك في المكانة الخاصة للجيش والتدخل القضائي في شؤون السلطات الاخرى وهذا غير مقبول في الأنظمة الديموقراطية ويجب ألا يكون في مصر، وهذا الخطأ ما زال قائماً للآن في الدستور المصري. وقال إن المستهدف اليوم هما: الاسلام السياسي (الذي يقول بشمولية الاسلام وأن الاسلام أكثر من اقامة عبادات) كتيار حاكم وهناك تخوف منه ومن قيادته للعالمين العربي والإسلامي والمستهدف الآخر هو من يقوم على يكون ضد المشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة. وطرح خطيب بعض الحلول للأزمة المصريّة منها إيجاد مناخ مشترك لجميع الأحزاب السياسيّة الموجودة على الساحة، بحيث يكسب الجميع الربح المشترك من الوصول إلى حلّ للأزمة. ثمّ تطرق إلى مستقبل الأزمة وطرح عدة سيناريوهات متوقعة منها استمرار الزخم الجماهيري الرافض لحكم العسكر واستثماره بعدّة اشكال وصور منها العصيان المدني والذي يعتبر هو القمّة في المظاهرات والإعتراضات السلميّة. 
واختتم الشيخ صالح لطفي الأمسية بفقرة مميّزة من الأسئلة وجهها الحضور إلى الضيوف الثلاثة.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.70
USD
3.86
EUR
4.64
GBP
364964.44
BTC
0.51
CNY