الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 00:02

شواهد عزل السيسي وعودة مرسي/ بقلم: محمد القيق

كل العرب
نُشر: 08/09/13 08:07,  حُتلن: 09:48

محمد القيق في مقاله:

سياسة العزل تبدو مرضا مستشريا في حكام العسكر

شواهد كثيرة تشير إلى أن مرسي رغم حبسه فهو الحاضر والسيسي رغم انقلابه فهو المعزول

من الواضح من المعطيات السابقة أن مرسي رئيسا ما زال في قلوب الشعوب وجل الدول رغم حبس جسده

في المقارنة بين الحكم الانقلابي والحكم المنتخب فإن شواهد كثيرة تشير إلى أن مرسي رغم حبسه فهو الحاضر والسيسي رغم انقلابه فهو المعزول، حيث أن سياسة الدموية التي انتهجت ليست أصلا في رفض نهج السيسي بقدر ما هو وعي في الشارع لرفضه وأنه لا تراجع عن قرار عزله الذي صدر شعبيا منذ اليوم الأول للانقلاب في الوقت الذي جددت فيه تلك الجماهير الثقة بالرئيس الشرعي محمد مرسي.

رفض الإنقلاب 
ومن الشواهد على المستقبل القريب وقائع حالية منها:
1- استمرار خروج ملايين المواطنين في الشوارع رفضا للانقلاب وانتشار صور الرئيس مرسي دعما له في مقابل رفضهم السيسي وزبانيته الانقلابيين، وهذا بصورة يومية ما يدلل على أن الحكم والسيطرة ليس لمن يملك القوة العسكرية بقدر ما يملك الشعوب وهذا مؤشر عزل ارتد على السيسي ودعَم مرسي.
2- العزل الخارجي لمن عزل الرئيس، فبدلا من انطلاقه دوليا بقي مرسي في سجنه منتشرا في العالم يحاول جل السفراء الالتقاء به بينما بقيت مقاعد الضيافة في وكر السيسي خالية إلا من كذاب أشر هنا أو بائع موقف هناك ولم تتجاوز الحفلة خمس دول ودويلة فمن عزل من؟!
3- مراحل العصيان المدني التي مفادها أن المواطنين يريدون أن يدفعوا فواتير وينتظموا في دوام تحت إدارة الرئيس مرسي المسجون بينما يرفضون التعامل مع حكومة انقلاب فمن هو المعزول؟!
4- مسيرات تخرج في كل أنحاء العالم من باحات المسجد الأقصى وفلسطين إلى قلب القارات الإفريقية والأمريكية والأوربية وغيرها تحمل شعار رابعة العدوية بجانب الرئيس المنتخب مرسي في الوقت الذي تظهر فيه صورة السيسي والدماء على وجهه رفضا له فمن هو المعزول؟!
5- من المفترض أن يكون الرئيس محمد مرسي معزولا ولا يكون في الواجهة، بينما دولة الانقلاب هي التي يجب أن تحفظ وتتكرر أسماء رموزها وقادتها ويبقى الخبر يتحدث عنهم، فلماذا جل الشعب المصري والعربي ووسائل الإعلام لا يعرفون اسم الطرطور بينما يحفظون مرسي وفعاله وإنجازاته عن ظهر قلب، فمن هو المعزول؟!
6- المعزول يجب أن يقتل ويذبح ويرهب الناس من خلال جماعته ومناصريه ردا على ما ارتكب من جريمة بحقه الدستوري بينما العازل هو الذي يعيد الأمن ولا ينفذ تفجيرات ولا يقتل، فلماذا كان السيسي مرتبكا مع زمرته ويتبنى هذا الدور الذي من المفترض أن يكون من أنصار مرسي الذين أثبتوا سلميتهم وعزلوا السيسي بها، فمن المعزول إذا؟!
7- تراجع دول عن قروض ومنح وإيداعات ونقص في الخزينة العامة والاحتياطي النقدي واقتراض أموال الناس في البنوك وتوقف البنك الدولي عن إقراض مصر كل هذا جاء عقب الانقلاب فهل عزل شخص واحد أدى إلى عزل دولة كاملة أم أن المعزول هو السيسي لأن عودة مرسي هي إلغاء لتلك الممارسات كلها فمن هو المعزول الآن؟!.
8- القبح والمراهقة الدبلوماسية التي تسير فيها سفارات ووزارة خارجية الانقلاب تدلل على أن المعزول ليس محمد مرسي فهو في سجنه ويجب أن لا تكون تلك الدولة معزولة فلماذا الثغرات السياسية والمناكفات والاستجداء من الدول أن تنفتح عليها فمن هو المعزول؟!
9- الغريب الأهم أيضا أن سياسة العزل تبدو مرضا مستشريا في حكام العسكر فبعد عزلهم لبعضهم البعض وارتداده على جبهتهم، انتقل إلى عزل قطاع غزة باتفاق مع من هم معزولون من شعبهم في فلسطين، وليست صدفة أن يجتمع المعزولون لمهاجمة روح الشعوب والحرية ليعيثوا فسادا، فإذا تم عزل الدكتور مرسي وكانت ردة الفعل أن عزل السيسي حقيقة من الجميع فماذا سيحدث له إن واصل عزل غزة ومحاربتها والهجوم على مقاومتها؟!

عودة مرسي 
من الواضح من المعطيات السابقة أن مرسي رئيسا ما زال في قلوب الشعوب وجل الدول رغم حبس جسده، وهذا مؤشر على أن السيسي معزول جدا وهو يتأثر أكثر فأكثر لأن أنهار البشر التي تجوب الشوارع والمواقف الدولية وفشل دمويته عزلته أكثر فأكثر حتى عودة مرسي التي باتت قريبة بسبب حالة الخوف على انهيار الدولة ومجريات الأحداث في المنطقة التي إن بقيت أحوال مصر الداخلية بيد الانقلاب في خضم تلك الأحداث فإن أمنها القومي في خطر؛ لذا المعزول هو السيسي وزمرته والمطبلين له من خمس دول ودويلة، وإن أنتج بعض المخرجين الفاشلين فيلما سينمائيا يصور الذبابة صقرا.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة