ذرفت العيون العبرات طلباً بالمغفرة والرضوان وتعالت الأصوات التي تلهث بالتلبية لله تعالى لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك..ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك
وكالة "الأنباء السعودية" (واس):
هناك إنتشار كثيف في مشعر عرفات لرجال المرور يساندهم أفراد الأمن على الطرق المؤدية للمشعر والساحات المحيطة به والشوارع داخل مشعر عرفات لتنظيم حركة سير المركبات والمشاة تساندهم دوريات أمنية
أعدت المديرية العامة للدفاع المدني خطة متكاملة للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن أثناء وقوفهم بعرفة يوم الحج الأكبر وإتخاذ كافة إجراءات مواجهة الطوارئ من خلال تكامل جهود الفرق والوحدات الميدانية المتخصصة في أعمال الإطفاء والإنقاذ والإسعاف
وقف نحو مليون ونصف المليون من حجاج بيت الله الحرام، اليوم الاثنين، على صعيد جبل عرفات الطاهر لأداء الركن الأهم في الحج، وسط تكامل الخدمات التي وفرتها الحكومة السعودية لضيوف الرحمن لتمكينهم من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة. وكان الحجاج قضوا يوم التروية في مشعر منى، حيث وصلوا إلى المشاعر بانسيابية أرجعتها الداخلية السعودية إلى التزام الحجاج بتعاليم الحج.
وقد أمضى 3600 حاج وحاجة من حجاج بيت الله الحرام من فلسطينيي الداخل، ليلتهم بين منى وعرفة في يوم التروية في أجواء إيمانية منقطعة النظير، واحتشدوا مرددين الدعوات بأن يحفظ الله الأمة الاسلامية ودعوة رسول الله. ورفع الحجاج أكفهم منذ ساعات الصباح لله تعالى متضرعين بأن يحفظ لهم أبناءهم وذويهم، وأن يغفر لهم ذنوبهم ويقبل توبتهم.وذرفت العيون العبرات طلباً بالمغفرة والرضوان، وتعالت الأصوات التي تلهث بالتلبية لله تعالى (لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك..ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك..). والتقط موفد موقع العرب وصحيفة كل العرب مجموعة من الصور لحجاج بيت الله الحرام من مسلمي الداخل، صبيحة يوم عرفة.
تنظيم الحركة
وبحسب ما ورد في وكالة "الأنباء السعودية" (واس)، هناك إنتشار كثيف في مشعر عرفات لرجال المرور يساندهم أفراد الأمن على الطرق المؤدية للمشعر والساحات المحيطة به والشوارع داخل مشعر عرفات لتنظيم حركة سير المركبات والمشاة تساندهم دوريات أمنية تجوب أرجاء المشعر تمهيدا لتطبيق خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات. هذا وأعدت المديرية العامة للدفاع المدني خطة متكاملة للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن أثناء وقوفهم بعرفة يوم الحج الأكبر، وإتخاذ كافة إجراءات مواجهة الطوارئ من خلال تكامل جهود الفرق والوحدات الميدانية المتخصصة في أعمال الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والإشراف الوقائي وأركان السلامة والحماية المدنية.
جاهزية لحماية الحجاج
وأكد قائد الدفاع المدني بمشعر عرفة العميد عبدالرحمن بن حسن الزهراني جاهزية رجال الدفاع المدني للتعامل مع كافة المخاطر الافتراضية أثناء وقوف الحجيج في عرفة وحتى نفرتهم باتجاه مشعر "مزدلفة"، وذلك على ضوء رصد دقيق لكافة المخاطر المحتملة.
وفي الجهة الشرقية من صعيد عرفات، وعلى بعد أمتار قليلة من جبل الرحمة، يطل مستشفى عرفات العام، وفي داخله زهاء 248 موظفا أساسيا موزعين بين أطباء وممرضين وفنيين، يضاف إليهم 180 آخرين متحركين بنفس التخصصات.
ويعد مستشفى عرفات العام، المزود بمهبط للطائرات العمودية، نقطة التواصل الرئيسة بين العديد من الحالات المرضية "الحرجة" في صعيد عرفات، وشبكة المستشفيات السعودية المتخصصة في مكة المكرمة أو خارجها، ويبدأ عادة استعداداته الفعلية منذ اليوم السابع من شهر ذي الحجة كل عام.
يذكر أن مستشفى عرفات العام ليس الوحيد في هذا المشعر، إذ يقع على بعد أمتار قليلة منه مستشفى جبل الرحمة، إضافة إلى مستشفى نمرة، وآخر تم إنشاؤه في موسم الحج الماضي يسمى مستشفى شرق عرفات، جميعها تعمل بكامل طاقتها التشغيلية طوال فترة الحج.
من عرفة الى مزدلفة
بدأ 1.5 مليون من ضيوف الرحمن بعد غروب شمس الاثنين بالنفرة من عرفة إلى مزدلفة لاستكمال ما تبقى من مناسك الحج، ومنها رمي الجمرات والطواف. ويقوم الحجاج بعد وصولهم إلى مزدلفة بجمع الجمرات وأداء صلاتي المغرب والعشاء، قصرا وجمعا، والمبيت فيها ثم التوجه إلى منى قبل طلوع الشمس في أول أيام عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة الكبرى ثم الحلق أو التقصير فيتحللون من إحرامهم تحللا أصغر.
ومن المقرر أن ينزل الحجيج إلى أم القرى حيث بيت الله العتيق، فيطوفون طواف الإفاضة ويسعون بين الصفا والمروة، وهنا يتحللون نهائيا من إحرامهم (التحلل الأكبر) ثم يعود الحجاج إلى منى للمبيت فيها فيقضون هناك بقية يوم العيد، وفي أيام التشريق الثلاثة حيث يستمر الحجاج في رمي الجمار الثلاث (العقبة الصغرى والوسطى والكبرى). وإذا رمى الجمار باليوم الثاني عشر فقد انتهى من واجب الحج فهو بالخيار إن شاء بقي وإن شاء نفر من منى.
وفي ختام المناسك، يعود الحجاج مرة أخرى إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع استعداداً لمغادرة المشاعر. وكان حجاج بيت الله الحرام وقفوا الاثنين على صعيد عرفة لأداء ركن الحج الأعظم، وقد صلوا الظهر والعصر، قصرا وجمع تقديم، واستمعوا إلى خطبة يوم عرفة.