الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 17:01

التخدير اثناء الولادة/ بقلم: الدكتور منذر عزام

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 22/11/13 09:14,  حُتلن: 09:44

الدكتور منذر عزام – اخصائي الجراحة النسائية والتوليد والعقم:

تتمثل عملية التخدير بفقدان المُستقبلات الحسيّة لوظيفتها بشكل مؤقت اضافة الى فقدان للذاكرة وتسكين الألم وفقدان الاستجابة للمؤثرات الخارجيّة وفقدان الفعل المُنعكس للعضلات الهيكليّة بشكل مؤقت

يلجأ الأطباء للتخدير في الحالات التي تحتاج فيها الحامل للخضوع لعمليّة قيصريّة لتعذر الولادة الطبيعيّة

تتم عملية التخدير العام على مراحل بحيث يبدأ الطبيب بإعطاء المريضة غازًا مخدرًا مثل اكسيد النيتروز ثم يقوم بحقن دواء مخدر مثل الديبريفان بحيث تتخدر المريضة كليًّا وميزة الديبريفان انه سريع المفعول وقصير الأمد وأعراضه الجانبية نادرة

تتعدد الآثار الجانبيّة للتخدير العام مما يجعل من استخدامه أمراً غير شائع ومن هذه الآثار الابطاء من سرعة تنفس الأم او توقفه كُليًّا وانخفاض ضغط الدم واضطراب نبضات القلب وتوقف التقلصات الرحميّة وزيادة خطر النزيف الرحمي بعد الولادة

تتسبب كل من التقلصات الرحميّة وخروج الجنين اثناء الولادة بآلام الولادة التي تتفاوت بين النساء، ففي حين لا تشعر 20 % من النساء بأي ألم يعتبر30% منهن ان الألم مُحتمل و% 50 يجدن الألم حادًّا، ولذلك اقتضى اللجوء الى التخدير على اختلاف انماطه، فالبعض منها يفقد الام الاحساس بشكل كامل، أما بعضها الآخر فيُلطف الشعور بالألم دون انعدام الشعور بالتقلصات.


الدكتور منذر عزام

تتمثل عملية التخدير بفقدان المُستقبلات الحسيّة لوظيفتها بشكل مؤقت، اضافة الى فقدان للذاكرة، تسكين الألم، فقدان الاستجابة للمؤثرات الخارجيّة وفقدان الفعل المُنعكس للعضلات الهيكليّة بشكل مؤقت. يلجأ الأطباء للتخدير في الحالات التي تحتاج فيها الحامل للخضوع لعمليّة قيصريّة لتعذر الولادة الطبيعيّة، اما عن انماط التخدير المُستخدمة فتختلف باختلاف الحالة الصحيّة للمرأة ووضع الجنين ومن هذه الانماط:

التخدير باستخدام العقاقير الطبيّة:
تُستخدم الأدوية أثناء عملية الولادة لتهدئة الأم، والتخفيف من الألم المُرافق لدفع الجنين خارج الرحم، على الرغم من المُضاعفات السلبية لها على الجنين والام، حيث تتسبب بخمول كليهما وبالتالي صعوبة دفع الأم للجنين وعدم قدرة الجنين على الرضاعة بشكل سلس بعد ولادته.

التخدير الموضعي:
يُشابه التخدير الموضعي المُستخدم أثناء الولادة العقاقير الطبية المُستخدمة أثناء العمليات المُتعلقة بالأسنان. اعتماداً على موضع حقن المُخدر يُفقد الاحساس في الجزء السفلي للجسم، او قد يكون فقدانه موضعيًّا، خاصة عند الحاجة الى شق العجان (الشق الجراحي لمنطقة الاعضاء التناسلية للمرأة) من المخاض، ويهدف الى توسّع الفتحة المهبليّة لتسهيل خروج رأس الجنين، وبالتالي تفادي حدوث التمزّق النسيجي أثناء الولادة وايضًا (للحفاظ على سلامة عضلات المنطقة التناسلية وتفادي ارتخائها في المستقبل) حيث يستمر مفعوله لما بعد ولادة الجنين.

تتعدد انماط التخدير الموضعي ومنها:
التخدير بالقرب من عُنق الرحم: يُوصى هذا النمط من التخدير في المراحل الأخيرة من الطور الأول من المخاض، حيث تُحقن جُرعتان منه في عُنق الرحم، مما يُسكن من الألم الناتج عن انقباضات الرحم. على الرغم من عدم تسبب هذا النمط بأية مُضاعفات تؤثر على الأم، الا أنه يتسبب في بعض الحالات في هبوط مفاجئ في معدل نبض الجنين وتأثر توتره ونشاطه العضلي بعد الولادة مُباشرة.
على الرغم من الأثر غير الفعّال لهذا النمط في تسكين الألم، مُقارنة بالتخدير المحلي، الا أنه يستوجب استخدام جرعات أكبر منه، وبالتالي زيادة فرصة حدوث الأعراض الجانبيّة، مما استدعى حظر هذا النمط في العديد من الدول.
التخدير للمنطقة التناسلية: يتم حقن المخدر في جانبيّ الجدار (قناة الولادة) في الطور الثاني من المخاض، او عند الحاجة الى شق، ومُقارنة بنمط التخدير المُقارب لعنق الرحم، تقل احتماليّة هبوط معدل نبض الجنين.
التخدير بالارتشاح المحلي للعجان: تُحقن العديد من جُرعات المُخدر في المنطقة الجلديّة والعضليّة للأعضاء التناسلية. يُستخدم هذا النمط عادةً في الطور الثاني من المخاض وقبل اجراء شق بالعجان، أو بعد الولادة الطبيعيّة التي تستدعي درز او خياطة الجرح الناتج.

التخدير الشوكي:
يتم استخدام هذا النمط من التخدير أثناء خضوع الأم للعمليّة القيصريّة، حيث يتسبب في فقدان الاحساس في الجزء السفلي للجسم (بدءاً من الضلوع باتجاه اصابع القدمين أو من الارداف الى الفخذين)، مما يُفقد الأم قدرتها على دفع الجنين في الولادة الطبيعية، نظراً لتخدير الجزء السفلي، وفي بعض الحالات قد يشمل التخدير المنطقة العلويّة باتجاه العُنق.
يتميّز المخدر الشوكي بكثافته، وبالتالي استقراره أسفل العمود الفقري، حيث يتم حقن المُخدر ولمرة واحدة فقط، بشكل مباشر في السائل النخاعي، ويُعد أثره سريعاً في التخفيف من حدة الألم بشكل مؤقت لا يتعدى الساعة الواحدة.

التخدير فوق الجافية:
يُعد هذا النمط الأكثر شيوعاً واستخداماً أثناء المخاض والولادة، وفي هذا النمط يتم ادخال انبوبة قسطريّة في النفق الشوكي (الحيز المحيط بالحبل الشوكي ولكن خارج الحبل الشوكي)، ومن خلالها يتحكم الطبيب بالجرعة اللازمة من المُخدر.
يحتاج المُخدر الى مزيد من الوقت ليبدأ تأثيره مُقارنةً بالأنماط الأخرى، مما يُتيح الفرصة للطبيب لزيادة او التخفيف من الجرعة لتجنب المُشكلات التي تنجم عن صعوبة عمليّة الدفع.
يُتيح هذا التخدير الفرصة للأم بأن تعي ولادتها ببقائها يقظة، كما لا يتسبب في نوم الطفل، كما يُغني الطبيب عن التخدير العام عند الحاجة الى شق العجان، استعمال الملاقط الطبيّة وأثناء الفحوصات الطبية.
قد تتسبب العديد من العوامل في عدم امكانيّة استخدام الطبيب لتخدير فوق الجافية كإصابة الأم بالاضطرابات العصبيّة، اضطرابات تخثر الدم، الالتهابات الجلديّة في موضع حقن الابرة والمشكلات الصحيّة في العمود الفقري.
يُوصى بضرورة مُناقشة الخيارات المُتاحة للتخدير مع الطبيب المُشرف على الأم الحامل وأخصائي التخدير، قبل موعد الولادة وبيان أثر كل منها على الأم والطفل.



التخدير العام:
يُمثل التخدير العام الفقدان الكامل للوعي جنباً الى جنب مع تخفيف الألم أثناء الولادة، دون التأثير في التقلصات الرحميّة، كما يتسبب في نوم الأم أثناء الولادة واستيقاظها بعد زوال تأثير المُخدر.
يلجأ الطبيب المُشرف للتخدير العام في حالات مُحددة، كالحاجة الى الولادة القيصريّة، او الحاجة الى استخدام الملاقط الطبيّة وغيرها من الحالات الطارئة.
تتم عملية التخدير العام على مراحل، بحيث يبدأ الطبيب بإعطاء المريضة غازًا مخدرًا مثل اكسيد النيتروز، ثم يقوم بحقن دواء مخدر مثل الديبريفان، بحيث تتخدر المريضة كليًّا. وميزة الديبريفان انه سريع المفعول وقصير الأمد وأعراضه الجانبية نادرة. ثم يقوم الطبيب بإدخال انبوب في القصبة الهوائية للمريضة، بحيث تتعدى هذه منطقة الحبال الصوتية لتفادي احتمال حدوث اختناق. ويتم توصيل هذه الأنبوبة الى جهاز التخدير والذي يزود المريضة بغاز مخدر مثل السيفولورين طوال الفترة اللازمة لإتمام الجراحة او استخدام الملاقط الطبيّة او غيرها من التقنيات.

الآثار الجانبيّة
تتعدد الآثار الجانبيّة للتخدير العام، مما يجعل من استخدامه أمراً غير شائع، ومن هذه الآثار الابطاء من سرعة تنفس الأم او توقفه كُليًّا، انخفاض ضغط الدم، اضطراب نبضات القلب، توقف التقلصات الرحميّة وزيادة خطر النزيف الرحمي بعد الولادة.  أما عن تأثر الجنين، فيظهر على شكل صعوبة في التنفس، صعوبة الرضاعة الطبيعيّة واختلال التوتر العضلي.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة