وضعت شجرة ميلاد كبيرة في وسط الساحة زينت بالاضواء الحمراء وتحتها نموذج للمغارة التي ولد فيها المسيح، بينما علت تراتيل العيد
ترأس قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم بطريرك اللاتين فؤاد طوال بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون
في كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان اكد البابا فرنسيس ان المهمشين هم اول من يفهم رسالة المسيح حاثا الكاثوليك على “عدم الخوف” من الايمان
بطريرك اللاتين فؤاد طوال :
ليلةُ ميلادِ الطفلِ الوديع يقابلها ليالٍ قاتِمة من النزاعات والحروبِ والدمار ليالي الخوفِ وعدمِ الامان ليالي الحقدِ والعنصرية البغيضة
إحتفلت بيت لحم ليل الثلاثاء الاربعاء بعيد الميلاد على وقع اعمال عنف جديدة في غزة وما تشهده منطقة الشرق الاوسط وافريقيا من حروب بينما اقام البابا فرنسيس في روما أول قداس لعيد الميلاد في حبريته ركز فيه ان “المهمشين” هم اكثر من يفهم رسالة المسيح.
وترأس قداس منتصف الليل في كنيسة المهد ببيت لحم بطريرك اللاتين فؤاد طوال بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تجري زيارة خاصة ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة، في كنيسة القديسة كاترين الكاثوليكية المتصلة بكنيسة المهد. ودعا المونسنيور طوال إلى حل “عادل وشامل” للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني والى المصالحة في الشرق الاوسط، وذلك في عظته لمناسبة الميلاد.
الحرب والبغض
وقال في عظته إن “ليلةُ ميلادِ الطفلِ الوديع يقابلها ليالٍ قاتِمة من النزاعات والحروبِ والدمار، ليالي الخوفِ وعدمِ الامان، ليالي الحقدِ والعنصرية البغيضة. ومن هذا المكان المقدس نستذكر جميع ماسي البشرية قي القارات الخمس من الحروب الاهلية في افريقيا الى الهزة الارضية في الفليبين مرورا بالاوضاع الصعبة في مصر والعراق والماساوية في سوريا، دون ان ننسى اهلنا في فلسطين: الاسرى والسجناء وذويهم الذين يعيشون بقوة الامل، والفقراء الذي خسروا ارضهم او اقتلعت اشجارهم او هدمت بيوتهم بحجة عدم الترخيص، والعائلات التي تنتظر قرار لم شملها، والعاطلين عن العمل وجميع من يعانون من الظروف القاسية”. وتابع طوال في عظته “ايها الطفل الإلهي، يا رب الصلاحِ والرحمة، انظرْ إلى الارض المقدسة والى شعوبها في فلسطين واسرائيل والاردنِّ، وإلى كل شعوب الشرقِ الاوسط، أُمْنُنْ علينا وعليهم بالمصالحةِ، فيصالحَ كلَّ إنسانٍ أخاه في الإنسانية، فنكونَ بأجمعنا إخوة لا بل ابناء لآبٍ سموي واحد، ربِّ جميعِ البشرِ وفوقَهم جميعاً”. وكان موكب بطريرك اللاتين دخل بيت لحم بعيد ظهر الثلاثاء على جاري العادة كل عام.
أجواء مميزة
ووضعت شجرة ميلاد كبيرة في وسط الساحة زينت بالاضواء الحمراء وتحتها نموذج للمغارة التي ولد فيها المسيح، بينما علت تراتيل العيد. وقامت فرق كشفية بعرض امام الكنيسة الاقدم والاكثر قدسية في الديانة المسيحية على وقع الطبول والمزامير، الموروثة من الاستعمار البريطاني، ورفعت على اغلبية الالات الموسيقية اعلام وكوفيات فلسطينية. وانتشر مئات من افراد الشرطة الفلسطينية في ساحة بيت لحم وفي المدينة لتنظيم حركة المرور.
أجواء من الإحباط
لكن الاجواء هذه السنة تغلب عليها حالة احباط بعد استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين في نهاية تموز/ يوليو. وتصاعدت اعمال العنف اخيرا في اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، والرحلات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري لم تؤد إلى أي نتيجة ملموسة. وقتل مدني اسرائيلي الثلاثاء برصاص قناص فلسطيني فيما كان يعمل على اصلاح السياج الحدودي بين اسرائيل وقطاع غزة بحسب الجيش الاسرائيلي. ورد الطيران الاسرائيلي بشن سلسلة غارات على القطاع الفلسطيني ما ادى الى مقتل طفلة في الثالثة واصابة ستة اشخاص بجروح بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. من جهته، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين في رسالته بمناسبة عيد الميلاد الحجاج في العالم الى القدوم الى الاراضي المقدسة بمناسبة زيارة البابا فرنسيس المتوقعة عام 2014. ولكن رغم اعمال العنف وتعثر المفاوضات السياسية تستعد الاراضي المقدسة في بيت لحم لاستقبال البابا فرنسيس في ايار/ مايو 2014 في زيارة مقررة لكن لم يعلن عنها رسميا حتى الان.
البابا فرنسيس
وكان المونسنيور طوال قال في رسالته التقليدية لمناسبة عيد الميلاد الاربعاء الماضي ان البابا “يحمل في قلبه الارض المقدسة والشرق الاوسط”. وفي كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان اكد البابا فرنسيس ان “المهمشين” هم اول من يفهم رسالة المسيح حاثا الكاثوليك على “عدم الخوف” من الايمان. ووصل البابا وقد بدت ملامحه جدية، الى الكنيسة وسط 30 كاردينالا و40 اسقفا، واحيى القداس في اقل من ساعتين وجاء كلاسيكيا جدا وتخللته ترانيم باللاتينية. وانتهى القداس قبل منتصف الليل. وتمت اقامة صلاة بالصينية لاجل المضطهدين بسبب دينهم في الوقت الذي يتموت فيه تسعة آلاف مسيحي سنويا في العالم بسبب عقيدتهم. وقال البابا في عظته البسيطة والواضحة ان المسيح “نصب خيمته بيننا واشع منه العفو والحنان والرحمة”. ولم يشر ابدا الى النقاشات المجتمعية كما كان يفعل خلفه بنديكتوس السادس عشر لكنه اشار الى “ظلام” العالم في مقابل “نور” الالاه. ويأتي هذا القداس بعد تسعة اشهر ونصف شهر من انتخاب خورخي ماريو بيرغوليو حبرا اعظم.