الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 01:02

روسيا تودع فقيدها ميخائيل كلاشنيكوف مخترع أشهر سلاح دفاعي في القرن الـ21

كل العرب
نُشر: 27/12/13 15:12,  حُتلن: 17:55

ودعت روسيا الجمعة في موكب تشييع رسمي وشعبي جثمان فقيدها ميخائيل كلاشنيكوف الذي توفي عن 95عاماً يوم الاثنين الماضي

ووري جثمان مخترع أشهر سلاح دفاعي في القرن الـ21 ميخائيل كلاشنيكوف ، الذي وصفته وسائل الإعلام بـ(الغالي)، الثري في مقبرة مشاهير روسيا في ريف العاصمة موسكو. وأنشئت هذه المقبرة وفق القرار الجمهوري الروسي الصادر في 11 تموز (يوليو) 2001 كمقبرة لأبناء روسيا الأبرار ورجال الدولة الكبار. وكان ميخائيل كلاشنيكوف الذي توفي يوم 23 من كانون الأول (ديسمبر) 2013 شخصاً عصامياً ممن يقولون عنهم إنهم يشقون الصخر بأيديهم. وكان يحلم أصلاً بإختراع ما يساعد الفلاحين في عملهم، إلا أن الحرب التي أشعلها الغزاة الألمان في عام 1941 دفعته إلى إختراع ما يساعد المقاتلين الذين يذودون عن حياض الوطن، وأطلق على البندقية الرشاشة التي إخترعها اسمه كلاشنيكوف.


ميخائيل كلاشنيكوف

يذكر أن ميخائيل تيموفييفتش كلاشنيكوف كان ولداً لأسرة فقيرة كانت تعمل في الفلاحة، وقد أنجبت والدته 18 طفلاً، وكان هو أحد الثمانية الذين بقوا على قيد الحياة. وكان ميخائيل كلاشينكوف بدأ حياته المهنية عندما عمل فنياً في محطة للقطارات في كازاخستان حيث تعلم الكثير عن الميكانيك، وفي العام 1938 انضم كلاشنيكوف للجيش وعمل في وظيفة تقني لدبابة هجومية وفي هذا الموقع أظهر مهاراته العالية في ميدان تصنيع الأسلحة، إذ اخترع وهو ابن عشرين عاماً بعض التجهيزات التي لاقت استحساناً كبيراً من قبل الجنرال جوكوف أحد أشهر الضباط في التاريخ السوفياتي.

معركة بريانسك
ومع إندلاع الحرب العالمية الثانية، شارك كلاشنيكوف في معركة بريانسك عام 1941 ضد الألمان، وجرح خلال المعركة ثم نقل بعدها إلى أحد المستشفيات الروسية لتلقي العلاج.  وعن تلك الفترة، يقول كلاشنيكوف: "هناك وعلى الرغم من الآلام التي كنت أعاني منها بسبب جروحي، كانت هناك فكرة وحيدة تسيطر على ذهني طيلة الوقت وهي كيف يمكن اختراع سلاح يسمح بقهر الفاشيين". وابتداء من تلك الفكرة وتلك الفترة وبعد جهود استمرت خمس سنوات توصل كلاشنيكوف إلى اختراع البندقية الرشاشة الهجومية AK-47 التي حملت اسمه. رغم أن كلاشنيكوف لم يكمل تعليمه إلا أنه بات مخترعاً عظيماً بعد ذلك وحصل في العام 1949 على جائزة ستالين التي وفرت له مبلغ مئة وخمسين ألف روبل، أي ما كان يشكل ثروة حقيقية وما عبر عنه هو نفسه بالقول: "بواسطة هذا المبلغ كان يمكنني شراء دزينة سيارات ذات أرقى طراز" وكان كلاشنيكوف يحمل آنذاك رتبة عريف فقط وقد تفرغ منذ ذلك الوقت لتحسين تقنيات صناعة سلاحه والتفكير بإختراع نماذج جديدة منه.

عضو السوفييت الأعلى
ومنذ عام 1950 أصبح عضواً في مجلس السوفييت الأعلى، الأمر الذي سمح له بأن يرى من بعيد ستالين وبقي في هذا المجلس حتى تم حله عام 1988 منذ بداية الخمسينيات بحيث لم يغب عنه سوى عشر سنوات خلال هذه الفترة كلها، وذلك عندما مات ستالين وخلفه نيكيتا خروتشوف. وكان مع كلاشينكوف في ذلك المجلس العديد من الشخصيات الروسية البارزة في عدد من المجالات مثل الشاعر رسول حمزاتوف ورائد الفضاء يوري غاغارين والكاتب ميخائيل شولوخوف وجراح العيون سفياتوسلاف فيودوروف. يذكر أن الاتحاد السوفياتي كان حرص على اخفاء هوية كلاشنيكوف معتبرين ذلك سراً عسكرياً، فعند قيامه بأول رحلة له خارج البلاد في العام 1970 برفقة زوجته إلى بلغاريا تلقى امراً بالمرور على مقر جهاز الاستخبارات السوفياتية (الكي جي بي). وكانت التعليمات واضحة، وهي أن لا يعرف البلغاريون أبداً هويته، لا سيما وأن المجموعة السياحية كلها كانت ستزور مدينة كازانليك حيث يوجد مصنع لرشاشات كلاشنيكوف بل وكان ينبغي أن لا يعرف أعضاء المجموعة السياحية أنفسهم هويته الحقيقية التي ينبغي أن تبقى سراً عسكرياً.

معارض لغورباتشوف
ورغم انتخابه 6 مرات لعضوية مجلس السوفييت الأعلى إلا أنه لم يصبح أحد أعضاء النخبة السياسية الشيوعية النافذين فإنه لم يؤيد أبداً السياسة التي انتهجها ميخائيل غورباتشوف منذ توليه السلطة في الاتحاد السوفيتي عام 1985، والتي أدت إلى انهياره. ومع الشهرة الكبيرة التي امتاز بها السلاح الذي ابتكره إلا أن ميخائيل كلاشنيكوف لم يتلقَ أي مبلغ عن أي قطعة انتجت أو صنعت لسلاحه كما لم يحصل على براءة اختراع لبندقيته تلك. ومنذ العام 1949 وكلاشنيكوف يعيش ويعمل في إحدى القرى الواقعة شرق روسيا، وكان يملك 30 % من شركة ألمانية يديرها حفيده إيجور، وتقوم الشركة بتعديل العلامات التجارية وإنتاج بضائع تحمل اسم كلاشنيكوف مثل الفودكا والمظلات والسكاكين.


صور من تشييع جثمان الراحل ميخائيل كلاشنيكوف

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.70
USD
3.86
EUR
4.64
GBP
364335.36
BTC
0.51
CNY