الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 16:01

الإخوان... نحن أو لا أحد /بقلم:بديع يونس

كل العرب
نُشر: 06/01/14 08:24,  حُتلن: 08:31

بديع يونس في مقاله:

القلق كبير من الأيام القليلة المقبلة، مع اقتراب موعد الاستفتاء على الدستور في 14 و15 يناير, كما أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي و130 آخرين بتهمة اقتحام السجون

الورقة الأمنية لا تزال في أيدي الجماعة فيما أيّ مصر مستقبلية مزدهرة لن تولد قبل إعادة إتباب الأمن هذا الأمن الذي سقط مفتاحه في محيط من التخبطات تعصف في جزره رياح الإرهاب والبلطجة والتشبيح من كل حدب وصوب

مواكبة الأحداث المصرية اليومية تشير بوضوح إلى محاولات إخوانية متواصلة للبقاء في عين التطورات وفي الواجهة السياسية في مصر مهما كلّف ذلك البلاد والشعب من دم ودمار... وانعكاسات اقتصادية واجتماعية وبسيكولوجية، أثبتت التجارب أن المستقبل القريب لا يمكن أن يداويها.
عقود في موقع المعارضة، قبع الإخوان... وارتووا من فشل الحكّام والحكم آنذاك بمعارضتهم الشعائرية "البطولية"، قبل أن يسقط القناع خلال مرحلة حكمهم مؤخرا، ما دفع بهم إلى الاستشراس في سبيل البقاء مهما كان الثمن باهظا.
من هنا يبقى التخوّف كبيرا مما سيحدث في مصر خلال عام 2014, وها قد بدأ العام ذاك بسقوط 17 قتيلا في جمعة وُصفت بالأعنف، ما بعد الثورة، فيما سياسة الجماعة تجلّت حقيقتها بوضوح... إما الإخوان أو الفوضى .

الإفلاس السياسي
هذه السياسة المنتهجة ليست إلا دليلا على الإفلاس السياسي، فعقود الجماعة سقطت بوصولهم إلى الحكم، أما التسليم بهذه الواقعة فصعب على العناصر في الداخل وعلى داعميها من الخارج.

القلق كبير من الأيام القليلة المقبلة، مع اقتراب موعد الاستفتاء على الدستور في 14 و15 يناير, كما أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي و130 آخرين بتهمة اقتحام السجون من بينهم بديع والعريان والكتاتني والبلتاجي أواخر الشهر عينه بالإضافة إلى حكم محكمة القضاء الإداري في دعوى تطالب بمنع الإخوان والحزب الوطني المنحل من العمل السياسي... استحقاقات يُتوقّع أن تترافق مع تعبئة شرسة ميدانيا تتجلى عنفا من قبل الإخوان للبقاء في الساحة السياسية ولو بالقوة.. عبر استفزاز المدنيين والأهالي وعبر اشتباكات مع قوات الأمن.. رصاص وخرطوش وقنابل مولوتوف وحرائق في أبنية حكومية ومراكز شرطة لزعزعة الأمن وتثبيته في موقع الخروقات.
أوراق الجماعة أمنية بامتياز، بعد فشلها السياسي في مرحلة الحكم التي قضت جهارا عليها.. وها هم عناصرها اليوم إذن مجددا، يعمدون إلى زرع الرعب في الشارع المصري.. وآخر هذه الفصول تجلّت في أعمال العنف الأخيرة في مسعى لتثبيت الرعب لدى المواطنين العزّل لمنعهم من النزول للتصويت على الدستور, وللضغط أمنيا على القضاة والساسة في المحاكمات المتواصلة والمرتقبة ضد قادتهم وتنظيمهم, أما المشروع ضد الجيش فواضح في سيناء، حيث خمد النشاط هناك فترة حكم مرسي وعاد ليطوف مجددا إلى الواجهة عند سقوطه.
الورقة الأمنية لا تزال في أيدي الجماعة، فيما أيّ مصر مستقبلية مزدهرة لن تولد قبل إعادة إتباب الأمن، هذا الأمن الذي سقط مفتاحه في محيط من التخبطات تعصف في جزره رياح الإرهاب والبلطجة والتشبيح من كل حدب وصوب.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة