الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 23 / يونيو 19:02

إسرائيل أفلست فظهر يريف لفين/ بقلم: ظاهر الشمالي

كل العرب
نُشر: 09/01/14 07:58,  حُتلن: 08:00

ظاهر الشمالي في مقاله:

ديمقراطية اسرائيل ما هي إلا فسفور ابيض وإحتلال أسود يحول حياة اصحاب الارض الى جحيم

إسرائيل الدولة المحتلة تظهر كالنمر الورقي لا يخيف احدا ولا يربك أعرجا وهي تعيش جو التخبط والهروب الهستيري المتكرر

مسيحيو فلسطين ليسوا طائفة او اقلية لا بل هم الجذر والاساس والجزء العروبي الاصيل من تلك الارض وتوأم الوطن السيامي واهل العطاء الذي لا ينضب


في نفس الفلك المرتبك لا زالت حكومات الإحتلال المتعاقبة تسير دون توقف وبسرعة هستيرية تعبر عن مدى هشاشة تلك الدولة التي هي نفسها المصطنعة باموال الغرب وتخاذل العرب من هزمت جيوش ودول كاملة في حروبها مع الدول العربية. اليوم تظهر إسرائيل الدولة المحتلة كالنمر الورقي لا يخيف احدا ولا يربك أعرجا وهي تعيش جو التخبط والهروب الهستيري المتكرر رغم ما تملكه من قنابل ومن مفاعلات نووية تبعد عنها شبح الخوف من محيطها العربي المتهالك إلا من رحم ربي. في شرق اوسط غير مستقر وغير آمن متقلب كالطقس في مزاجية الحالة التي تعيشها الشعوب المتعاطفة دوما مع فلسطين.

الإرتباك والهروب
اليوم وحين تظهر تلك الدولة وحكومتها بنوع من الإرتباك والهروب الى الامام وعدم معرفة ما يدور في هذا المحيط الغوغائي غير المعروف وجهه، باتت اسرائيل اقرب الى الخرافة الكاذبة والمشعوذة المسعورة في حبها للتخمين والترويج لما تملك من واحة خضراء للديمقراطية المفقودة في المحيط العربي لكن وفي مقابل تلك الرواية والاسطوانة المشروخة بات العالم جليا يكتشف ان ديمقراطية اسرائيل ما هي إلا فسفور ابيض وإحتلال أسود يحول حياة اصحاب الارض الى جحيم، وأن رسالتها وروايتها المدجنة اليوم هي اصبحت اقرب الى الكشف والمعرفة الجيدة من قبل العالم ككل، حين خدعت إسرائيل العالم دوما بانها تعيش الظلم مرتين في محيطها العربي المحرض عليها دوما.

وفي نفس سياق التفكير الدوني في اسرائيل تكمن تصرفات المفلس المتمثل بإسرائيل دائما ما يلجأ الى سرقة أهلة وناسه، لانه افلس عن سرقة الغير وعن ايهامه وخداعه. فاليوم تلك الدولة التي تفاوض من اجل التفاوض فقط مع أناس هم ضعفاء يفترض ان يكونوا ثوارا في سبيل وطنهم لكنهم كانوا السبب الأكبر في ضياع جزء من وطنهم بسبب إجتهادات شخصية، هم ليسوا أهلا لكي يتكلموا ويتحدثوا ويفاوضوا باسم اصحابها او لربما بشحطة قلم من هذا المفاوض او ذاك مع العلم انه مفاوض واحد لم يتغير.

شهية اسرائيل
وحين تفتتح شهية اسرائيل الدولة والجبروت الوهمي على افكار عنصرية تحاصرها كل يوم، باتت في كل دقيقة تفكر في طروحات هي اقرب الى المستحيل في تحقيقها لما تواجهه من تحدٍ بات يبرز في الآونة الأخيرة في داخل فلسطين المحتلة عام 48 من شباب ونساء خلعوا ثوب السكوت والإستكانة ونفضوا الغبار عن اجسادهم واظهروا للمحتل مدى تعمق القومية والوطنية والإنتماء لفلسطين الارض والوطن والقضية.

قرار برافر
فكانت أولى المواجهات مع قرار برافر الذي كان الهدف منه ترحيل سكان النقب الأصليين من قراهم في نكبة جديدة تشتت من شمل المواطن الفلسطيني الذي بقي صامدا في أرضه التي احتلتها اسرائيل عام 48. وكان هذا القرار الذي عرض على كنيست الإحتلال قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ لولا تحرك الجماهير الفلسطينية في الأونه الأخيرة وبقوة وعنفوان وتحشيد وتجييش في كل المناطق العربية في الداخل الفلسطيني، والتي أجهضت حلم الإحتلال بنقب خالٍ من المواطنين العرب لصالح مستوطنين يستوردون من إثيويبيا وروسيا وبولندا.

حكومة همجية متطرفة
فشلت اسرائيل وتقزم غرورها الكاذب امام حناجر الشيب والشياب الغاضب في الطيبة والمثلث وسخنين وحيفا والنقب والناصرة والقدس وسلمت بالأمر الواقع أن لكل مكان أصحابه، فما كان منها إلا ان تعيش جو الإرباك من جديد في ظل حكومة همجية متطرفة أخذت من التضييق كارا وورقة ترفعها كالفيتو في الكنيست في كل قرار تأخذه بحق العرب وتضع نصب أعينها أيضا الجليل والمثلث ووادي عارة لكي تدخل الهواء الغريب الى أراضيها من خلال البناء والتغول الاستيطاني غير المسبوق والسيطرة على الاراضي بعد أن سيطرة على كافة اراضي الضفة ولم تكتفِ بذلك، ففي كل مرة تكون لإسرائيل علامة الفشل في التعامل ومجابهة الاهل في الداخل وفي الجليل والمثلث لما يملكونه من قدرة تؤهلهم على وضع كفهم في مجابهة مخرز الإحتلال مهما كان الثم. واليوم ونحن نرى ايضا الاعلام العبري والذي خاض غمار الفتنة بحنكة مدعومة من الاجهزة الامنية الإحتلالية ضد الناصرة واهلها خلال الانتخابات التي جرت وكادت ان تودي بإسم ومكانة وحضور تلك القلعة العربية الصامد أهلها وان تحدث شرخا كبير بين أهلها المسيحيين والمسلمين الذي هم موجودون كتوأم موحدون متحابون متفاهمون قبل أن يأتي الإحتلال ويسطو على اراضيهم وقراهم.

لغة العقل والمنطق
فما كان من المحتل ودوائره الحكومية وبعض المأزومين الذين يبحثون عن مكانه وموقع والذين يدعمون المحتل ومشاريعه إلا وان بدأوا يحشدون لفتنة كبيرة في الجليل والناصرة بين مرشحي البلدية الفائز منهم والخاسر في الناصرة كما فعل "هرقل في واقعة اختلاف علي ومعاوية " فما كان من لغة العقل والمنطق إلا أن تترافع عن الصغائر بين ابناء المدينة الواحدة. ويفشل المحتل في مخططاته وأن تفوت الناصرة الفرصة تلو الفرصة في إيجاد الشرخ بين مكوناتها تحت نظرية "فرق تسد" "وأعوانه.

وفي تلك المرة أيضا خرج المحتل خاسرا الرهان من جديد في الناصرة وفي قريناتها من المدن الاخرى. وخسر مرات عديدة في واقعة شباب مجزرة شفاعمرو، وفي الكثير من المحطات ليأتي اليوم الإحتلال حين رأى أن جعبته خاوية وقد أفلس في كيفية ترويض وتخويف الشباب الثائر والمنتفض والمتعاطف مع شعبه في الضفة وغزة من خلال رفض الخدمة الاجبارية في قوات جيش الإحتلال وبعدما صد كثير من الشباب تلك الخدمة ورفضوها مفضلين الحبس والسجن والغرامات على أن يكونوا جنود لدولة احتلت وطنهم وشعبهم وكان السبب في كل ما تعانيه تلك الارض من ويلات.

التمرد الوطني
وظهر في الآونة الأخيرة نوع من التمرد الوطني الحر في وجه المؤسسة الامنية الاسرائيلية المحتلة، من خلال الرفض المتكرر وعدم التشرف ايضا بحمل هوية الإحتلال والعيش تحت مظلته الظالمة، وحين وقف الكل الفلسطيني مع كل شاب وصبية يرفض الخدمة ويرفض الإحتلال والانجرار وراء التورط في عذابات الأهل في الضفة وغزة من حواجز ومعاناة سببها الاول والاخير هو المحتل وجنوده. هنا اصبحت إسرائيل في خانة اليك بعدما فشلت في دعايتها لجلب الشباب العربي نجو التجنيد رغم الاغراءات الا انها دائما تقع في شرك الفشل الذي هو حليفها الدائم، رغم أنها استعانت ببعض رجال الدين من الطوائف لكي يدعو ابناء طائفتهم لان يكونوا جزء من الدولة من خلال الخدمة العسكرية ما جعل رجل الدين هذا وذاك منبوذا حتى بين ابناء مدينته واهله، حتى خرجت علينا تلك الحكومة بفلس من نوع آخر ولعب جديد كلعب القمار على وتر مكشوف ألا وهو قرار لا يقل عنصرية عن برافر ومخططه التهويدي العنصري. مخطط "بريف ليفن" والذي ظهر على الساحة من جديد واثار الكثير من اللغط والذي دعى حكومته الى تقديم تفضيلات ومميزات لابناء الطائفة المسيحية وسلخهم عن عروبتهم، من خلال تغيير نمط المعاملة السائد وجعلهم جزء أصيلا من المجتمع الإسرائيلي الذي هو بالأصل مجتمع مافيا مفكك.

بعد ان تكرر الفشل اصبحت هكذا اسرائيل يائسة محبطة تلجأ دائما الى قرارات عمياء قديمة جديدة. يقابلها الأهل في الداخل وخاصة من الطائفة المسيحية التي كانت عتبة النضال وأرزة الشموخ المزروعة في شمال فلسطين، بشيء من السخرية والتهكم على هكذا قرارات واقتراحات ميتة تريد ان تسلخ الجلد عن جسد الوطن الأصلي وعن التاريخ المشرف.

فالمفلس في تلك الأوقات حين يتلقى أكثر من صفعة سيأخذ قرار الإنتحار او الااستقالة او حتى التغيب القصري عن المشهد وهذا ما تعودنا عليه في اسرائيل التي لا تقوى بكل جبروتها ان تسكت صاحب حق عن حقه، وهي لا تعي أن مسيحيي فلسطين ليسوا طائفة او اقلية لا بل هم الجذر والاساس والجزء العروبي الاصيل من تلك الارض وتوأم الوطن السيامي واهل العطاء الذي لا ينضب، فهم يتعاملون مع الطوائف والبشر كمرتزقة كما يجلبون الحفاة في العالم لكي يلبسوهم أحذية في وطننا، وكان لهم فشل التعامل والخيبة مئة مرة مع اصحاب الارض التي ولد فيها السيد المسيح والتي لا ترضى الضيم ولا ترضى المذله ودائما ما تكون عصية على شدة تواجهها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة