ليست المرة الاولى وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، التي تقوم فيها قوات الاحتلال الاسرائيلية بارتكاب مجازر مروعة بحق الفلسطينيين المدنيين العزل، فالقائمة طويلة وتحتاج الى مجلدات كاملة لتروي كل تفاصيلها، فمن قبية، الى دير ياسين، الى كفرقاسم الى مجازر غزة وسيناء ابان العدوان الثلاثي وعدوان حزيران 1967 الى صبرا وشاتيلا، الى هدى غالية، ومحمد الدرة وصولا الى المجزرة المروعة الاخيرة بحق عائلة ابو معتق في بيت حانون، حيث مزقت قنبلة "ذكية" اجساد الام ميسر واطفالها الصغار رويدة(6سنوات) وصالح (5سنوات)وهناء (3سنوات) وسعد(10اشهر) وكعادتها انبرت المؤسسة الاسرائيلية ووسائل اعلامها "الديومقراطية" وجندت نفسها للدفاع والتغطية وتبرير الجرائم مرددة اقاويل وادعاءات سخيفة ومغيظة، تعكس استعلاء واستكبارا، واستخفافا بعقول البشر. وبدل ان يعترف ايهود أولمرت وقيادة جيشه بالذنب ويطلبوا العفو والغفران من الضحايا وعائلاتهم والشعب الفلسطيني والانسانية يلجاون الى التلاعب بالألفاظ والتعبير عن "الأسف" وعلى المأساة، وكأنها نزلت من السماء وليست بفعل فاعل، وبأيدي جنود مدربين يملكون احدث الأجهزة الالكترونية التي تمكنهم من رؤية نملة عن بعد.
لقد نجحت إسرائيل سابقا في استعمال أسلوب المجازر لترويع المدنيين وتهجيرهم، ولكن وبعد مرور ستين عاما على النكبة الكبرى، وبعد ضياع الوطن والاستقلال وشلالات الدماء، واستمرار اللجوء والمعاناة، فان الشعب الفلسطيني تعلم الدرس، ولن ترهبه المجازر، وسيبقى يصبر ويناضل ويصمد على أرضه، حتى ينال الحرية والاستقلال، ولتنزل لعنة التاريخ على المجرمين والمتآمرين والمتخاذلين والخونة.