الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

ليدي- دكتور فاضل مرزوق: عملية الكتراكت تحسن النظر

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 24/01/14 11:44,  حُتلن: 08:14

الدكتور فاضل مرزوق اخصائي طب جراحة العيون

في أعقاب نقص قدرة العدسة على تركيز الضوء بسبب فقدان الليونة مع تقدم الجيل وهو ما يظهر على شكل صعوبات في الرؤية من قريب، مما يستوجب نظارات قراءة لاحقًا، ومع تقدم الجيل يتطور الكتراكت

الكتراكت هي حالة تفقد فيها العدسة الطبيعية شفافيتها بسبب التعكر الذي يتطور داخلها (مثل الغيوم). جزء كبير من الأشخاص يطورون هذه الظاهرة بشكل عام بدءًا من جيل 55، ونسبة 40% من السكان فوق جيل 60 يعانون من الكتراكت، فيما يصل اليوم معدل عمليات الكتراكت الى 73

تطور الكتراكت هو عملية طبيعية تحدث مع تقدم الجيل والكل تقريبًا سيمر بهذا الاجراء. يمكن التعامل مع الأمر على أنه مشكلة أو فرصة لتحسين جودة النظر وفي أعقاب ذلك تحسين جودة الحياة.

"لا يعرف الجميع أن عملية الكتراكت تشكل أيضًا فرصة لتحسين حالة النظر، بحيث نتمكن من الرؤية بجميع الأبعاد (القريب، البعيد والمتوسط)، بغض النظر بشكل عام عن النظارات" - هذا ما قاله الدكتور فاضل مرزوق اخصائي طب جراحة العيون في حديث لمجلة ليدي كل العرب وموقع العرب.


دكتور فاضل مرزوق اخصائي طب جراحة العيون

ليدي: ما هي العدسة داخل العين؟
د. فاضل: يدور الحديث عن عدسة تقع داخل العين (تشبه عدسة الكاميرا) ووظيفتها نقل الضوء الداخل الى العين، وتركيزه بصورة دقيقة فوق الشبكية من أجل الحصول على صورة واضحة.
ينتج جزء كبير من تشويشات الرؤية عن عدم توجيه العدسة للضوء بصورة دقيقة نحو الشبكية، وفي هذه الحالات نحتاج الى عدسة خارجية (مثل النظارات أو العدسات اللاصقة) التي تساعد في تركيز الصورة.

ليدي: هل هناك تاثير للجيل؟
د. فاضل:
في مستهل العمر تكون العدسة الطبيعية لدينا شفافة وصافية، لكن بمرور الوقت ومع التقدم بالجيل، تحدث تغييرات طبيعية في العدسة ينتج عنها ظهور اضطرابات أخرى في الرؤية. خلال العقد الخامس من الحياة يتطور في العادة هرم الرؤية (قصور البصر الشيخوخي)، في أعقاب نقص قدرة العدسة على تركيز الضوء بسبب فقدان الليونة مع تقدم الجيل، وهو ما يظهر على شكل صعوبات في الرؤية من قريب، مما يستوجب نظارات قراءة. لاحقًا، ومع تقدم الجيل، يتطور الكتراكت.

ليدي: ما هو الكتراكت اذا؟
د. فاضل:
الكتراكت هي حالة تفقد فيها العدسة الطبيعية شفافيتها بسبب التعكر الذي يتطور داخلها (مثل الغيوم). جزء كبير من الأشخاص يطورون هذه الظاهرة بشكل عام بدءًا من جيل 55، ونسبة 40% من السكان فوق جيل 60 يعانون من الكتراكت، فيما يصل اليوم معدل عمليات الكتراكت الى 73.
يتضمن تطور الكتراكت الانخفاض التدريجي في حدة الرؤية، الحساسية من ضوء الشمس، التغيير في رؤية الألوان (مثل رؤية العالم عن طريق فلتر أصفر أو بني في حالة الكتراكت المتقدم)، التغيير التدريجي في الرؤية بعيدًا وقريبًا، مع تغيير سريع في ارقام النظارات وصعوبة في القيادة ليلاً.

ليدي: والسؤال هنا ما هو العلاج؟
د. فاضل:
العلاج الوحيد هو اجراء عملية بنسب نجاح عالية وعملية شفاء قصيرة. عملية الكتراكت هي العملية الأكثر شيوعًا في عالم الطب، وتعتبر من أكثر العمليات المضمونة التي تُجرى اليوم. خلال العملية يتم اخراج العدسة المتكدرة وزراعة عدسة اصطناعية شفافة مكانها، وهي مصنوعة من مادة بلاستيكية تبقى في العين الى الأبد. تتم العملية المتقدمة من خلال التخدير الموضعي، من خلال استعمال النقاط وجل مخدر للعين، ويمكن في غالبية الأحيان مغادرة المستشفى بعد مرور بضع ساعات من اجراء العملية.
الطريقة الدارجة اليوم تتضمن احداث جروح صغيرة في القرنية، من أجل اخراج العدسة المتعكرة وادخال العدسة الاصطناعية مكانها. عن طريق الجرح يتم قطع وسحق العدسة المتعكرة بواسطة أمواج فوق صوتية (أولتراساوند)، ويتم شفط مخلفات التفكيك وتنظيف الغلاف الطبيعي للعدسة وزرع العدسة الاصطناعية التي تعمل بدلاً من العدسة الطبيعية وتوجه الضوء الى الشبكية من أجل الحصول على صورة واضحة.

ليدي: بالرغم من ان الحديث يدور عن عملية آمنة، هل هناك ما تقوله عن طرق اضافية؟
د. فاضل:
رغم أن الحديث يدور عن عملية آمنة للغاية، هناك طريقة اضافية ذات قابلية لتمرير عملية أكثر أمانًا، نظرًا لاجراء المراحل الأولية من العملية بصورة دقيقة وآمنة بمساعدة جهاز ليزر.
يتم اجراء العملية بواسطة منظومة ليزر ذكية، تتيح للجراح احداث فتحات الدخول في القرنية بدقة أكبر، وطبقًا لاحديداب القرنية، فتح شباك دقيق في غلاف العدسة من أجل تمكين زرع العدسة الاصطناعية بصورة دقيقة، دون الحاق الضرر بالأوتار الدقيقة التي تُثبت العدسة داخل العين، وتفكيك العدسة المتعكرة دون استعمال كميات كبيرة من الطاقة التي قد تلحق الضرر بأنسجة العين، خاصة في حالة الكتراكت المتقدم.
من المهم أن نعرف أن القرار الأهم قبل عملية الكتراكت هو اختيار العدسة المناسبة للحالة الطبية ونمط حياة المعالج.

ليدي: كيف يمكن اتخاذ القرار بخصوص نوع العدسة؟
د. فاضل:
اتخاذ القرار بخصوص نوع العدسة ينبغي أن يستند الى:
فحوصات النظر من قبل الطبيب/أخصائي البصريات، الاحتياجات والنشاطات الروتينية ووقت الفراغ الخاصة بالمعالج، الرغبة في تقليل التعلق بالنظارات بالعموم، فإن العدسة الشائعة التي يتم زرعها اليوم خلال عملية الكتراكت هي عدسة مونوفوكاليت، أي أنها مناسبة لبعد واحد (عادة للمسافة البعيدة) ولغرض الرؤية من مسافة قريبة (القراءة) ولمسافة متوسطة (على سبيل المثال، الحاسوب والهاتف) واحتياج المعالج لاستعمال النظارات.
في حالة معاناة المعالج من تسيليندر (عيب في تقعر القرنية في اتجاه معين
لها) فإنه سيحتاج الى نظارات لجميع المسافات.
تتوفر خلال السنوات الأخيرة في السوق عدسات أكثر تقدمًا: عدسات تُصحح السيليندر (عدسات طورية)، عدسات تتيح الرؤية لمسافة قريبة، متوسطة وبعيدة (عدسات متكيفة أو مولتيفيكالية) وكذلك عدسات توفر تصحيحًا للسيليندر وكذلك الرؤية لجميع الأبعاد، بما في ذلك دون الاستعانة بنظارات، وفي بعض الأحيان من خلال استعمال النظارات لفعاليات معينة فقط.
تشكيلة العدسات الكبيرة المتوفرة تتيح الاختيار الشخصي المناسب لنمط حياة كل شخص.

ليدي: هل اجريت ابحاث او استطلاعات حول عمليات الـ كتراكت؟
د. فاضل:
الاستطلاع الذي أجري بمشاركة 203 رجال ونساء في جيل 60 + ممن مروا بعملية كتراكت، من قبل معهد الاستطلاعات برندمن، يُظهر بعض المعطيات الهامة التي تشير بالدرجة الأولى الى وعي متدن بخصوص امكانيات التصحيح الأجدى المتوفرة اليوم. بخصوص 85% ممن أجروا عمليات كتراكت كانت هناك حاجة الى تصحيح الرؤية قبل اجراء العملية: 45% احتاجوا لنظارات قراءة، 38% للرؤية من مسافة بعيدة، 28% مولتيفيكال. خمسة وأربعون بالمائة منهم لم يكونوا واعين لامكانية زراعة عدسة مصححة للرؤية، علمًا أن 30% ممن أجروا العمليات ولم تزرع لهم عدسات متقدمة، كانوا سيفكرون بهذا بصورة ايجابية لو علموا بذلك.

ليدي: هلى لك من كلمة اخيرة؟
د. فاضل:
من المهم أن نعرف اليوم، أن هناك حرية اختيار. يمكن اختيار نوع العملية ونوع العدسة، وهي اختيارات قد تؤثر على الحل بصورة شخصية، بحيث يتقاطع الأمر مع توقعات المُعالج. إن تطور الكتراكت هو عملية طبيعية تحدث مع تقدم الجيل والكل تقريبًا سيمر بهذا الاجراء. يمكن التعامل مع الأمر على أنه مشكلة أو فرصة لتحسين جودة النظر وفي أعقاب ذلك تحسين جودة الحياة.

 موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة