أحيانا أفعالنا تحكم على أفكارنا، لكن انتبه!! لأبعاد أخرى عليك أيها الإنسان العاقل مراعاتها بحكمك على أفعال الآخرين. فشخصية الأفراد مختلفة، تختلف بحسب أنماط تربيتهم وبيئتهم والعوامل المحيطة بهم والضغوطات الداخلية والخارجية التي تبلور وتشكل وتقرر إلى حد ما مصيرهم. هنالك أيضا من يحكم علينا من خلال منظرنا الخارجي، نوع سيارتنا، بيتنا وفخامته ، لباسنا ونوعيته ، دون أن يأبه إلى ما في داخلنا من فراغ وملل أو ثروة فكرية سمها أو علمية أو مشاعر وأحاسيس ...
لنتأمل حامل العلم مثلا، نرى أن لا دور له بين اهل الجهل الذين ينعمون بجهلهم، ومكانه بين العلماء والأدباء والمثقفين الذين يرون به المستقبل الدائم والاستثمار الرابح.
حافظ على أن تجالس أهل العلم والمعرفة وابتعد عن أهل الجهل والدنيا لأنهم سيسخرون منك وستكون بينهم غريبا فأنهم يتاجرون بكل شيء من أجل ازدياد جهلهم ، فيعلموك طرق الاستثمار بمقولتهم الشهيرة "الغاية تبرر الوسيلة ".
كل يوم تستيقظ به ازرع حلما وأملا لنفسك أولا وللاخرين ثانيا وإياك والمقولة السائدة " نحن نعمل من أجل ابنائنا " اعمل من أجل نفسك واجتهد على الاهتمام بها ولا تنشغل بما يقوله الآخرون عنك بل فكر بما تقوله أنت عن نفسك وما تعتقد أنه ينفعها ويضرها، لأن اليوم الذي يفوت لن يعود أبدا.
فاحرص على ما بين يديك واحرص على كل لحظة به، استثمرها تأملها ، فكر بها، عشها لا تكتم مشاعرك حررها ، فُكَّ قيودها، اطلق لها العنان لا تحبسها فتختنق وتموت فتبقى مجرد جسد بلا روح، تكترث لغذاء جسدك وتنشغل به وتنسى الأهم روحك وغذائها، فتصبح بلا مشاعر يتحكم بك جسدك الذي لا يشبع أبدا وأن شبع فانه يستوحش ليصبح وحشا قاتلا يفعل أي شيء لنيل فريسته... غذِّ روحك بمحبتك وتقبلك كيفما كنت.داعبها، نقِّها من الشوائب فاجعل شعارها "القناعة كنز لا يفنى" ولا تجعلها تتمنى ما يملكه الآخرين فيسيطر عليها الحسد والكره والبغض والغيرة والحقد والأسى فكلها أزمات نفسية تجعل منك مريضا نفسيا فتقتل جسدك وروحك.
جسدك يفضل النزول الى الارض والاستمتاع بلذاتها وأهوائها وشهواتها لأنه منها .. وروحك تحب أن تسمو وتعلو من حيث نزلت.. ولكل منهما غذائه فالجسد يريد ما خرج من الارض من أشياء مادية ليتغذى بها كالأكل والشرب ... اما روحك فتحتاج الى ما نزل من السماء من أمور معنوية كالإيمان والطمأنينة والمحبة والذكر لكي تسمو وتتطهر فتنتقى.
مشاعرك تدل على احتياجاتك .. فالشعور بالعطش والجوع والنعاس والكلل اشارات الى حاجات جسدية .. اما الشعور بالضيق والهم والحزن فهي اشارات ودلائل لحاجات روحانية.
فلا تخلط بين غذاء الروح والجسد بل قل أن غذاء البدن اذا ازداد عن حده أفسد الروح والنفس وأمرضها.
وهذه الروح لها أحكام ولها أحوال ،غذائها العلم النافع والعمل به.. ومن غذائها الرائحة الطيبة وكل ما هو طيب وكل ما هو جميل يسر العين والروح ويقي الجسد... فالقيم الجمالية هي غذاء أساسي للروح ..
كذلك العاطفة والرحمة هي غذاء للروح.. وغذاء العاطفة الحب .. وأفضل أنواع الحب ما يكون في الله .. فأحب الناس.. لأنك بذلك ستحب نفسك .. بحب الناس لك .
أما غذاء الروح فهو العبادة .. فكم لهذه العبادة من تأثير على حياة البشر .. الراحة.. الطاعة.. الطمأنينة.. السعادة بأداء الواجب الديني.. ففي العبادة قوة الروح والسبب الأساسي لسعادتها ..
بقي ان نحدد غذاء الابدان والذي لا اظن ان احدا منا مقصر فيه هذه الايام من أكل وشرب بأشكاله وأنواعه.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net