سهير سلمان منيّر خبيرة غذاء وطب بديل:
تحديد أو تخفيض كمية النشويات المتناولة في الغذاء قد يقلل من مصادر الطاقة المطلوبة للدماغ
قشرة البطاطا المحمصة تعد بدورها مادة صحية للغاية إذ أنها مصدر مهم للألياف المفيدة للجسم
البطاطا قد تزيد نسبة السكر في الدم ولكنها بالمقابل تعد مصدرا في غاية الأهمية للبوتاسيوم الضروري للحفاظ على ضغط الدم بصورة صحية
الأشخاص الذين ابتعدوا عن تناول النشويات في غذائهم تجلت لديهم مشكلة نشاط الذاكرة بوضوح إضافة إلى البطء الشديد في الاستجابة خلال اختبارات الذاكرة
الإفراط في الأكل لا يعني فقط تناول الكثير منه بل هو أيضا تناول مقدار زيادة من السعرات الحرارية المسببة للإصابة بالسمنة وما يترتب عليها من أمراض. وعليه لابد من معرفة احتياجات الأكل لكل شخص حسب العمر والحالة الصحية كي لا يأكل أكثر مما يحتاج. العديد من الناس يضر بصحته نتيجة تجنبه بعض الأطعمة الحاوية على النشويات. العديد من الأطعمة الغنية بالنشويات - مثل البطاطا والذرة والأرز - قد تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية مقارنة بأطعمة أخرى مثل الفاكهة، لكنها غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف مما يجعلها ضرورية لصحة الإنسان ولكن بقدر".
سهير سلمان منيّر خبيرة غذاء وطب بديل
البطاطا مثلاً قد تزيد نسبة السكر في الدم ولكنها بالمقابل تعد مصدرا في غاية الأهمية للبوتاسيوم الضروري للحفاظ على ضغط الدم بصورة صحية". إضافة إلى ذلك فإن "قشرة البطاطا المحمصة تعد بدورها مادة صحية للغاية إذ أنها مصدر مهم للألياف المفيدة للجسم ". وبخلاف "التهم" المنسوبة للبطاطا فهي حيوية لكن دون إفراط.
أما الفاصوليا فتعد أكثر الأطعمة الغنية بالنشويات صحة لأنها غنية بالألياف، وتحتوي على بروتينات ذات فائدة كبيرة، كما أنها مليئة بالمواد المغذية والمضادة للتأكسد أي التي تمنع الشعور (بالحرقة) داخل المعدة".
بالمقابل فإن "استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالنشويات يترتب عليه أضرار. لذا ننصح تناولها بمقادير معينة وتجنب الإفراط في تناولها، فخير الأمور الوسط. والمفضل دوما تناول هذه الأغذية بكميات قليلة وبانتظام دون إفراط".
على الصعيد نفسه، أظهرت نتائج دراسة أن الأشخاص الذين ابتعدوا عن تناول النشويات في غذائهم تجلت لديهم مشكلة نشاط الذاكرة بوضوح إضافة إلى البطء الشديد في الاستجابة خلال اختبارات الذاكرة.
ويوضح الباحثون أن الدماغ يحتاج إلى الجلوكوز لتزويده بالطاقة والحميات الخالية من النشويات وهي تؤثر على القدرة على التعلم والذاكرة وحتى التفكير".
ويقوم الجسم بتحويل النشويات إلى جلوكوز بعد هضمها، والتي يستخدمه الدماغ لتغذية وظيفته، بينما تتحول البروتينات إلى جليكوجين، والذي لا تصل درجة فعاليته على الدماغ إلى تلك التي يقدمها الجلوكوز. لذا فإن تحديد أو تخفيض كمية النشويات المتناولة في الغذاء قد يقلل من مصادر الطاقة المطلوبة للدماغ.
قبل سنوات أجرت جامعة تافت ببوسطن - تجربة على 19 امراة تراوحت أعمارهن ما بين 22- 55 سنة ممن تمت متابعتهن عن قرب بعد البدء بحمية غذائية قليلة النشويات وهي تشبه حمية (أتكينز) المعروفة أو تلك التي تنصح بها (جمعية أطباء الحمية) الأمريكية، والحاوية على كميات كبيرة من الفواكه والخضار والقمح الكامل.
في الدراسة هذه وجد الباحثون (بعد أسبوع واحد فقط على البدء بحمية خالية من النشويات) أن هذا النوع من الحمية قد تسببت بتدهور واضح في اختبارات الذاكرة عن غيرهم من متبعي الحمية منخفضة السعرات الحرارية المحتوية على النشويات. ولم يتحسن مستوى الذاكرة إلا عندما أعيدت النشويات إلى نظامهم الغذائي. ورغم أن هذه الدراسة كانت تستهدف الحمية الغذائية إلا أنها لفتت الانتباه إلى تأثيرها على أشياء أخرى غير الوزن. تعزز هذه الدراسة الوعي للحقيقة بأن طعامنا يمكن أن تكون له تأثيراته المباشرة على وظيفة الدماغ أيضا.
موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net