الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 11:01

الساعات القادمة حرجة!/ بقلم: أ.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 03/02/14 19:14,  حُتلن: 07:46

أ.محمد خليل مصلح في مقاله:

ما يتطلب من القيادة الفلسطينية بكل مشاربها أن تعالج هذا الخلل لا استخدامه في اضعاف بعضنا البعض

ما تتعرض له القضية الفلسطينية من ضغوطات وتهديدات اسرائيلية او امريكية بالتصفية او بتضييع الفرصة لحل يسمى ممكن او عادل مع الاختلاف بين المفهومين ما هي إلا تصفية للقضية الفلسطينية

عباس يقترح نشر قوة تابعة لحلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكية في الدولة الفلسطينية المستقبلية وفي المعابر الحدودية وفي القدس وأن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح فقط قوة شرطية والقوة الدولية تتولى المهمات الامنية الاخرى فماذا بقي لنا من اساس لا نتفاوض عليه ؟ 

ما نمر به كشعب فلسطيني وفصائل ومقاومة في ظل التناقض الحاد يلقي بخطورته على القضية والمشروع والحق الوطني بكل ابعاده ؛ اذ يتأثر كل فرد منا اليوم بالساعات المعدودة والدقائق التي تمر؛ فهي تنقص من عمر القضية وتدفع بها الى الضياع ؛ مصلحة الشعب الفلسطيني والحق الشرعي والتاريخي ؛ يقتضي من الكل الفلسطيني يجد الفسحة للتوافق فيما بيننا؛ فثقافة الشطب او استراتيجية سحق الاخر من المعادلة او اخراجه من الساحة السياسية كما يحلم البعض ؛ لن توصلنا الى أي هدف. 

ما تتعرض له القضية الفلسطينية من ضغوطات وتهديدات اسرائيلية او امريكية بالتصفية او بتضييع الفرصة لحل يسمى ممكن او عادل مع الاختلاف بين المفهومين ما هي إلا تصفية للقضية الفلسطينية تستغل بها الادارة الامريكية والإسرائيلية البيئة المحيطة والداخلية الفلسطينية ؛ ما يتطلب من القيادة الفلسطينية بكل مشاربها أن تعالج هذا الخلل لا استخدامه في اضعاف بعضنا البعض ؛ اذ لم يكن بمقدورنا اصلاح البيئة الاستراتيجية المحيطة بنا فلا اقل من ان نعالج بيئتنا الداخلية وهي تتطلب استراتيجية واضحة ترتكز على ما يمكن التفاوض عليه وما لا يمكن التفاوض عليه ؛هذا الاساس الاول او القاعدة الاولى في التفاوض ؛ درس يجب ان نتعلمه من العدو ؛ ثانيا الشراكة الوطنية السلاح الثاني في معركتنا السياسية سواء في ظل المقاومة او المعركة السياسية لا بد منها اليوم ؛ وهي يجب ان تبنى على قاعدة الثقة المتبادلة المصلحة الوطنية الصرفة ؛ وثالثا ان ما بيننا وبين العدو ليس نزاعا قابل للحل الجذري في ظل موازين القوى المختلة بيننا والمنحازة لمصلحة العدو ؛ وان ما بيننا خلاف قابل للحل والتوافق وتجاوزه لمصلحة القضية ومثال على ذلك أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لم يكونا في يوم من الايام صديقين بل كانا عدوين وما زالا لكنها توحدا على قاعدة الحرب ضد عدو واحد المانيا في الحرب العالمية الثانية ؛ ورابعا ان المقاومة ورقة لا تخضع للمساومة او التخلي عنها قبل تحقيق الهدف ، ولا يحق لأحد ان يوصفها بغير الحق المشروع وان التكتيك لا يعني وصفها بالإرهاب وكلمات اخرى لا تليق بالشعب الفلسطيني ولا دمائه التي سالت على اساسها ؛ وان التجادل حولها لا يعني اسقاطها لكن ممكن نمارسها بمفهومها الواسع وفي اطار كلي يستوعب كل العوامل السياسية والبيئية والجيبوليتيكية والظروف السياسية المساعدة والمعاكسة لها بحيث ألا تصبح كعب اخيل لمشروعية القضية والحق الفلسطيني ؛ وخامسا يجب ان نميز بين التكتيكات والاستراتيجيات ؛ للحفاظ على البوصلة التي توجهنا للهدف دون انحراف في معارك جانبية وخطابات جوفاء واتهامات او توصيفات بلهاء الكل يجب ان يعرف من هو العدو ؟

فقدان القيم
سلوك خطير جدا ومنافٍ لكل منظومة القيم الوطنية ؛ خاصة بعد ان نعرف ما يمكن وما لا يمكن التفاوض عليه ؛ درس عميق متغلغل في النفس اليهودية ؛ قيمتها ان يصرح بها زعيم يهودي ويوجها الى رئيس ائتلافه الحكومي المشارك فيه ؛ بمجرد ان يطرح فكرة بقاء مستوطنين يهود تحت السيدة الفلسطينية وان كان من باب التكتيك والمناورة السياسية التي بناها على اساس الرفض الفلسطيني لتلك الفكرة في لعبة تمارسها اسرائيل اليوم بتحميل مسؤولية فشل المفاوضات الى السيد عباس في قضايا لا يجوز تحت الاكراه النطق بها لأنها مسائل اخلاقية عميقة هل من المقبول على العقل والنفس ان نسمح تحت الحاجة الى ممارسة الجنس الجماعي تحت كل الظروف والعوامل لا يمكن وهكذا المسألة بالنسبة لنا لا القدس ولا حق العودة ولا السيادة يجب ان تخضع لمثل ما يمارسها بعض الساسة الفلسطينيين تحت ذرائع غير مشروعة تحت أي ظرف من الظروف ؛ رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو " رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعلم علم اليقين أنه لن يكون هناك اتفاق بدون الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل " الاعتراف بيهودية الدولة اصبح لب الصراع وجوهرة بالنسبة لليمين الصهيوني واليسار ؛ عمير بيرتس من حزب الحركة ان ساعة الحسم في المفاوضات مع الفلسطينيين تقترب يوما بعد يوم ولا يجوز لإسرائيل ان تفوتها .. وان اهم شيء هو ضمان مستقبل اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ، والإجماع على العاصمة القدس ايضا يمثل قاعدة وأساس بالنسبة لإسرائيل ترفض التفاوض عليها ؛ في الوقت الذي نحن فيه نبدي قبولنا التفاوض عليه ؛ اشكالياتنا الاستراتيجية أن كل شيء بالنسبة لنا ممكن التفاوض عليه !! ؛ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يقترح نشر قوة تابعة لحلف شمال الأطلسي بقيادة أمريكية في الدولة الفلسطينية المستقبلية وفي المعابر الحدودية وفي القدس ؛ وان الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح فقط قوة شرطية والقوة الدولية تتولى المهمات الامنية الاخرى فماذا بقي لنا من اساس لا نتفاوض عليه ؟ .

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة