ما نعيشه اليوم من تطور حضاري يلزمنا ويجبرنا على مواكبة عصرنا فأعظم طفرة في عالم اليوم هو تلك الشبكة العنكبوتية التي دقت نواقيسها عالمنا وأجبرتنا على التفاعل معها
ضمن الفعاليات اللامنهجية المتعددة التي تقوم بها مدرسة الحكيم الإبتدائية في كفرقرع، بادرت إدارة المدرسة وأسرتها بأمسية تثقيفية في مركز الحوارنة الثقافي حول موضوع الإنترنت الآمن والإساءات الجنسية، حيث كانت هذه الأمسية مسك الختام لأسبوع من الفعاليات المتعددة والمتنوعة التي مررتها أسرة الحكيم في صفوفها من أجل زيادة الوعي لدى طلابها وإستغلال الإنترنت على أحسن وجه، والحذر من خبايا وخبائث الإنترنت المتعددة ولا سيما التنكيل والإساءات الجنسية.
وقد شارك في الأمسية أهالي الطلاب في المدرسة وطاقم المعلمين والمربين وثروت مصالحة مدير مكتب الخدمات النفسية في المجلس المحلي وطاقم الأخصائيين النفسيين فيه، وعصام مصاروة مدير مكتب الخدمات الإجتماعية في المجلس، والأخصائية النفسية ناديا مصاروة وشخصيات معروفة من البلدة، وصلاح مصالحة متخصص بالأمن المعلوماتي، وأخصائية المدرسة سوسن مصالحة وكانت ضيفة الأمسية الكاتبة ميسون أسدي، وتولت عرافة الأمسية المعلمة فداء فنادقة.
الإنترنت الآمن إفتتحت المربية مهدية زحالقة مديرة المدرسة الأمسية بترحيبها بالحضور، وشددت على أهمية التواصل بين المدرسة والأهل مشيرة إلى الدور الكبير الذي يلعبه الأهل في العملية التربوية والتعليمية على حد سواء. وجاء في كلمتها: "نلتقي اليوم هنا وفي هذه الأمسية التي توجت أسبوعاً من العمل الدؤوب ضمن موضوعي الإنترنت الآمن والإعتداءات الجنسية التي حرصنا في السنوات الأخيرة التطرق لها وتداولها". وأردفت قائلة: "إن ما نعيشه اليوم من تطور حضاري يلزمنا ويجبرنا على مواكبة عصرنا، فأعظم طفرة في عالم اليوم هو تلك الشبكة العنكبوتية التي دقت نواقيسها عالمنا وأجبرتنا على التفاعل معها، فتوجب أن نعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً سواء كنا آباء أو مربين. فمن هنا جاء دوركم ودور المدرسة للعمل جاهدين من أجل أبنائنا، فالخوض في مثل هذه المواضيع هي من أصعب الأمور التي تواجهنا ولكن لا بد من توعية أطفالنا ضمن فعاليات متنوعة تحميهم وتبعدهم عن بعض هذه الشرور".
تثقيف الأبناء كما وأثنت على المجهود الجبار والعمل المتفاني الذي تؤديه أسرة الحكيم بجميع طواقمها من أجل أبناء هذا البلد الطيب أهله. كما وقدمت الأخصائية النفسية ناديا مصاروة محاضرة حول الإساءات الجنسية، مبينة أهمية تثقيف الأبناء والتربية الجنسية والإرشاد الصحيح لهم من شأنه أن يصل بهم إلى بر الأمان وإنقاذهم من مثل هذه الإساءات وعواقبها النفسية والجسدية الوخيمة. وقامت الأديبة ميسون أسدي بقراءة قصتها "أرنوبي يبوح بسره" والتي جاءت على لسان الحيوان، حيث يتعرض أرنوب لإعتداءات جنسية متكررة من قبل قريبه، والتي لم يبح بها أرنوب لوالديه، مبينة من خلالها دور المدرسة في كشف مثل هذه الإساءات والإعتداءات، والضائقة النفسية والجسدية التي إنتابته جراءها.
الشبكة العنكبوتية أما الأخصائية النفسية سوسن مصالحة فقد حاورت الأديبة الأسدي حول القصة ومدلولاتها السلوكية وأثرها النفسي عند كل طفل يمر بمثل هذه الضائقة وإنعكاسها على تصرفاتهم، وكيفية التعرف على ما يمرون به من خلال سلوكهم، وكيفية التعامل معهم من أجل إنقاذهم. وقدم صلاح مصالحة محاضرة للأهل والمربين بين من خلالها أهمية التواصل مع أبنائهم من خلال الشبكة العنكبوتية، والأدوات الحيوية لمنع إستغلال أبنائهم من خلالها. أما عصام مصاروة فقد تحدث حول تعامل مكتب الخدمات الإجتماعية في المجلس المحلي مع هذه الآفة المقلقة جداً والتي باتت تهدد كل بيت في البلدة بشكل خاص والوسط العربي بشكل عام. وشكر إدارة المدرسة وأثنى على هذه الخطوة الجريئة وغير المسبوقة.