ميساء خميس عموري:
المرأة لا تريد جسداً فقط بل تريد روحاً أيضا
ايلي مامان:
انا أعرف نفسي كإنسان دون دين او قومية وأرى أن المرأة أقوى من الرجل بكثير
بمناسبة يوم المرأة العالمي تعرض على خشبة مسرح الكرمة يوم الجمعة الموندراما المسرحية "رقصة القمر" التي تتناول موضوعا اشكاليا هو الخيانة الزوجية من خلال تتبع كيفية مواجهة المرأة له ولما يترتب عنه من تداعيات. المسرحية من بطولة الفنانة ميساء خميس عموري والتي تقول حول موندراما "رقصة القمر" التي حازت على جائزة الصحافة في مهرجان "مسرحيد" والتي عرضت في عدة مدن وقرى عربية ولاقت استحسان الجمهور:-"الشخصية في المسرحية تشبهني ليس بالموضوع انما من حيث سمات الشخصية فأنا أجسد قصة حياة امرأة تشاركنا آلامها في تقبل حقيقة قاسية اكتشفتها مؤخراً، حقيقة خداع زوجها لها ومشاركته السرير الزوجي مع السكرتيرة... كيف تخطو هذه المرأة درب الآلام؟ هل تتوقف الحياة عندها، أم تلملم آلامها وتستمر؟ بالفعل لقد قامت احدى السيدات بضمي بعد المسرحية وقالت لي لا تقلقي انا مررت بنفس التجربة، هنالك نساء عديدات اعتقدن أنني اجسد شخصي في تلك المسرحية".
"ميساء" تستطيع خلال المسرحية أن تنقلكم الى عوالم مختلفة تارة يضحك المشاهد لسخريتها في طرح المواقف في المسرحية وتارة تحزنك وانت تفكر بما يسمى الخيانة الزوجية والحياة الزوجية. هذه الانتقالات من حالة الى حالة وفق التفاعلات مع الظروف المختلفة هي نتاج عمل مضن ومكثف بين "ميساء" والمخرج "ايلي مامان" الذي يقول:-"انا أعرف نفسي كإنسان دون دين أو قومية وأرى أنه من واجبي في هذه الحياة أن أنتج وأقدم الأعمال الفنية، في هذا العمل مثل بقية أعمالنا اخترنا التعامل مع الموضوع بشكل مختلف فالمرأة اقوى من الرجل بكثير، في المواندراما عادة ما يكون هنالك توجه نحو الدراما البحتة لكننا اخترنا ان ندخل عوالم الشخصية المختلفة ومن خلال المواقف كانت ردود الفعل المختلفة في المشاهد وهذا امر تتميز فيه ميساء". المسرحية من تأليف: ميشيل برنيه ومري بسكال أستريت (عن قصة فلورنس سستك) ورغم ان القصة الأصلية تتحدث عن غريزة الرجل الا ان الموندراما العربية التي تم اعدادها خاضت في قضية المرأة حتى أن النهاية التي تم وضعها هنا تحمل رسالة هامة في اعقاب عودة الرجل الى زوجته فيقول "مامان" و "ميساء" :-"في المسرحية تفرح المرأة لأن زوجها رجع الى البيت، ولكن في نهاية المسرحية تكتشف انه رجع بجسده وليس بروحه، المرأة لا تريد جسداً فقط، بل تريد روحاً ايضًا، فاختارت أن تكون مع الحياة، فتحررت" أي أنها أخذت طفلها وتركت معه منزلهما. مسرحية "رقصة القمر" تعتمد على سيكولوجية المرأة والقوى الكامنة في داخلها فكما تقول ميساء والمخرج "مامان":-"المرأة تتميز بقوة داخلية فحتى لو نظرنا الى نساء بعد الطلاق مقارنة مع رجال نجد ان العديد منهن يعشن دون زوج او رجل لفترات طويلة على عكس الرجال فهم لا يستطعون العيش بمفردهم، للمرأة قوة كامنة بداخلها وهذا ما استطاعت ميساء نقله للجمهور".
ميساء تقول حول "رقصة القمر" وما أثارته من ردود فعل كون تم اعتبار العمل الفني كعمل تحرري من الدرجة الأولى:-من خلال مسرحيتي التي تدور حول الخيانة الزوجية، بالرغم من أن الزوج مخطئ وهو من يخون، ولكن المجتمع يخنق المرأة، فدائماً يشعرها بعقدة هذا الذنب، فتشعر أنها المذنبة، وأنا أريد أن تكون كل امرأة راضية عن نفسها، أطمح أن تكون المرأة ذاتها وأن تكون كما تشتهي أن تكون هي، وهذه هي رسالتنا في هذا العمل".