يستفيق الربيع من غفوته على صراخ المطر
ويتسلل زهر الأقحوان خجولا من ثنايا الأرض العطشى بِشُكر وامتنان
يعلن بان التراب أنهى حداده بوصول الربيع
لتلبس الجبال حلتها المزركشة بالخضر
تغني الطيور وترقص الفراشات فرحا بالعروس وطيب العطر
وتتخلص الجذور من قيد السجان وتينع الأشجار بالثمر
والعاشق يتأمل كل هذا حاملا أماني بان تجتاح القلب عواصف
وبرق ورعد وريح كي يندى ويستقر
وتزهر عروقه الجافة المحروقة بجراح الزمن المغبر
وأحلام بان لا تعانده الأيام وتغلبه رغبات وليدة ضعف الشعور
رجاء أفرجي عن قلبي من بيت الأشباح المحظور
واتركيه يخرج من تحت رُكام الأماني المخادعة ويرى النور
أرهقني متابعه الأبراج واستنشاق روائح البخور
لا احتاج من جديد لقارئة فنجان ونذور
سأكون كالزهر عندما يهزم الصخور
ويخرج من بين تشققاتها أبيا دون بذور
فمطر حبك سيدتي اسودا قاتل مسعور
لا يخمد الحرائق المشتعلة في أحراش الروح
ولا يقوى أمام الحزن المتغلغل في الأحشاء
كلما تأملت ولعي بك كلما فَطِنتُ لأنثى أصابها الغرور
فانا من توجك أميرة وسيدة الحور
وأنا اليوم ألفظك خارج قلاعي وأحطم الجسور
وليسقط قلبي من عليائه على يد النسور
فما بحثتُ سيدتي في حبك عن علياء وقصور
ولا هوامش لغزل أملء به السطور
بل عن مرهما اشفي به الجسد المكسور
فلم اجني غير الجفا والدثور
فليتم من بعدك معذبتي لا يُشقي كالحضور
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net