الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 03:02

في الذكرى الـ 38 ليوم الأرض: هل ما زالت التحديات مستمرة؟/ بقلم: مجدي طه

كل العرب
نُشر: 28/03/14 11:55,  حُتلن: 08:21

مجدي طه في مقاله:

أحداث يوم الأرض ليست مهمة لذاتها بقدر الانعكاسات والإسقاطات التي حملتها الأحداث وأشارت إلى حدوث تغييرات بارزة على ساحة الفلسطينيين السياسية والاجتماعية والثقافية وعلى مستوى الهوية والذاكرة الجمعية

لا تعود أحداث يوم الأرض إلى سياسة هامشية أو محاولات عابرة من قبل المؤسسة الإسرائيلية إنما تعبر عن الأيديولوجية الصهيونية في التعامل مع الوجود الفلسطيني

التحديات ما زالت مستمرة والمشاريع التهويدية والاستيطانية ما زالت تنتظر التنفيذ من قبل المؤسسات المعنية ففي الجليل على سبيل المثال يطرح في الآونة الأخيرة استئناف مشروع المناطر "متسبيم"

في المثلث ظواهر التهويد ما زالت بارزة ولا أدل على ذلك من مخطط "النجوم السبع" الذي أعلن عنه وزير البناء والإسكان الإسرائيلي في حينه "شارون" عام 1991 ويهدف لإقامة أربع تجمعات مدينية استيطانية على أراضي الروحة واللجون 

تعيش الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني الذكرى السنوية الـ 38 ليوم الأرض، والتي تفجرت أحداثها على خلفية الإعلان عن مصادرة 21 ألف دونم من أراضي منطقة "المل" الواقعة بين القرى: عرابة البطوف وديرحنا وسخنين وعرب السواعد، وهي جزء من المنطقة المعروفة عسكريا بالمنطقة العسكرية رقم "9" وتعود أهميتها العسكرية والأمنية للاحتلال البريطاني الذي اخضع هذه المنطقة للتدريبات والترتيبات الأمنية والعسكرية.

أحداث يوم الأرض ليست مهمة لذاتها بقدر الانعكاسات والإسقاطات التي حملتها الأحداث وأشارت إلى حدوث تغييرات بارزة على ساحة الفلسطينيين السياسية والاجتماعية والثقافية وعلى مستوى الهوية والذاكرة الجمعية، فأحداث يوم الأرض كانت كفيلة بتعزيز مجموعة من التغييرات والعوامل وعلى رأسها رفع الوعي الجماعي والسياسي للفلسطينيين الذين وقعوا تحت حكم عسكري غاشم سنوات طويلة جدا، إضافة إلى حالة التحدي التي أظهرها الفلسطينيون في مقارعة القانون والدولة بعد كسر حاجز الخوف والرعب والذعر الذي مارسته السلطات الإسرائيلية الرسمية على الفلسطينيين، أحداث يوم الأرض عكست في طياتها الغيرة على الأمن الوجودي للفلسطينيين عبر النضال والمقاومة للحفاظ على المكان والهوية، وتؤكد على العلاقة العضوية بين الشعب والأرض.

لا تعود أحداث يوم الأرض إلى سياسة هامشية أو محاولات عابرة من قبل المؤسسة الإسرائيلية إنما تعبر عن الأيديولوجية الصهيونية في التعامل مع الوجود الفلسطيني، فحقيقة السياسات الإسرائيلية تتوافق مع الخطاب الصهيوني العام والذي يقوم على ثلاثة مبادئ ومنطلقات مركزية تهدف إلى تهويد المكان والحيز وهي: سياسة التوسع واستحواذ وسلب الأراضي العربية على قاعدة ارض أكثر وعرب أقل أي نشر أقل عدد ممكن من المستوطنين اليهود على أكثر بقعة ومساحة من الأرض وبالمقابل حصر أكبر مجموعة ممكنة من الفلسطينيين على أقل مساحة من الأرض في خطوة لتهويد الحيز والسيطرة على المكان واستئصال السكان الأصليين في خطوة استباقية لتنفيذ الترانسفير وتهجيرهم.

الركيزة الثانية والتي يدور في فلكه أحداث يوم الأرض هو قلب التوازن الديموغرافي في منطقة الجليل التي استهدفها وما يزال المشروع الصهيوني والمتمثلة بالمشاريع الاستيطانية التي تطلق بين الحين والآخر لتغيير الطبيعة الجغرافية والطوبوغرافية للجليل وهو يحوي غالبية السكان الفلسطينيين أي قرابة أكثر من 600 ألف فلسطيني ويشكل الفلسطينيون في الجليل أكثر من نصف السكان أي قرابة 51%. 

الركيزة الثالثة التي تقوم عليها الأيديولوجية الصهيونية هي قطع أواصر التواصل الجغرافي والبيئي بين البلدات العربية الفلسطينية وحشو المناطق الجغرافية العربية بالمستوطنات اليهودية منعا لتطورها واتساع مجالها وطمعا في حصرها فيما يصطلح على تسميته "الجيتو".

هل ما زالت تحديات "يوم الأرض" مستمرة؟!
هذه التحديات ما زالت مستمرة والمشاريع التهويدية والاستيطانية ما زالت تنتظر التنفيذ من قبل المؤسسات المعنية، ففي الجليل على سبيل المثال يطرح في الآونة الأخيرة استئناف مشروع المناطر "متسبيم" بعد أن أعلن عن فشل هذا المشروع في قلب النظام الديموغرافي في الجليل، وقد أطلق هذا المشروع في منتصف سنوات السبعين ويهدف المخطط إلى تغيير الطبيعة السكانية في الجليل وخنق البلدات العربية، وكشف مؤخرا في الإعلام الإسرائيلي عن مخطط جديد في ملحق صحيفة "هآرتس، 1.12.13" ويهدف إلى جلب 200 الف مستوطن يهودي إلى الجليل للاستيلاء على مساحات جغرافية واسعة ولتفكيك التواصل بين البلدات والقرى العربية ومنع تطورها مستقبلا، ومثال آخر هو ما يواجه "رمية" التي تتعرض لمضايقات من بلدية "كرميئيل" لحمل أهلها على مغادرتها والرحيل.

في المثلث ظواهر التهويد ما زالت بارزة ولا أدل على ذلك من مخطط "النجوم السبع" الذي أعلن عنه وزير البناء والإسكان الإسرائيلي في حينه "شارون" عام 1991 ويهدف لإقامة أربع تجمعات مدينية استيطانية على أراضي الروحة واللجون ومنها توسيع نفوذ مستوطنة "مي عامي" وإقامة مستوطنات "كتسير" و "حريش" وغيرها، واعتبر "عابر إسرائيل" شارع "6" العمود الفقري التي يقوم عليه هذا المشروع فقد ساهم شارع "6" في مصادرة آلاف الدونمات ومحاصرة القرى والبلدات العربية ومنع تطورها، وهناك هدف آخر من هذا المخطط وهو محو ما يعرف بالخط الأخضر تمهيدا لضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية.
وفي النقب الشواهد كثيرة وهو ما تتعرض له القرى غير المعترف بها من تضييق وحصار وتهميش لدفع أهلها لتركها، ومخطط "برافر- بيغن" الذي تحول إلى قانون "تنظيم استيطان البدو في النقب" هو أكبر مثال يوضح السياسات الاستيطانية والتهويدية التي يتعرض لها الفلسطينيين، بحيث يعتبر قانون "برافر- بيغن" الفلسطينيين مستوطنين وغزاة.

* مجدي طه- باحث في مركز الدراسات المعاصرة أم الفحم

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة