يرى بن يشاي أن اول هذه الاسباب يعود لغضبب الفلسطينيين المبرر من خرق اسرائيل لتعهداتها بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى بالإضافة الى اعلان اسرائيل في ذات الوقت عن تجديد عطاءات سابقة لبناء اكثر من 700 وحدة
بن يشاي:
طالما لم توضح الولايات المتحدة واسرائيل للفلسطينيين ان القوة الكاذبة التي أظهروها وهمية، ولاتستند الى اي اساس حقيقي فإنه من غير الممكن الحديث عن تجديد المفاوضات بين الطرفين
كتب رون بن يشاي المحرر السياسي والعسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" على موقعها الالكتروني مقال استعرض فيه ثلاثة أسباب يرى فيها انه تقف وراء إتخاذ الفلسطينيين المواقف التي وصفها بـ "المتطرفة" في اعقاب الازمة التي نشبت في المفاوضات.
من اليمين:عباس ونتنياهو
ويرى بن يشاي أن اول هذه الاسباب يعود لغضبب الفلسطينيين المبرر من خرق اسرائيل لتعهداتها بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى، بالإضافة الى اعلان اسرائيل في ذات الوقت عن تجديد عطاءات سابقة لبناء اكثر من 700 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جبل ابو غنيم في القدس.
ويشير الكاتب الاسرئيلي الى انه على الرغم من عدم تعهد اسرائيل العلني بإطلاق سراح اسرى فلسطينيين من داخل الخط الاخضر (يحملون الهوية الاسرائيلية)، الا انها تعهدت فعلا بالافراج عن قدامي الاسرى من الفلسطينيين على 4 دفعات، مقابل تجدد المفاوضات مع الفلسطيين في شهر تموز من العام الماضي.
وحسب يشاي فإن السبب الثاني لـ "التطرف" الفلسطيني هو الوضع السياسي الفلسطيني (الفلسطيني- الفلسطيني)، حيث يرى ان شعبية ابو مازن اخذت مؤخراً بالتراجع ليس فقط امام حركة حماس بل امام محمد دحلان ومؤيديه الذي يحاولون قلقلة حكم ابو مازن، الذي قدّر ان "الازمة مع اسرائيل هي وحدها التي يمكن ان تعيد له جزءاً من هيبته التي فقدها، لدرجة ان حماس امتدحت الخطوة التي اقدم عليها" حسب الكاتب.
اما السبب الثالث الذي يراه بين يشاي لـ "تطرف" مواقف الفلسطينيين الاخيرة فهو الشعور المبالغ فيه بالقوة من قبل الجانب الفلسطيني، او بالاحرى "القوة الكاذبة" حسبما وصفها الكاتب، حيث رأت السلطة الفلسطينية الضغط الذي وقع على رأس نتنياهو والاميركيين نتيجة الاعلان عن قرار ابو مازن بالانضمام الى 15 من المعاهدات والقوانين الدولية، فاستخلص الفلسطينيون العبرة من ذلك "وتقدموا بعد مرور اقل من 24 ساعة على الازمة بمطالب اكثر تطرفاً".
واضاف بن يشاي ان ما اسماه "القوة الكاذبة" لدى الفلسطينيين نبعت من المخاوف الاميركية والاسرائيلية من توجه الفلسطينيين للمنظمات الدولية، والتي من شأنها ان تؤدي لإعتراف احادي الجانب بفلسطين دولة على حدود العام 67، حيث اقنع الفلسطينيون انفسهم انهم بذلك وجدوا الرافعة التي ستجبر اسرائيل وتقنع المجتمع الدولي للخضوع، مثلما حدث مع سلطة البيض في جنوب افريقيا.
وكتب بن يشاي في ختام مقاله "طالما لم توضح الولايات المتحدة واسرائيل للفلسطينيين ان القوة الكاذبة التي أظهروها وهمية، ولاتستند الى اي اساس حقيقي، فإنه من غير الممكن الحديث عن تجديد المفاوضات بين الطرفين. وحتى وان حدث ذلك فإنه لن يؤدي الى اي نتيجة".