نانسي مزاوي شحوك:
الأخلاق هي عُنصر أساسي في استمرار التواصل والإنسجام، إلاّ أن الإنسان، ومُنذ زمن، قرّر أن يُدنّي من مُستوى هذا المُصطلح ليجعله يتفرّع لعشرات الصفات السّلبية التي تعود على النّاس بالإذى والتّفكّك
النّميمة هي صفة سلبية جداً وغير لائقة خاصّةً باللذين يدعون الثقافة والعلم ويتظاهرون بالتحبّب والمودة تجاه الآخرين إلا أنهم لا يملكوا سوى النميمة لإثارة البُغض والكراهية والعداوة بين الناس قصداً أو دون قصد
نقل الحديث والتدّاول به بالنسبة لهم هواية والنتيجة الأخيرة تكون إما إيقاع الخلافات والفتنة بين الأشخاص أو زراعة الحقد مما يجعل الإخوة وأعز الأصدقاء يفترقون عن بعضهم ويختلفون وأنا أنعت هذا النوع من الأشخاص بالعليل لانه يستغل أبشع الطرق للحُصول على مودّة الآخر أو لتدمير العلاقات دون وعي منه مُنذ البداية بالعواقب المُنتَظَرة
الحَسد لا يقل سلبية عن النميمة وللأسف هي ظاهرة شائعة تفوق مطلب الناس للطعام والشّراب
الإنسان اليوم لم يعُد مُقتنعاً ومُكتفياً بما يملكه عينه لم تَعُد تتسع لما أنعمه الله عليه من خيرات حتى ولو كانت وافرة فيتجه لأسلوب الحَسد من الآخَرإن كان أقرب الناس إليه أو حتى أبعدها ويشتهي ويغار من نعمته ويتمناها لنفسِه أو يتمنى زوالها كي يُرضي ويُشبِع أنانيّته كي لا يختلف الآخر عنه
ظاهرتان شائعتان مُتميّزتان بالسّلبية والدّونيّة من قِبَل مُتَقمّص تلك الصفات البشِعة، التي لا تؤدّي في النّهاية سوى لنتيجة سيئة تعود على الفاعل أو على الشّخص المُقابِل بالسّوء والأذية.نميمة الشخص التي تفصل بين الناس وتهدم العلاقات أحياناً لا تقلّ سلبيّة عن الحسد والتّمنّي بزوال النّعمة عن الآخر كي يكسبها هو أو كي يُرضي ويُشبع حسدَهُ في عدم امتلاكه الشئ المحسود عليه.
مُصطلح "أخلاق"، بالأضافة لتعريفه كما في المعاجِم، إنوجَد في قاموس حياة البشَر كي يتعايشوا مع بعضهم بدائرة علاقات واسعة إيجابية تمنحهم فُرصة التّحابُب والتقارُب كي تستمر الحياة في كل مجالاتها ومشاريعها...
فالأخلاق هي عُنصر أساسي في استمرار التواصل والإنسجام، إلاّ أن الإنسان، ومُنذ زمن، قرّر أن يُدنّي من مُستوى هذا المُصطلح ليجعله يتفرّع لعشرات الصفات السّلبية التي تعود على النّاس بالإذى والتّفكّك.
النّميمة هي صفة سلبية جداً، وغير لائقة خاصّةً باللذين يدعون الثقافة والعلم ويتظاهرون بالتحبّب والمودة تجاه الآخرين، إلا أنهم لا يملكوا سوى النميمة لإثارة البُغض والكراهية والعداوة بين الناس قصداً أو دون قصد...فنقل الحديث والتدّاول به بالنسبة لهم هواية، والنتيجة الأخيرة تكون إما إيقاع الخلافات والفتنة بين الأشخاص، أو زراعة الحقد مما يجعل الإخوة وأعز الأصدقاء يفترقون عن بعضهم ويختلفون....وأنا أنعت هذا النوع من الأشخاص بالعليل، لانه يستغل أبشع الطرق للحُصول على مودّة الآخر أو لتدمير العلاقات دون وعي منه مُنذ البداية بالعواقب المُنتَظَرة.
والحَسد لا يقل سلبية عن النميمة، وللأسف هي ظاهرة شائعة تفوق مطلب الناس للطعام والشّراب...فالإنسان اليوم لم يعُد مُقتنعاً ومُكتفياً بما يملكه، عينه لم تَعُد تتسع لما أنعمه الله عليه من خيرات حتى ولو كانت وافرة....فيتجه لأسلوب الحَسد من الآخَرإن كان أقرب الناس إليه أو حتى أبعدها، ويشتهي ويغار من نعمته ويتمناها لنفسِه أو يتمنى زوالها كي يُرضي ويُشبِع أنانيّته كي لا يختلف الآخر عنه، وهذا برأيي لا يقل علّة عن مرض النّميمة، حيث أنّ كلا الصّفتين تُؤدّيان في نهاية المطاف لنتائج وخيمة غير مُحبّبة بين النّاس، وبدلاً من أن تجعل الأمان والطمأنينة هما شِعار العلاقات بينهم، ارتدت لباس الحَذر وثوب الإنتباه، ولَغَت موضوع الثقة من سلّم الأولويّات، وباتت عيونهم مُحدّقة حتى في الظلام كي لا يقعوا بفخ اصطياد نميمة تدمير العلاقات وَحَسَد كارهي النِّعَم وُمُطالبي زوالها.
بتنا اليوم مثلاً، نتحايد الجُلوس برفقة جماعة مُقتبسة خاصّة، لأن النتيجة على الأغلب معروفة وواضحة، وهي: إعطاء معلومة كاذبة، والتي لا بُد منها عن فُلان، تصديق تلك المعلومة، تأثيرها على الفرد المَنقول له والفرد المَقصود بِتَوتُّر العلاقات بينهم، بفقدان الثقة بالآخر إن كان عن حق أو بدونِه....حتى لو كان الآخر هو أخ أو صديق حميم....وهذا ما نلمسه بوضوح في المُسلسلات عبر الشاشة، والتي تُعالج على الأغلب تلك المواضيع الشّائكة المُتفشّية في أغلب المُجتمعات، خاصة إن كان الآخر وافر النّعمة، لا بُد لعين الحَسَد أن ترمقه بشراسة وعنف كي يخسر كل ما يملك، حتى وإن كان أيضاً فقيراً لا يملك سوى معطفاً يلحف جسدَهُ من البرد، فهو الآخر لن يسلم من الحسد والإنتقاد.
صفات أخلاقية مُتدنِية، لا بُد لها أن تعلو ولو مرتبة بسيطة في مرحلةٍ ما، لأن كل العوامِل الأخلاقية مهمة وأساسية لاستمرار الثقة بين الناس، حيث أنهم بحاجة لها في أعمالهم وعلاقاتهم واجتماعياتهم، كي يتم المُحافظة على مُجتمعٍ لائق ومُحترم...لكن، مع النميمة والحسد...إلى أي وُجهة الناس تسير؟ إلى أي نوع من العلاقات بتنا نبحث؟ وكيف لنا التّخلّص من عُقدة السّلب وثرثرة التّخَلُّف؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net