أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح:
اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل يهودية يعني إعلان الاستسلام النهائي للمشروع الصهيوني الكولونيالي
الحركة الوطنية الفلسطينية داخل الخط الأخضر تقوم بدور استراتيجي في النضال الأيدلوجي لتعرية الأيدلوجية الصهيونية وإزالة القناع عن دولة إسرائيل التي تسوق نفسها في العالم على أنها دولة ديمقراطية
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان جاء فيه ما يلي: "قال أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، أن الإعتراف بإسرائيل كدولة يهودية الذي تُقحمه قيادتها في المفاوضات وفي علاقتها مع المواطنين العرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، يعني إعلان الاستسلام الكامل والنهائي للمشروع الكولونيالي الصهيوني وإسدال الستار على حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة والعيش بمساواة في وطنه التاريخي. جاء ذلك في إطار ندوة نظمتها جبهة العمل الطلابية في الجامعة الأمريكية في جنين يوم الإثنين الماضي، أدارها الدكتور أيمن سيف، محاضر العلوم السياسية، وشارك أيضاً فيها النقابي جمال برهم بمداخلة قصيرة" كما جاء في البيان.
وتابع البيان "واستعرض عبد الفتاح تاريخ الفكرة، ابتداء من قيام الحركة الصهيونية وإعلان هدفها الصريح منذ نهاية القرن التاسع عشر بإقامة كيان يهودي صهيوني في أرض فلسطين، مرورًا بإعلان قيام الدولة العبرية عام 1948 كدولة يهودية، ووصولاً إلى سيل القوانين العنصرية التي تؤكد على تفضيل اليهود على العرب داخل فلسطين وتكريس اقتلاع وطرد نصف الشعب الفلسطيني ، وطرح المبادرات العنصرية بنقل جزء من المواطنين العرب إلى مناطق الضفة الغربية.
وشرح عبد الفتاح معاني فرض الاعتراف بالدولة اليهودية قائلاً: أولاً إن هذا يعني إسباغ الشرعية على حركة استعمارية استيطانية وقبول الرواية الصهيونية والاعتراف بشرعية المذابح التي ارتكبتها هذه الحركة بحق شعبنا وتدمير وطن وشعب بأكمله. ثانيًا، هذا يعني أن كل النضالات الفلسطينية والتضحيات الهائلة كانت خطأً وبغير حق، بل عدوانًا على الحركة الصهيونية. ثالثًا: نفي حق ملايين اللاجئين الذين شردتهم الحركة الصهيونية بأساليب وحشية بالعودة إلى الوطن، لأنهم ليسوا يهودًا. رابعًا: تكريس الغبن والظلم اللاحقين بحق المواطنين العرب الفلسطينيين في إسرائيل، وإبقائهم في مكانة دون اليهود، ما معناه إضفاء شرعية على كل أعمال السطو والنهب على أملاكهم وتسويغ مواصلة سلب أراضيهم ومنع قراهم من التوسع والتطور، وعلى قمع هويتهم الوطنية"كما جاء في البيان.
وأضاف البيان "أما ما العمل إزاء ذلك؟ وهو سؤال طرح في الندوة، فقال: بالنسبة للفلسطينيين في إسرائيل فبالإضافة إلى تمسكنا بوطننا والعمل من أجل تطوير حياتنا المادية والثقافية والتعليمية كجزء من مسيرة البقاء في الوطن، نحن نواصل رفضنا الاعتراف بيهودية الدولة بشكل مطلق. وكان أول من أطلق هذا التحدي ليهودية الدولة العبرية هو حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي ضمن هذا الرفض في برنامجه السياسي، بل هو أول حزب يتحدى إسرائيل في موضوع الديمقراطية من خلال معادلة دولة المواطنين والمحافظة على الهوية القومية للفلسطينيين.وهو الأمر الذي أخضعه لمحاولات متكررة لشطبه ومنعه من خوض انتخابات الكنيست. وقال أن الحركة الوطنية الفلسطينية داخل الخط الأخضر، تقوم بدور استراتيجي في النضال الأيدلوجي لتعرية الأيدلوجية الصهيونية، وإزالة القناع عن دولة إسرائيل التي تسوق نفسها في العالم على أنها دولة ديمقراطية. وهناك أطر فلسطينية وصديقة في العالم، كحركة مقاطعة، تخوض نضالاً سياسياً وثقافياً هاماً على هذا الصعيد، وهي تستعين بواقع عرب الداخل داخل الدولة اليهودية، كدليل على عنصريتها، وكتأكيد على الحاجة لتفكيك المنظومة الكولونيالية والعنصرية الذي تقوم عليه إسرائيل" كما جاء في البيان.
كشف الوجه الحقيقي
وأردف البيان "وقال إن هزيمة الصهيونية، تتطلب كشف الوجه الحقيقي عن إسرائيل، باعتبارها نظام استعماري ونظام أبارتهايد (فصل عنصري) ليس فقط في الضفة والقطاع بل داخل حدودها المعترف بها دولياً. وأوضح أن هناك نموذج شبيه هو جنوب أفريقيا، التي سقط نظامها العنصري، بفضل نضالات السود والقوى الصديقة، وحلّ محله نظام ديمقراطي يتعامل رسمياً مع كل من يسكن هناك كمواطنين متساوين. أما القيادة الفلسطينية فعليها أن تتمسك بهذا الموقف، لأن قبوله يعني تصفية القضية الفلسطينية. وعليها أن تصمد، وأن تنتقل إلى الخيارات الكفاحية، الميدانية والدبلوماسية، والفكرية، كإستراتيجية موحدة ينضوي تحتها جميع أطراف الحركة الوطنية وأبناء الشعب الفلسطيني.
وشدّد عبد الفتاح في نهاية محاضرته على أهمية إعادة توحيد تجمعات الشعب الفلسطيني تحت مظلة واحدة، وإستراتيجية نضالية موحدة وفعالة.. لخوض النضال ضد نظام كولونيالي عنصري مجرم. وقال لقد رفضت إسرائيل كل مبادرات السلام وأصرّت وتصرّ على السيطرة على الشعب الفلسطيني واستعباده وبالتالي لا خيار سوى النضال والمقاومة. وأضاف وهنا يأتي دور الأجيال الشابة الجديدة في تجديد المشروع الوطني الفلسطيني واستئناف النضال المشروع من أجل الحياة والحرية" بحسب ما جاء في البيان.