الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع:
لا ينبغي لمسلم أن يبحث عن عورات المسلمين المستورين ويكشفها ويفضحهم بها ويهتك أستارهم ويبين عوراتهم وينشرها بين الناس ، فإنه بذلك قد تعرض لسخط الله تعالى، ويوشك أن يعاقبه الله تعالى بمثل صنيعه في أخيه المسلم
فإن الجزاء من جنس العمل فمن تتبع عيوب الناس وأظهر سوءاتهم وكشف عيوبهم تتبع الله عورته وكشف سوأته وفضحه بين خلقه
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك "ستر الأعراض‘"، والتي تتعلق بالتحديد بمجريات الأحداث الأخيرة في القرية؛ هذا وأم في جموع المصلين الشيخ محمود جدي، إمام مسجد عمر بن الخطاب. حيث تمحورت الخطبة حول: إن الستر صفة عظيمة اتصف الله بها، وحثّ الخلق عليها، فبها تشرق شمس المعروف، ويسود الإخاء، وينتشر حسن الظن بالآخرين.
إن المسلم في الحياة معرّض للخطأ والزلل، فلو فُضح في كل خطيئة لاستمرأ الخطأ وزاد فجوره، وقل حياؤه، ولهذا كان من ستر الله للعبد أنه إذا فعل المعصية واسترجع، تاب الله عليه وستره في الدنيا، وذكّره بها يوم القيامة ثم يعفو عنه.". وأردف الشيخ قائلاً:" وإن الستر صفة لله تعالى قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ". ومعنى ذلك: كما قال العلامة السندي رحمه الله: (أَيْ اللَّه تَعَالَى تَارِكٌ لِلْقَبَائِحِ، سَاتِرٌ لِلْعُيُوبِ وَالْفَضَائِح، يُحِبّ الْحَيَاء وَالسَّتْر مِنْ الْعَبْد لِيَكُونَ مُتَخَلِّقًا بِأَخْلَاقِهِ تَعَالَى، فَهُوَ تَعْرِيض لِلْعِبَادِ وَحَثّ لَهُمْ عَلَى تَحَرِّي الْحَيَاء). فينبغي على عباد الله أن يتحلوا بهاتين الصفتين العظيمتين وهما: الحياء والستر . وإن إظهارَ عيوب الناس وفضحَهم لغير مصلحة شرعية ومحبة إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا هو من كبائر الذنوب العظيمة التي يعجل لصاحبها العقوبة في الدنيا قبل الآخرة إن لم يتب منها، قال تعالى:((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ))؛ قال ابن كثير رحمه الله: (وهذا تأديب لمن سمع شيئا من الكلام السيء فقام بذهنه شيء منه وتكلم به فلا يكثر منه ولا يشيعه ويذيعه)..". وتابع الشيخ حديثه بالقول: ولما جيء بماعز رضي الله عنه وكان قد زنى وجاء يريد إقامة الحد عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن جاء به:"لو سترته بثوبك".
فلا ينبغي لمسلم أن يبحث عن عورات المسلمين المستورين ويكشفها ويفضحهم بها ويهتك أستارهم ويبين عوراتهم وينشرها بين الناس ، فإنه بذلك قد تعرض لسخط الله تعالى، ويوشك أن يعاقبه الله تعالى بمثل صنيعه في أخيه المسلم، فإن الجزاء من جنس العمل فمن تتبع عيوب الناس وأظهر سوءاتهم وكشف عيوبهم تتبع الله عورته وكشف سوأته وفضحه بين خلقه. إن أعراض المسلمين مصانة وعوراتهم مستورة، فمن خالف ذلك وتتبع عوراتهم تتبع الله عورته حتى يفضحه في عقر داره، ومن تجسس على الناس كان من المفسدين الذين لم يباشر الإيمان قلوبهم، فعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم))..". وإختتم الشيخ خطبته بالقول:" يجب علي المجتمع من خلال قانون رادع بالتصدي لمروجي الفاحشة حتى لا ينتشر الفسق في المجتمع لأن شيوع هذه الأمراض وانتشار هذه الأوبئة في جسد الأمة وعدم إنكارها ومحاربتها نذير بانهيار المجتمع.. فهذه سنة الله في كونه. وتلك سنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلا. فالمؤمن يعظم شعائر الله والفاسق يستخف بحدود الله وشرعه وشرائعه. أن قيام بعض الأشخاص الذين يحترفون التجارة بأعراض الناس بالجهر بجرائمهم الأخلاقية من خلال تصوير من يقع فريسة لهم في أوضاع مخلة علي شرائط وتوزيعها على الناس او على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن تفسيره إلا في إطار أن أصحابه مصابون بأمراض نفسية أو أمراض عقلية أو لديهم عقد دفينة أو نزعات عدوانية مكبوتة".