الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 15:02

فرص السلام أو سلام الفرص!/ بقلم: أ. محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 07/05/14 11:12,  حُتلن: 07:17

أ. محمد خليل مصلح في مقاله:

تصوير أن وضع حماس مأزوم دون وضع السلطة في رام الله ؛ هو انحراف وتحريف للحقيقة والواقع

مفهوم السلام في الادب والفكر الصهيوني هو السيطرة على الآخرين " الأغيار " لفرض السلام من الغير لليهود وليس العكس

أبو مازن أدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن مسيرة المفاوضات والرهان على الراعي الامريكي والمشاريع أو الأطروحات التي تقدم من الاطراف الدولية وآخرها وثيقة كيري كلها سراب ووهم



حاجة السيد أبو مازن لحركة حماس ؛ هي أكثر من أي وقت مضى ؛ وإن ظن البعض أن موقف حماس اليوم ؛ بعد الاستيلاء على الحكم في مصر بالعنوة من أيدي الاخوان المسلمين والحصار يقف وراء ذلك ؛ اذ يظن البعض أن انكشاف ظهر حماس السياسي ، وتدهور علاقاتها في الساحة السورية مع النظام تبعه خسارة الحليف الايراني الداعم لحماس، وإعلان بعض دول الخليج خاصة السعودية عدائها للإسلام السياسي الذي تمثله جماعة الاخوان المسلمين وبالطبع يندرج الموقف على حماس ؛ كل تلك الاعتبارات تمثل عوامل ضغط على حماس للهرولة اتجاه أبو مازن ؛ لكن تلك قراءة فتقر الى الحيادية والواقعية ومعرفة بواطن الامور ؛ هذا التحليل يتجاهل ما دار ويدور من سنوات بين السلطة في رام الله والاحتلال من مفاوضات ؛ تصوير أن وضع حماس مأزوم دون وضع السلطة في رام الله ؛ هو انحراف وتحريف للحقيقة والواقع ؛ السيد أبو مازن أدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى أن مسيرة المفاوضات والرهان على الراعي الامريكي والمشاريع أو الأطروحات التي تقدم من الاطراف الدولية وآخرها وثيقة كيري كلها سراب ووهم وفي جوهرها تصفية للقضية الفلسطينية .

لم يبق الكثير من الوقت حتى نجد انفسنا بلا وطن تحت ستار الدخان من المفاوضات ؛ إدراك هذا الواقع من السيد أبو مازن وأن تأخر افضل آلاف المرات من عدم ادراكه ؛ لذلك من المستحيل عدم قبول تلك الخطوات التي تقدم بها أبو مازن ؛ إذ لا مجال للخداع والتضليل من قبله ؛ لم يعد في جعبتهم ما يضللون به حماس ولا الرأي العام الفلسطيني والعامل الآخر المهم ؛ إدراك جماعة عباس خطورة الاساليب الصهيونية التي تعمد اليوم اللعب بالأوراق الفلسطينية الداخلية والتي منها ورقة دحلان للضغط على أبي مازن للتنازل وورقة أخرى الشرعية المنقوصة التي تدعي عدم قدرة ابي مازن على تطبيق الاتفاقات لو عقدت معه ؛ فغزة خارج السيطرة ، و الأمر الاخر أن حصيلة المفاوضات يبدو انها اوجعت ضميره وقلبه ؛ فرئيس دولة الاحتلال شيمعون بيرس كشف خلال مقابلة خاصة مع القناة الثانية كان قد أجراها عشية ما تسميه " إسرائيل " "عيد الاستقلال " بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد منع قبل نحو ثلاث سنوات التوقيع على اتفاق كان بيرس قد توصل إليه بالتنسيق مع نتنياهو مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد مفاوضات سرية استغرقت نحو تسعة أشهر .. وأن الاتفاق الموقع بين الجانبين شمل على اعتراف الفلسطينيين " بيهودية الدولة " والاتفاق على المناطق وملف اللاجئين ، مشيراً إلى أن المفاوضات تم إجراؤها في لندن والأردن ، مدعياً أنها حققت تقدماً ملموساً " ، ومع ذلك رفض نتنياهو التوقيع على ذلك .

مفهوم السلام
من الاشكال الكبير ؛ ان معظمنا يتحدث عن السلام هذا المفهوم الفضفاض ؛ الذي تنقصه محددات كثيرة غيبها المفاوضين و/أو الذين اشرفوا على الصياغات تحت دوافع كثير خبيثة استغلت حاجة الفلسطينيين لهذا المفهوم للحصول على الشرعية الدولية والوقوف في الامم المتحدة بأي ثمن خاصة بعد تفكك منظمة التحرير الفلسطينية والخروج من بيروت وتشتيت قواها ؛ بشكل مقصود حتى تفقد قوتها او السيطرة عليها من قبل الراحل ابو عمار.

فمفهوم السلام في الادب والفكر الصهيوني هو السيطرة على الآخرين " الأغيار " لفرض السلام من الغير لليهود ، وليس العكس ؛ بن غوريون : “إن أرض إسرائيل سوف تفك رهن اليهود ، واليهود سوف يفكون رهن الأرض ، ومن ثم سيذهب اليهود ليفكوا رهن الأمم”.. انها السيطرة ؛ فالصهيونية لا تؤمن بمنح هبة السلام للغير بل ترى العكس ان الامم والأقوام الاخرى هي التي يجب ان تمنح السلام لليهود ؛ فالعنصرية الصهيونية لا يمكن أن تقبل بأن يتساوى اليهود مع غيرهم في الحقوق فكيف يقبل لها أسيادها أن تعامل العرب معاملة الشريك في السلام ؛ (حصار السلام), هم لا يرون بالسلام إلا مناورة مضللة للقضاء على الشعب الفلسطيني أو السيطرة عليه .

لا شك ان ما يترتب عليه الان من مواقف سياسية بعد مراجعات ؛ من حصاد مر لمجريات الاحداث على الساحة الفلسطينية الداخلية ، وبقراءة تحليلية لا تستبعد حصاد ما يسمى بالمفاوضات في عملية سلام مضنية تسببت بتصدع جدار الحماية الوطنية للحق الفلسطيني وبمعنى آخر الفشل الذي اصاب الفلسفة التي قامت عليها المفاوضات هي العامل الابرز في اقتراب ابو مازن من حماس بكل ما يحفها من مخاطر .

العودة الى الارهاب وتوظيف هذا المصطلح في الصراع ضد الحق الفلسطيني ؛ حملة تشويه تقودها حكومة نتنياهو لتبرير الخطوات العقابية للسلطة الفلسطينية و تبرير موقف حكومة نتنياهو بقطع المفاوضات مع ابي مازن حتى يتراجع عن المصالحة مع حماس ؛ قد تبدو مناورة خطيرة من نتنياهو وهي الضغط على الادارة الامريكية ودول اوروبا اغلاق الباب اما حماس لما تسميه اسرائيل الشرعية الدولية لحماس من بوابة المصالحة والاشتراط باعتراف حماس بشروط الرباعية للعودة الى المفاوضات حتى وإن لم تشارك حماس في حكومة مستقلين أو كفاءات او سمها بأي اسم آخر ؛ خطوة استباقية من نتنياهو وحكومته اليمينية ؛ كدعامة لتقوية دعائم حكومة الائتلاف ، وإرغام الشركاء غير اليمينيين البقاء مثل حزب الحركة او حزب المستقبل ؛ شيمعون بيرس رأس الافعى الاشتراكي " لا يعتبر المفاوضات انتهت بشكل تام ، ولكنه حسب زعمه لا يمكن ل " اسرائيل " حمل بندقيتين ، بندقية واحدة لمكافحة " الإرهاب " وبندقية ثانية للمحاربة باسم الإرهاب "، مضيفاً "لا يمكن الحديث عن السلام بينما تتواجد في الجانب الثاني صواريخ حماس في غزة ، وبشكل أساسي لا يمكن التحدث مع حماس إلا اذا وافقت على شروط الرباعية الدولية" .

لا شك ان هذا الوضع ، وهذه الفلسفة الصهيونية ؛ ستدفع بفريق المفاوضات إعادة تقييم ، ومراجعة حصاد المفاوضات ، وحصاد الانقسام المر ، وأيهما أولى بالمعالجة والاهتمام ؛ الحاجة الوطنية لإنهاء الانقسام تتغلب اليوم على كل الاعتبارات والمصالح المتناقضة مع المشروع الوطني والحق الفلسطيني .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة