الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 17:02

مغص الرضع/ بقلم: الدكتور علاء أبو شرقي

كل العرب
نُشر: 19/05/14 13:36,  حُتلن: 17:45

الدكتور علاء أبو شرقي اخصائي امراض الجهاز الهضمي والكبد وأخصائي تغذية أطفال:

مغص الرضع أكثر شيوعا عند الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة ولكن هذا لا يمنع حدوثه أيضا عند الأطفال الذين يرضعون حليب الأم

مغص الأطفال لا يعتبر حالة مرضيه لكن من المفضل أن يعرض الطفل على الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكله صحية

العوامل والأسباب العلمية التي تؤدي إلى هذه الظاهرة ليست بواضحة وليس هناك إتفاق عام في الآراء حول تعريف "المغص"

لا يوجد علاج سحري لمغص الأطفال ولكن مجرد معرفة الوالدين بأنها حالة طبيعية وليست مرضية وأنها حالة شائعة لدى الكثير من الأطفال تؤدي إلى تخفيف حدة التوتر والقلق لدى الوالدين

مغص الرضع (معروف أيضا بإسم مغص الأطفال) هو الصياح أو الصراخ كثيرا ولفترات طويلة، دون أي سبب معروف. تبدأ هذه الظاهرة عادة مع بلوغ الطفل عمر أسبوعين وتختفي قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاثة إلى أربعة أشهر. مغص الرضع أكثر شيوعا عند الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة (رضاعة اصطناعية)، ولكن هذا لا يمنع حدوثه أيضا عند الأطفال الذين يرضعون حليب الأم، غالبا ما يحدث البكاء في ساعات المساء الأولى.


الدكتور علاء أبو شرقي

العوامل والأسباب العلمية التي تؤدي إلى هذه الظاهرة ليست بواضحة وليس هناك إتفاق عام في الآراء حول تعريف "المغص". ولكن بعد استبعاد كافة الأسباب الأخرى للبكاء يتضح عادة أن الطفل "مصاب بمغص" وخاصة إذا كانت صرخاته مكثفة لأكثر من ثلاثة ايام في الاسبوع، ولأكثر من ثلاث ساعات في اليوم.

يبكي معظم الأطفال الرضع، وقد يبلغ في الواقع معدل بكاء الطفل السليم حوالي ساعتين يومياً. إذا كان الطفل يبكي بشكل مفرط، ولكنه بصحة جيدة ويرضع بشكل جيد، فهو يعاني على الأرجح من المغص الحاد.

علامات مغص الأطفال: 
• المرور بنوبات متكررة من البكاء الشديد الذي يصعب تهدئته
• سحب رجليه إلى بطنه وتقويس ظهره عندما يبكي
• طرد الريح أو الغازات أثناء بكائه.
مغص الأطفال لا يعتبر حالة مرضية لكن من المفضل أن يعرض الطفل على الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكله صحية.
مغص الأطفال الرضع مجهول السبب، ومن هنا تكمن الصعوبة في التعامل معه، وهنا سأحاول إلقاء الضوء على بعض الأسباب المحتملة :
يعتقد البعض أن المغص نتيجة لوجود ريح (غازات) محبوسة في الأمعاء لم يستطع الطفل التخلص منها وطردها، وهو مايؤدي إلى انتفاخ البطن وزيادة تقلصات الأمعاء ثم الصراخ. تفسير آخر هو عدم اكتمال نمو الأمعاء وأداء وظيفتها بالطريقة السليمة مما يؤدي إلى ضعف حركة الأمعاء وعدم القدرة على طرد الغازات ومن ثم أنتفاخ الأمعاء ومايتبعها من تقلصات تؤدي إلى البكاء. وضعف تدفق حليب الأم أو الوضعية الخاطئة للرضاعة قد يؤدي إلى زيادة كمية الهواء التي يبتلعها الطفل عند الرضاعة وبالتالي إلى المغص.

متى ينبغي التوجه إلى الطبيب؟
ينصح أن يستشار الطبيب، عند الشك في هذه الظاهرة، دائما يكون هناك سبب آخر للبكاء لدى حوالي واحد بين كل 10 أطفال. في هذه الحالات، قد يكون لدى الطفل مؤشرات أو أعراض أخرى، مثل:
•بكاء بصوت غير طبيعي وبنبرة مرتفعة.
•إسهال، أو تقيؤ، أو وجود دم في براز الطفل، أو فقدان الوزن.
•مشاكل في الرضاعة وتقيؤ القليل من الحليب.
•أكزيما.
في هذه الحالات، يمكن أن يكون بكاء الطفل بسبب:
•إصابة مؤقتة بالحساسية أو عدم القدرة على هضم بروتين حليب البقر في الحليب الاصطناعي أو حليب الأم.
•إصابة مؤقتة بعدم القدرة على هضم اللاكتوز. قد يواجه طفلك صعوبة في هضم السكريات (اللاكتوز) التي توجد في حليب الأم أو الحليب الاصطناعي.
•ارتجاع المريء، عندما يُخرج طفلك كميات قليلة من الحليب أو يتقيأ بعد الرضاعة.
•وضعيات رضاعة طبيعية صعبة أو غير صحيحة. إذا بكى طفلك وكان يترك الثدي أثناء الرضاعة، قد يعني أنه لا يضع الثدي في فمه بشكل صحيح.
•مرض آخر مثل الحمى.

الحلول
لا يوجد علاج سحري لمغص الأطفال، ولكن مجرد معرفة الوالدين بأنها حالة طبيعية وليست مرضية، وأنها حالة شائعة لدى الكثير من الأطفال، تؤدي إلى تخفيف حدة التوتر والقلق لدى الوالدين، والتكيف مع الحالة، وهنا سوف اذكر بعض الطرق العلاجية التي قد تؤدي إلى الحل المناسب:
-الحرص على عدم ترك الطفل يبكي لوقت طويل وهو جائع ممايؤدي لبلع كمية كبيرة من الهواء.
-وضع الرضاعة: غالباً مايبتلع الطفل الهواء أثناء الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، وعلى الأم إرضاع الطفل وهو شبه مائل.
-التكريع (التجشؤ) : من المهم إخراج الهواء الذي أبتلعه الطفل أثناء الرضاعة، وذلك بأن تحمل الأم الطفل على كتفها وتقوم بالربت على الظهر، تدليك بطن الطفل تدليكاً خفيفاً باستخدام الأصابع.
-الأستحمام بماء دافي.
-الغناء له والمناغاة وأخيرا أود التأكيد أن مغص الأطفال هو ليس بالحالة المرضية، بالرغم من الإزعاج اللي يسببه للام.
ما علينا إلا التحلي بالقليل من الصبر لأنه غالبا ما تختفي هذه الظاهرة مع بلوغ الطفل الشهر الرابع.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة