الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 23:02

أسباب سوء التغذية عند المسنين- الجزء1/ بقلم: سهير سلمان منيّر

كل العرب
نُشر: 21/05/14 09:33,  حُتلن: 11:00

سهير سلمان منيّر خبيرة غذاء وطب بديل:

معظم الأمراض التي تصيب المسنين تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بسوء التغذية سواء كانت التغذية التي تؤدي لسمنة مفرطة أو نقصان حاد في الـوزن

يفقد كثير من الناس في سن الشيخوخة أسنانهم الشيء الذي يؤثر سلبيا على عملية تناول الغذاء اليومي وبسقوط الأسنان يفشل كثير من المسنين في تناول الغذاء

تعني حالة سوء التغذية عدم التوازن بين استهلاك الغذاء اليومي وبين المتطلبات الغذائية من البروتينات والمركبات الغذائية الأخري المتناولة يوميا، مما يؤثر سلبيا على عمليات الأيض أو الاستقلاب، ومما يتسبب في حدوث خلل وظيفي، إضافة إلى انخفاض مؤشر كتلة الجسم والتاثير السلبي على قدرته في مكافحة الامراض.


سهير سلمان منيّر خبيرة غذاء وطب بديل

تلعب التغذية وسبل تنظيمها في سن الشيخوخة دورا هاما في الحياة لأن مرجع معظم الأمراض في هذه المرحلة تعود للشخص المصاب. ويعرف عموما هذا المجال المرتبط بالتغذية والأمراض الناتجة عن "سوء التغذية". و يحتوي سوء التغذية على فرعين أساسيين هما: حالات التغذية التي يترتب علىها نقصان الوزن أو حالات التغذية التي يترتب علىها زيادة الوزن . وفي كلا الحالتين ينتج تأثير سلبي على الوظائف الفسيولوجية لأعضاء الجسم المختلفة. وبه يأتي التأثير السلبي على أداء الجسم كوحدة متكاملة، مما يدعو لضرورة النظر في نمط الغذاء اليومي للمسنين في هذه الحالة بطريقة علمية متقدمة.

وبناءً على ذلك تعتبر تغذية كبار السن مهمة جدا، ذلك لأن معظم الأمراض التي تصيب المسنين تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بسوء التغذية، سواء كانت التغذية التي تؤدي لسمنة مفرطة أو نقصان حاد في الـوزن، وكون تقدم العمر يؤدي لتغير في وظائف الأعضاء، والأداء الجسدي، يؤكد أهمية دور العناية بالتغذية الجيدة عند المسنين عموما.

هناك عدة عوامل تؤدي إلي سؤ التغذية في سن الشيخوخة. وعلاج هذه العوامل المؤثرة سلبيا على الصحة يأتي بالعلاج الجذري لمسبباتها. وهذا يعني بأن الحلول الجزئية لهذه المؤثرات تأتي فقط بنتائج جزئية (غير مكتملة). وعلى أسوأ الاحتمالات يمكن الاكتفاء بالحل الجزئي في الحالة، إذا لم نتمكن من الوصول لحلول متكاملة في تغذية المسنين. وتنقسم العوامل الفسيولوجية (العضوية)، التي تلعب دورا سلبيا في نظام التغذية عند المسنين إلى الآتي:

1. الضعف الوظيفي للأعضاء:
مع تقدم العمر يقل المعدل الوظيف لأعضاء الجسم المختلفة. وبه تقل إفرازات الجهاز الهضمي مثل الحامض المعدي والإنزيمات الهضمية. وبناء على ذلك يتعامل جهاز الهضم مع الغذاء بطريقة أخري، تختلف عنه في تعامله مع نفس الغذاء في سنين الطفولة والشباب، حيث يقل تحمل الجسم لبعض المواد الغذائية، مثل الأغذية المسكرة أو الأغذية المالحة. وتبعا لذلك ينخفض أيضا معدل التمثيل الأساسي للطاقة المنتجة والطاقة المخزنة في الجسم.

2. ضعف التمثيل الأساسي للطاقة:
بتقدم العمر تقل الحركة البدنية عند أغلبية المسنين. وهذا يعني أن الطاقة الناتجة عن التمثيل الأساسي في الغالب لا تستخدم (لا تحرق)، وإنما تخزن كفائض طاقة في الجسم. في هذه الحالة تكون النتيجة هي زيادة نسبة الأنسجة الدهنية، ونقصان الأنسجة العضلية في الجسم، وبالتالي قلة نسبة الماء المخزون في العضلات وأغشية الجسم المختلفة.

3. تأثير الأمراض المزمنة:
من نتائج التقدم في السن، ظهور بعض الأمراض المزمنة، والتي تتفشي خصوصا في سن ما بعد الخامسة والخمسين. وتعزي هذه الأمراض لأسباب كثيرة، على سبيل المثال تلعب بعض الجوانب دورا هاما مثل: الجوانب الوراثية، والجوانب البيئية، والجوانب النفسية، والجوانب ذات الصلة بروتين الحياة اليومي كالحركة البدنية ونمط الغذاء اليومي. وتكون النتيجة على سبيل المثال، الإصابة بأمراض ضغط الدم المرتفع، وأمراض القلب والشرايين, وأمراض الغدد الصماء كداء السكري.

4. تأثر حواس الجسم:
بتقدم العمر تضعف كثير من الحواس، ذات الصلة المباشرة بالجهاز العصبي. وعلىه تقل قوة حاستي السمع والبصر، وأيضا حاستي التذوق والشم. هذا خصوصا عند المسنين من بعد سن السبعين. والضعف في الجهاز العصبي بجانب ضعف جهاز الحركة يحدان من قابلية المسنين في الشعور بالراحة التامة عند تناول الغذاء. وفي معظم الحلات يسود شيء من العزوف أو الخجل في تناول الوجبات الأساسية. والأسباب تكون في العادة هي عدم تعرف المسن على وجبته الغذائية، بسبب ضعف أو فقدان احد هذه الحواس المهمة، مما يؤدي بدوره سلبيا إلي النقصان في أساسيات المواد المغذية عند المسنين.

5. تأثر الفم والأسنان:
يفقد كثير من الناس في سن الشيخوخة أسنانهم، الشيء الذي يؤثر سلبيا على عملية تناول الغذاء اليومي. وبسقوط الأسنان يفشل كثير من المسنين في تناول الغذاء. وإذا تمكن المسن من تناول الغذاء اليومي، يفشل في تغطية الكمية التي يحتاجها في كل يوم، مما يعني نقصان المواد الضرورية للجسم، والتي تتناسب طرديا مع كمية الغذاء المتناولة يوميا. وكثير من المسنين الذين فقدوا أسنانهم، يكونوا مرغمين على بلع الطعام، هذا من دون مضغه. وعلىه تترتب سلبيات أخري، مثل الاستحياء من تناول الطعام، أو تأجيل الوجبات، أو تعثر العملية الهضمية، التي تكون نتائجها في الغالب حرقان المعدة، أو انتفاخ البطن، أو الإمساك المزمن عند المسنين.

6. التأثر النفساني:
هناك عدة عوامل نفسية تحد من تناول الغذاء بالطريقة المطلوبة. وعلى سبيل المثال: الخرف الذي يحد من إمكانية التعرف على الغذاء ونوعيته ومكوناته ووقته وفائدته للجسم. في الغرب تنصح مؤسسات التغذية بسد العجز التغذوي للمسنين عن طريق مكملات الغذاء، تحت إشراف الطبيب ومستشار التغذية لتكملة النقص الناتج. وهناك كثير من المسنين، الذين يقومون بتقييم حياتهم بالخطأ، والذين لا يرون اللزوم في تناولهم للطعام. والكثير منهم يكتفي بقسط قليل من الغذاء، معللا بأن الغذاء فقط للمنتجين من الناس، مما يؤثر كمفهوم خاطئ سلبيا على الصحة الجسمانية للشخص المسن.

(يتبع)

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة