الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 08:01

أهمية المؤسسات في المجتمع/ بقلم: فادي عمر

كل العرب
نُشر: 25/05/14 13:30,  حُتلن: 08:00

فادي عمر في مقاله :

 من الضروري تسليط الضوء على ضرورة المؤسسات كي يدرك الشباب وأصحاب الأفكار والمبادرات أهمية المؤسسات من حيث الفعّالية والتأثير

المؤسسة تعطي قوة في سياق ما أو مجال ما حسب نوع هذه المؤسسة. فمثلا منظمة مجلس الأمن بسبب أنها تتمتع بدعم كافة الدول وبسبب التوافق حول أهدافها وطرق عملها فهي تمتلك الصلاحية والوسائل لإجبار مؤسسات ودول أخرى للسير وفق منهجية معينة

كثير من المختصين بالعلوم الاجتماعية والإدارية يسلّطون الضوء على ضرورة قيام مؤسسات من أجل الاستمرارية والقوة والتأثير. يبرز الأمر بشكل خاص عند الحديث عن الحركات الشبابية, فالمختصون والإعلاميون ينصحون كثيرا أولئك الشباب بالعمل المنظّم أو الممأسس تحسبا من تشتت الجهود والاعمال. وبشكل عام فإن الأمر لا يقتصر فقط على الحركات الشبابية فهناك الكثير من الأفكار والنشاطات تتشتت وتضعف وتصبح غير فعّالة اذا لم تحتضنها مجموعات منظمة او تنضوي تحت عمل ممأسس او منظم . وعليه فإنه من الضروري تسليط الضوء على ضرورة المؤسسات كي يدرك الشباب وأصحاب الأفكار والمبادرات أهمية المؤسسات من حيث الفعّالية والتأثير.

المأسسة كما ذكر الباحث فليبس وزملاؤه (سنة 2004) هي عملية اجتماعية تضفي وتعطي تعريفا مشتركا لواقع معين على مستوى النظرية والسلوك، وهذه العملية هي الأساس والقاعدة لقيام المؤسسات.

حسب الباحثين أعلاه فإن المؤسسات تتميز عن باقي الأطر بأنها تمتلك آليات تنظيم ذاتية (أي خاصة بها) تمكنها من توجيه وتصميم النشاطات والسلوكيات على النحو الأمثل. هذا الإسهام الذي تعطيه المؤسسات للسلوك والنشاطات يتمثل في ثلاثة أمور:
1- إسهام اقتصادي: المؤسسات تساهم في وضوح الرؤية والسلوك وتقلل من المخاطر ذلك أنها تجمع بين أفراد يملكون هدف مشترك ويتمتعون بأعراف ونظم مشتركة وواضحة لهم ولمن يحيطون بهم ويتعاملون معهم, وفي هذا الجو من التوافق والوضوح يسهل تجنيد موارد اقتصادية.
2- إسهام إدراكي: المؤسسات توفر منظومة وآليات تتيح للأفراد اتخاذ القرار بشكل عقلاني بقدر كبير وتبسط الإشكاليات والقضايا المركبة وتوفر جهد كبير في التفكير والتخطيط وذلك بفضل تحقيق التوافق على المستويين الداخلي (أي بين أعضاء المؤسسة) والخارجي (المحيط والمعنيون بالأمر).
3- إسهام اجتماعي: في ظل التوافق والتنظيم الذي توفره المؤسسة يسهل الحصول على صلاحيات, فكما يحلل الباحثون فإن الاشتراك والمشاركة في المفاهيم والاتفاق حول طرق عمل هو أمر يشكّل أساس للدعم والانضباط.

ويضرب الباحثون أمثلة حول الفعّالية والتأثير الذي توفره المؤسسات:
1- الشرعية: في حال وضوح أهداف لمجموعة معينة من الأفراد ووضوح اهتماماتهم بشكل يتوافق مع جميع الجهات ولا يناقض مبادئ أساسية يسهل تفهمهم بل ويعتبروا "صوت شرعي" يكن تفهمه والتعاون معه. مثال: منظمة السلام الأخضر. واضح للجميع بأن هذه المنظمة أقيمت في كندا من قبل ناشطين يعارضون تهديد الطبيعة والبيئة والثروة الحيوانية. بسبب وضوح اهتمامات ومنطلقات هذه المجموعة من النشطاء وطرق عملهم عبر المؤسسة أو الجمعية التي أقاموها فإن العالم بأجمعه تبنى هذه الجمعية كناطق شرعي باسم قضايا البيئة واليوم هناك أفرع في كافة الدول لهذه المنظمة.

2- القوة والتأثير: المؤسسة تعطي قوة في سياق ما أو مجال ما حسب نوع هذه المؤسسة. فمثلا منظمة مجلس الأمن بسبب أنها تتمتع بدعم كافة الدول وبسبب التوافق حول أهدافها وطرق عملها فهي تمتلك الصلاحية والوسائل لإجبار مؤسسات ودول أخرى للسير وفق منهجية معينة.

3- نشر المفاهيم والأفكار: عندما تقام مؤسسة ما فهي تدخل ضمن منظومة تواصل منظمة وفعالة أكثر مع جهات ومؤسسات ذوي صلة بعملها ذلك أن أحد ركائز المؤسسات هو التواصل مع الجهات التي تعمل بنفس القطاع ولهذا فإن قيام مؤسسة أو جمعية ما تجذب إليها الأنظار بشكل أكبر مما يتيح لها نشر آرائها ومفاهيمها بشكل أوسع وأسرع.

*فادي عمر: باحث في العلوم اجتماعية والإدارية-مركز الدراسات المعاصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة