الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 04:02

66 عاما على النكبة: نظرة اجتماعية تاريخية وسياسية/ مجدي طه وفادي عمر

كل العرب
نُشر: 25/05/14 13:32,  حُتلن: 15:50

مجدي طه وفادي عمر في بيانها:

في كل عام يقف الفلسطيني على أعتاب ذاكرته المؤلمة فيما ينتفش الإسرائيلي منتشيا بتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين

في هذه المقالة تسليط للضوء على آثار الحدث الجسيم الذي هزّ مفاصل العالم العربي والاسلامي وصدّع الشعب الفلسطيني الى شتات موزع في اصقاع مترامية الأطراف من هذه المعمورة

مصطلح "النكبة" الذي أثاره عالم الاجتماع الفلسطيني "قسطنطين زريق" لم يرق لبعض المؤرخين الصهيونيين الجدد المنتمين الى تيار بات يطلق عليه "ما بعد الصهيونية" 

تعرض فلسطينيو الداخل الى حملات شرسة من قبل الحكومات الاسرائيلية تستهدف هذه المجموعة ديموغرافيا وثقافيا وسياسيا، بحيث لم توفر السلطات الاسرائيلية انزعاجها من فشل أذرعها الامنية والتخطيطية في التخلص من الفلسطينيين

يعيش الفلسطينيون ثنايا احياء ذكرى ال 66 من نكبة الشعب الفلسطيني التي وقعت كالصاعقة على العالمين العربي والاسلامي في العام 1948، هذه الحادثة وما رافقها من جدل حول ما اثاره الباحثون والمؤرخون الاسرائيليون لترويج روايتهم الصهيونية بقيت شاهدة رغم محاولات التزييف على الظلم التاريخي والانساني البشري الذي وقع على الفلسطينيين.

في كل عام يقف الفلسطيني على أعتاب ذاكرته المؤلمة فيما ينتفش الإسرائيلي منتشيا بتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، هذه المفارقة تؤكد المأساة التي تعرّض لها شعب كامل في ظل غطرسة القوة والقهر والبطش التي ميزت الحركة الصهيونية وما استخدمته من وسائل لتحقيق أطماعها الاستعمارية.
في هذه المقالة تسليط للضوء على آثار الحدث الجسيم الذي هزّ مفاصل العالم العربي والاسلامي وصدّع الشعب الفلسطيني الى شتات موزع في اصقاع مترامية الأطراف من هذه المعمورة، ليخلق دياسبورا فلسطينية خاصة بالفلسطينيين فاقت الحالة اليهودية لتعدد الوسائل والاليات والدول التي ادت الى وقوعها...هذه الاضواء تؤكد الابعاد الاجتماعية والسياسية والتاريخية وتداعياتها على الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده وبالقطع على فلسطينيي الداخل ، تلكم المجموعة التي استهدفت بشتى الوسائل وبأعتى الأدوات لتهديم صمودها ولتفكيك هويتها من بعد تدجينها وتشويهها.

صراع ترمينولوجيا أم أيديولوجيا؟!!
مصطلح "النكبة" الذي أثاره عالم الاجتماع الفلسطيني "قسطنطين زريق" لم يرق لبعض المؤرخين الصهيونيين الجدد المنتمين الى تيار بات يطلق عليه "ما بعد الصهيونية" وبرز الباحث "ايلان بابيه" الذي أكد ضرورة اعادة النظر في المنطلقات والتسميات التي تعالج أحداث عام 1948 وما سبقه من تراجيديا سياسية وثقافية واجتماعية، فعلى سبيل المثال يفضل الباحث الاسرائيلي المنتمي لتيار المؤرخين الجدد أن يطلق على هذه الحادثة مسميات "التطهير العرقي"، وفضل "بابيه" اطلاق هذا المصطلح لبيان معاني الاحداث التي وقعت حقيقة وعدم الانجرار وراء مصطلحات تخفف من وطأة الحدث، بل تغتال هذا الحدث الجسيم قصدًا أو بدون دراية.
مصطلح "النكبة" كما يرى "بابيه" يُخفف من الحقيقة التاريخية التي وقعت أحداثها عام 1948 ويدعي "بابيه" بأن ما حصل عام 1948 هي أعمال ترقى الى درجة التطهير العرقي ويستشهد ليدلل على ذلك بمخططات المليشيات الصهيونية التي برعت في رسم الخطط العسكرية وعلى رأسها "الخطة دالت"....هذا الجدل الذي نجح في إثارته تيار المؤرخين الجدد يفتح الباب على مصراعيه بضرورة اعادة النظر في التسميات الهيوستوغرافية التاريخانية الحقيقية وتنبه الى ضرورة ترويج مصطلحات تاريخية تنال زخم جماهيري وشعبي والتفاف وطني تدعم الرواية الوطنية الفلسطينية في صراعها ونضالها أمام الصهيونية.
ثمة من يرى ان الخروج من فك النكبة يبدأ من تحرير الفلسطيني من فخ النكبة مصطلحا حمل تداعيات ثقافية اختلطت فيه العاطفة مع الاشواق مع قليل من العقلنة التي تتطلب عمل برامجي مضاد يتعاطى مع الزمان والمكان والإمكانيات محمل بقناعات وثوابت ، خاصة وان من اطلق مصطلح النكبة تعاطى معه بمنطق عاطفي- انفعالي.

تداعيات "النكبة" على فلسطينيي الداخل سياسيا وثقافيا
تعرض فلسطينيو الداخل الى حملات شرسة من قبل الحكومات الاسرائيلية تستهدف هذه المجموعة ديموغرافيا وثقافيا وسياسيا، بحيث لم توفر السلطات الاسرائيلية انزعاجها من فشل أذرعها الامنية والتخطيطية في التخلص من الفلسطينيين في الحملة التي نفذت لتطهير الارض بشريا، حققت الحركة الصهيونية نجاحا كبيرا في التخلص من عدد كبير جدا من الفلسطينيين الا أن الرغبة في صمود الفلسطينيين في أرضهم فاقت تصورات القادة الصهيونيين رغم حملات الخوف والتهديد والتشريد التي تسلحت بها الحركة الصهيونية وأذرعها العسكرية متمثلة بأعمال وحشية وإجرامية لتخليص الارض من سكانها الاصليين فيما يطلق عليه الصهيونيين "جئولوت هكاركع" أي تحرير الارض من اصحابها.
بات واضحا الشعار الذي تغنى به قادة الحركة الصهيونية والمتمثل في ان فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض وهي تنتظر ذلك الشعب الذي سيحقق رغبته في الاستقلال على حساب شعب اخر نفته اصلا الصهيونية ومحته من حساباتها التاريخية. فالنظرة الاستعلائية للصهيونية من جهة وتوفر الدعم المادي من قبل الاحتلال البريطاني للييشوف اليهودي من جهة وتشجيع الاستيطان الصهيوني من جهة أخرى ساهمت في تأبيد الاستعلاء الصهيوني.
أن الفلسطينيين المتبقون داخل ما يتعارف ان يطلق عليه "الخط الاخضر" تحولوا في سويعات الى "اقلية وطن" بينما تحولت الاقلية اليهودية الى أكثرية بفعل حملة التطهير العرقي التي مورست بإتقان للقضاء على التعداد السكاني الفلسطيني. هذه المجموعة واجهت مصيرها بلا مقومات للمواجهة اصلا، فنجحت هذه المجموعة رغم الالام من الصمود والبقاء على أرضها لتشكل عائقا وكابوسا مزعجا للأيديولوجية الصهيونية التي باتت تخطط وتفكر للتخلص منها، والانكى من ذلك بالنسبة للصهيونية بأن هذه المجموعة ساهمت في الحفاظ على الرواية الفلسطينية وعلى التاريخ الفلسطيني من خلال التمسك بالأرض والمكان وان كانت بعض الروايات والابحاث اليهودية تعيب على الاحزاب والقوات الصهيونية الناشطة آنذاك من عدم اتخاذ امكانية التخلص من هذه المجموعة والاستراحة منها للأبد.
واجه فلسطينيو الداخل مصيرهم المحتوم بلا قيادة ولا نخب فكل القادة والنخب الثقافية والسياسية الفلسطينية تعرضت للتهجير وبقي الريف، وفجأة وجد الفلسطينيون أنفسهم أمام حكم عسكري ورقابة أمنية مشددة محاولة فرض العزلة والقطيعة على الفلسطينيين لاحتوائهم أولا ولبرمجتهم ثانيا ليصبحوا اسرائيليين الا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، لتعلن الحركة الصهيونية فشلها أمام صمود فلسطينيي الداخل، وكان من الطبيعي أن تعيش هذه المجموعة الوانًا من التخبطات والتقلبات الثقافية والسياسية ولا سيما انها تواجه آلة استعمارية ضاربة ومعاصرة حاولت تفتيت هذه الجماعة والسيطرة عليها.
شابت علاقة من الحذر في تعامل السلطات الاسرائيلية مع الفلسطينيين الباقين في وطنهم واعتبروا طابورا خامسا وخطرا أمنيا ووجوديا يهدد استقرار المؤسسة حديثة الولادة وباتت المشاريع تطلق يمينا ويسارا لسحق هذه الجماعة والتخلص منها، وفي غمرة الاحداث والتطورات السياسية والاقليمية ، أدركت العقلية الصهيونية بأن القطار قد فات ولا يمكن التخلص من هذه الجماعة التي باتت تشكل صداعا أمام اكتمال تحقيق المشروع الصهيوني، وبات التعامل النفعي طاغيا على العلاقة بين الاحزاب الحاكمة وعدد من الحمائل والعائلات المنتفعة والخائفة معا، فنظام العسكر لم يوفر أحد، وحتى أن ما يميز استمرار نظام الحكم العسكري أكثر من 18 عام -وهو بالمناسبة احد المآخذ للأحزاب المعارضة لحزب العمل- هو انتفاع حزب "المباي" الحاكم في اعتبار المجتمع الفلسطيني مجمع وبئر للأصوات وللدعاية الانتخابية.
التحولات السياسية والثقافية للفلسطينيين كانت بارزة بعد عام 1967 وبدأت في خضم هذه الاحداث ظهور تنظيمات سياسية وطلابية ساهمت في صمود الفلسطينيين أكثر والتمسك بالأرض وبالهوية الوطنية وتعميقها، بل واثرائها وطنيا واسلاميا، بلا تراجع رغم الملاحقات التي تعرضت لها الشخصيات الوطنية والقادة السياسية والطلاب الجامعيين والاحزاب والتنظيمات السياسية والدينية.

 تاريخ التطور السياسي والثقافي والإجتماعي
يمكن اجمال تاريخ التطور السياسي والثقافي وحتى الاجتماعي للفلسطينيين من خلال توجهان:
التطور الطبيعي- فهناك تيار من الباحثين من يرى بالتحولات والتطورات التي طرأت على الفلسطينيين داخل ما يعرف بالخط الاخضر بأنها طبيعية، فبعد حصول "النكبة" بدأ الفلسطينيون في اعادة تنظيم أنفسهم وترميم حالهم من خلال أربعة مراحل وهي: التعرف على الذات، بناء المؤسسات والتنظيمات، العمل الجماعي، والتحدي.
التطور المأزوم- هذا التوجه يرى بأن التغييرات والتطورات التاريخية السياسية والاجتماعية للفلسطينيين هي نتيجة لتطور غير طبيعي حدث كرد فعل لدخول جسم غريب الى هذه الجماعة وان كل التطورات التي جاءت من بعد النكبة هي تطورات مأزومة، وبناء على هذا التوجه فالمجتمع الفلسطيني هو مجتمع مأزوم في سلوكياته ومنطلقاته.
صحيح بأن أقامة المؤسسة الاسرائيلية ساهمت في تشوية النماء التاريخي للفلسطينيين وحرف مسيرة التطور الطبيعي عن مساقه بل هناك محاولات لاحتواء هذه المجموعة عبر سياسات المراقبة والاحتواء التي تمارس بشكل منهجي على الفلسطينيين للتعبير عن يهودية المؤسسة "كدولة يهودية وديموقراطية" الا أن تطور الفلسطينيين سياسيا واجتماعيا كان مشوب بعدة عوامل وهو من المؤكد مركب، فهناك تطور طبيعي وبشري من جهة الا أن هذا التطور منزوع الاستقلالية الذاتية بسبب التجاذبات الخارجية، والاهم هو نجاح المجتمع الفلسطيني في الحفاظ على هويته ولغته وذاكرته الجمعية رغم كل المحاولات التي بذلت لقمعها.

النكبة من منظور اجتماعي
منذ وقوع النكبة إلى يومنا هذا مر فلسطينيو الداخل بمراحل تميزت كل واحدة منها بقيم مختلفة على مستوى الانتماء والهوية وقد أثر ذلك على مستوى العلاقة مع المؤسسة الإسرائيلية ومع المحيط العربي والإسلامي. فيما يلي عرض مختصر للأسباب والعوامل التي لعبت دور في قضية الانتماء والهوية في كل مرحلة:

منذ بداية النكبة إلى الستينيات
عقب النكبة أحيل بين فلسطينيي الداخل وبين محيطهم العربي والإسلامي ولم يبقَ للفلسطينيين حينها على مستوى التمثيل الجماعي إلا العائلية والحمائلية. بكلمات أخرى, الإطار الأهم في تلك الفترة الذي كان بإستطاعته توفير الحاجة الجماعية (العيش كمجموعة) وتوفير الروابط بين الأفراد هو الإطار الحمائلي. ولهذا آنذاك تميز المبنى الاجتماعي لفلسطينيي الداخل بمركزية شديدة ونمط امتثالي شديد انعكس عبر الخضوع لكبير الحمولة أو لزعماء الحمائل الكبيرة. قامت المؤسسة الإسرائيلية باستغلال هذه البنية الاجتماعية المعتمدة على النمط ألامتثالي بواسطة تأسيس وترسيخ "نظام المخترة" الذي اعتمد على التواصل وعلى المساءلة والمتابعة لزعماء الحمائل اللذين يحظون بامتثال من قبل أفراد وأبناء الحمولة وتعيينهم كمخاتير. وهكذا أصبح المختار قناة تربط بين فلسطينيي الداخل وبين المؤسسة الإسرائيلية وأداة بيد الأخيرة لمتابعة وضبط الفلسطينيين في الداخل والتحكم بأفكارهم ونشاطاتهم. وعليه أصبح من السهل على المؤسسة الإسرائيلية تكوين منظومة للفلسطينيين تتناسب وتتناغم معهم. إذًا بفعل العوامل والأسباب أعلاه تميزت هذه المرحلة بهوية وانتماء متدن للعالم العربي والإسلامي وبمنظومة متناغمة أكثر مع المؤسسة الإسرائيلية وبالرجوع إلى المحللين والباحثين وأيضا إلى السكان اللذين عايشوا تلك الفترة نجد أن الفلسطينيين في الداخل كانوا أقرب إلى المؤسسة الإسرائيلية من الفترات اللاحقة ويذهب بعضهم إلى أن المؤسسة نجحت آنذاك في "أسرلة" الفلسطينيين في الداخل كمجموعة.

التطور والعولمة
مع نشوء أجيال جديدة وتقدم تكنولوجي وتسارع في وتيرة الانفتاح بين الدول وبعضها البعض أخذت البنية الحمائلية الكلاسيكية بالتناقص والضعف وعادت الروابط بين فلسطينيي الداخل وبين محيطهم الإسلامي والعربي تتعزز وتتقوى . ومن الجدير بالذكر أن الحمائلية ما زالت إلى اليوم تعتبر ميزة هامة من المميزات الثقافية لفلسطينيي الداخل وللعرب ككل ولكنها لم تعد بمفهومها القديم الذي تميز بامتثالية شديدة في كل مناحي الحياة, إنما أصبحت قيمة من القيم الاجتماعية التي تميز الفلسطينيين في الداخل والتي تعتبر (أي القيم) متناقضة في كثير من الأحيان, فإلى جانب الحمائلية أصبح هناك اختلاف وتعدد وفردانية أدت إلى تمازج ومزيج ثقافي ما بين الحمائلية والعائلية من جهة, والفردانية والتعدد من جهة أخرى, فضعفت الحمائلية الكلاسيكية ودخلت ضمن منظومة غير واضحة تدفع في اتجاهات مختلفة حسب السياق والحالة فنجد مثلا أن القيم الجماعية والحمائلية واضحة في الانتخابات بينما في الآراء والأفكار والسلوك على المستوى القومي نجد اختلاف وتعدد.
إذا مع نشوء أجيال جديدة ومع التطور وانتشار سحب العولمة وما بعد الحداثة المصحوبة بمتغيرات دولية واقليمية على المستوى السياسي وثقافي-تربوي على المستوى العلمي-التقني والتي أخذت بالتسارع بفعل وسائل الإعلام والاتصال أخذ التوافق "الداخلي" (أي بين فلسطينيي الداخل وبعضهم البعض وأيضا بين فلسطينيي الداخل وبين المؤسسة الاسرائيلية) بالنقصان وأصبح هناك تعدد واختلاف, بينما زاد الانكشاف على المحيط (الدول العربية والإسلامية) الأمر الذي ساهم كذلك في ترسيخ التعددية وظهور تيارات مختلفة. وهكذا تغيرت المفاهيم والهوية والانتماء عند الفلسطينيين في الداخل حتى اعتبر بعض المحللون الاسرائيليون أن الفلسطينيين مرّوا في هذه المرحلة في تطرف و "فلسطنة". لا شك بأن الانتماء في هذه المرحلة تغير بشكل ملحوظ عن سابقتها وأن الهوية الإسلامية والقومية برزت بشكل أكبر ولكن يبقى السؤال المهم هل سينجح الفلسطينيون في بناء توافق وهوية جماعية تخدم القضية الفلسطينية؟ إذ أن الفلسطينيين في الداخل في المرحلة السابقة ربما تمتعوا بقيم جماعية وبترابط ولكنه كان على أساس حمائلي وليس على أساس إطار جماعي وتوافق بين الجميع وفي المرحلة التي تبعتها أيضا لم ينجح الفلسطينيون ببناء هوية جماعية وهذا الأمر يبقى التحدي الأكبر. بالقطع محولات بناء المتابعة بصيغة جديدة ومنظومة متطورة تتجاوز الحالة التوافقية يكشف عن حالة آخذة بالتطور تؤمن بضرورة بناء جماعي مجمعي للمجتمع الفلسطيني تؤكد ان المجتمع بمؤسساته واحزابه يمر في مرحلة مخاض وتطور معقدين سيفضي الى حال مختلف .

خلاصة
أحداث "النكبة" اثرت على تاريخ التطور السياسي والثقافي والاجتماعي للفلسطينيين في الداخل نتيجة للتداخل ما بين العوامل الداخلية والخارجية، فعلى المستوى السياسي والثقافي نجح الفلسطينيون في الابقاء على هويتهم الجماعية والثقافية رغم ما لحق بها من شوائب، ورغم ما تعرض له المجتمع الفلسطيني من عوائق وتحديات، الا أن الفلسطينيون على الاجتماعي لم يتحرروا بعد من ربقة الحمائلية والعائلية التي هي ليست بالضرورة عامل سلبي وانما لم يطور الفلسطينيون بعد هوية فوق حمائلية من شأنها خدمة القضية بالمفهوم الوطني والجماعي والواسع والشامل وان دلت محولات بناء كيان سياسي جمعي ممثل بالمتابعة على ان ثمة جهود تبذل جادة وعملية تتجاوز الفخ الذي وقع فيه مجتمعنا كتداعي نكبوي استثمر اسرائيليا وبقوة حتى هذه اللحظات عبر وسائل مختلفة نحن في لحظات معينة كنا جزء منها.

*مجدي طه، فادي عمر - باحثان في مركز الدراسات المعاصرة 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة