مازن غنايم:
فكرة التعامل مع ابناء الوسط العربي كأقليات وطوائف وحمائل هو تعامل مرفوض
أي دعوات لتجنيد المسيحيين لن تمر بل ستتحطم على صخرة الرفض للشباب العرب في البلاد
محمد زيدان:
نرفض كل الدعوات الخبيثة التي يهدف من ورائها تقسيم الاقلية الفلسطينية الى طوائف وملل
نرفض التجنيد الإجباري والطوعي والخدمة المدنية لأننا نعتبره تشويهًا لهويتنا وشخصيتنا الوطنية القومية في داخل الخط الأخضر
والدة عمر سعد رافض الخدمة العسكرية:
قضية عمر ليست قضية درزية بل هي في الصميم قضية بني معروف أسوة بقضيتنا الفلسطينية والقضية العربية العامة
محمد حسن كنعان:
نشكر كلّ إنسان عمل وما زال يعمل وسيعمل في المستقبل ضد الخدمة العسكرية والمدنية من أبناء شعبنا
نحن شعب واحد وهذا المؤتمر جاء ليؤكد على اللحمة الوطنية الشاملة والوحدوية الشاملة لكل شعبنا من مختلف القوى السياسية
عقدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية المؤتمر الوطني العام ضد الخدمة العسكرية والمدنية وأشكال التجنيد كافة، وذلك بعد ظهر اليوم الجمعة في القاعة الرياضية في سخنين وقد استقبل المهرجان رئيس بلدية سخنين مازن غنايم وأهالي سخنين مرحبين بهذا الاجتماع المهم في حياة الجماهير العربية قاطبة.
يأتي هذا المؤتمر بعد جهد كبير ومثابر من اللجنة التحضيرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا لجماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل، وكافة الهيئات التمثيلية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني والحركات الشبابية الوطنية المناهضة للتجنيد،والخدمة المدنية.
وشارك في المؤتمر المئات من قيادة وأعضاء كنيست ورؤساء سلطات محلية وقيادات وطنية واسلامية وجماهير من الوسط العربي ومن جميع التيارات والاحزاب والحركات الوطنية والسياسية والاسلامية وجمهور كبير من الشباب والشابات من الوسط العربي وقد عرف المؤتمر الناشط الوطني اليف صباغ، في حين افتتح المؤتمر بالوقوف ومشاركة فرقة "يسار" العرابية في نشيد "موطني".
كانت الكلمة الاولى للبلد المضيف القاها رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية مازن غنايم والذي رحب بكل من لبى الدعوة وشارك في المؤتمر مؤكدا على أهمية الوقوف امام كل الدعوات التي تنادي بشرذمة الاقلية الفلسطينية في الداخل، وأن فكرة التعامل مع ابناء الوسط العربي كأقليات وطوائف وحمائل هو تعامل مرفوض وأن أي دعوات لتجنيد المسيحيين لن تمر بل ستتحطم على صخرة الرفض للشباب العرب في البلاد.
كما والقى محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية كلمة ثمن الجهد الكبير الذي تقوم به اللجنة التحضيرية المنبثقة عن لجنة المتابعة لمناهضة التجنيد والخدمة المدنية، ووجه النداء لقطاع الشباب في الوسط العربي رفض كل الدعوات الخبيثة التي يهدف من ورائها تقسيم الاقلية الفلسطينية الى طوائف وملل.
وقال محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية: "هذا المؤتمر جاء تتويجًا لجهود مباركة قامت بها اللجنة التحضيرية التي أقرتها لجنة المتابعة العليا وأعتقد أنّ فيها رسائل واضحة جدًّا بأن شعبنا في الداخل هو شعب متماسك وشعب قوي واللحمة في كلّ الطيف السياسي والاجتماعي والديني لدى شعبنا في الداخل متماسكة وقوية وهي أقوى من كلّ المؤامرات وأقوى من كلّ القوانين العنصرية التي تحاول تفتيت وتحاول تفكيك هذا المجتمع".
وأضاف: "أما الرسالة الثانية والقوية أيضًا للمؤسسة الإسرائيلية أننا نرفض التجنيد الإجباري والطوعي والخدمة المدنية لأننا نعتبره تشويهًا لهويتنا وشخصيتنا الوطنية القومية في داخل الخط الأخضر وأن جماهيرنا أصرت على أن ترفض هذا المشروع جملة وتفصيلا وهذا مردود على المؤسسة الإسرائيلية في محاولة دس الأسافين في داخل الشعب الفلسطيني الواحد ومحاولة تفكيكه وتفتيته وهذا بدون شك". وتابع: "جاء المؤتمر تتويجًا لهذه الجهود المباركة التي عملنا من أجلها طويلًا وكان هذا الحضور تأكيد فعلا على أن الجماهير العربية متماسكة بكل طوائفها وهيئاتها وبكل الجمعيات والمؤسسات الوطنية تحت مظلة لجنة المتابعة للجماهير العربية".
وقال رئيس اللجنة التحضيرية محمد حسن كنعان في حديث معه إنّ المؤتمر خرج برسالتين أساسيتين، الأولى للمؤسسة الإسرائيلية بكل أذرعها بأنّ جماهيرنا العربية ترفض فرض الخدمة العسكرية والخدمة المدنية من مختلف الطوائف ولن نسمح بالانفراد بنا كطوائف". وأضاف: "نحن شعب واحد وهذا المؤتمر جاء ليؤكد على اللحمة الوطنية الشاملة والوحدوية الشاملة لكل شعبنا من مختلف القوى السياسية".
وتابع: "في هذا المؤتمر شاهدنا عددا كبيرا من الشباب والشابات رافضي الخدمة العسكرية والخدمة المدنية من مختلف الطوائف وهذا مهم جدًّا ، الأمر الآخر، أردنا أن نقول لشبابنا وشاباتنا بأن يعملوا جاهدين من اجل تتويج هذا المؤتمر بأن ننتشر في قرانا وفي مدننا العربية وفي مدارسنا لرفض الخدمة العسكرية والخدمة المدنية ومن أجل الحفاظ على هويتنا الوطنية وعلى انتمائنا الوطني الفلسطيني العربي الأصيل، ومن أجل الحفاظ على ما تبقى من كرامتنا العربية وتاريخنا العربي، ونحن لا يمكن بأن يكون شعبنا وشبابنا في جيش احتلال يعمل على اغتصاب أرض شعبه ويخنق أبناء شعبنا في الضفة والقطاع، ولا يمكن طالما هناك احتلال موجود على أرض فلسطينية أن نسمح بأن يكون أي مواطن في هذا الجيش".
ومضى قائلا: "نحن نعمل جاهدين كي لا يكون خدام في جيش الاحتلال ونجتهد بأن نقنع أكبر عدد ممكن رغم مروجي الخدمة العسكرية والمدنية ورغم الميزانيات الباهضة التي تنفقها حكومة إسرائيل من أجل ذلك، ولكن هناك وعي وهناك اهتمام من القوى السياسية، ومن كلّ مرافق شعبنا وكلّ أبناء شعبنا من كلّ الطوائف، آمل وأتمنى أن ننجح بإيصال الرسالة لكل عربي في هذه البلاد لأنّ هذا ما تبقى من عزة وكرامة وعروبة، كيف يمكن أن تخدم في جيش يريد قتل أبناء شعبك وأبناء جلدتك وأبناء عقيدتك ودينك".
وانهى قائلا: "نحن في هذا المؤتمر والحمد لله كان مؤتمرًا ناجحًا بمشاركة كلّ القوى وكلّ الأخوة الذين عملوا في اللجنة التحضيرية، ونحن نشكر كلّ إنسان عمل وما زال يعمل وسيعمل في المستقبل ضد الخدمة العسكرية والمدنية من أبناء شعبنا".
هذا وتخلل المؤتمر وصلات فنية ودرامية حيث فوجىء المشاركون بعروس وقد اكتسى فستانها الابيض بالدماء رمزا لما يخلفه جيش الاحتلال من قتل وتدمير، في حين اقتحمت ساحة المؤتمر مجموعة ممثلين على أساس أنهم قوة عسكرية من الجيش الاسرائيلي مدججة بالسلاح وبدأت بحملة اعتقالات.
كما وألقيت عدة كلمات لمحمد حسن كنعان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والاب فوزي خوري النائب العام المطرانية الكاثوليكية، والشيخ كنج عزة من بيت جن والقاضي احمد ناطور والقاضي رايق جرجورة رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر الارثوذكسي، وادغار دكور في كلمة للجنة المبادرة الوطنية، وفؤاد سلطاني رئيس اتحاد أولياء أمور الطلاب العرب، ومنتهى سعد والدة الشاب الرافض للخدمة عمر سعد من المغار والذي حضر المؤتمر، والشاب عنان شاهين من شفاعمرو رافض جديد للخدمة العسكرية، والشاعر علاء مهنا من البقيعة.
وبعد الكلمات كانت هنالك ورقة عمل كتلخيص للورشة الشبابية للخطة الوطنية الاستراتيجية لمناهضة التجنيد والخدمة المدنية، القتها جهينة صيفي. واختتم المؤتمر بتلاوة وثيقة لجنة المتابعة لرفض التجنيد تلاها رجا اغبارية عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ومن ثم التوقيع الجماعي على ميثاق وطني وحدوي في حين تبعه مهرجان فني ابداعي ملتزم أعدته وتقدمه عدة حركات شبابية إتّحَدت في مواجهة المخططات الحكومية.
وفيما يلي نص كلمة والدة عمر سعد رافض الخدمة العسكرية ابن المغار: "أُحيّي المبادرين لهذا المؤتمر، وأتمنى أن تكون هذه خطوة إضافية من أجل توحيد الجهود والتصدّي لكل المخططات الهادفة الى تفريقنا طائفيا ومذهبيا وعائليا وحزبيا. أقف اليوم أمامكم كأم تدافع عن حق ابنها في الحياه،وحرّيته باختيار ما يرضي ضميره. انا ام، نعم انا ام تفهم ما معنى ان تدافع أم عن وليدها.
أقف أمامكم، وأمامي ابني عمر الذي غادر بيتنا برجليه ليقابل سجانه منذ نصف سنة صارخا بأعلى صوته: لن أكون وقودا لنار حربكم ولن أكون جنديا في جيشكم. ومنذ ذلك اليوم سُجن عمر سبعَ مرات وفي المرة السابعة حُكم لمدة 40 يوما ونُقل الى سجن 4 وبعد مضي سبعةَ عشرَ يوما وبسبب الإهمال والظروف غير الإنسانية في السجن أصيب بالتهاب في الكبد، وبقي يصارع سلطات السجن ثلاثة ايام الى ان نقلوه الى المستشفى في وضع خطر كاد يودي بحياته، وهو منذ 02.05.2014 في إجازة مَرَضية بعد ان قضى في المستشفى أحَدَ عَشَرَ يوما. بعد العلاج سيعود لمقارعة سلطات السجن حتى الحصول على الإعفاء من الخدمة الإلزامية، وهو مصر على ذلك ومستعد للسجن ويفضل السجن على حمل السلاح ضد شعبه.
اليوم والأسرى يحاربون بأمعائهم الخاوية ويُضربون عن الطعام ويصرّون على انتزاع حريتهم، فهل تتوقعون من عمر أنْ يكونَ هو سَجّانهم؟ عمر قالها عاليا قبل نصف سنة في رسالته:كيف أكون سجّاناً لأبناء شعبي وانا اعلم أنّ غالبية المسجونين هم أسرى وطلاب حق وحرية؟ لقد تربى أبناؤنا على المحبة واحترام الغير، وأنهم جزء حي من الشعب العربي الفلسطيني، فبأيّ منطقٍ يُطلب منهم محاربة شعبهم؟
أقف أمامكم اليوم، وبينما بالأمس سافر أبنائي مصطفى، غاندي وطيبة لكي يعزفوا للفرح والحرية في مهرجان الموسيقى في فرنسا كفرقة رباعي الجليل، وكان من المفروض ان يكون عمر معهم، ولكن تعذّر عليه السفر معهم بسبب وضعه الصحي وبسبب عدم حصوله على الاعفاء من الخدمة الالزامية، وبسبب رفض سلطات الجيش الموافقة على سفره.
وبالمقابل فإبني مصطفى استلم امر المثول للفحوصات الطبية وهو مصرّ على ان يكون طيارا حربيا لانه يعشق القصف من الجو، او قبطان سفينة حربيةّ!! فهل تحقق له الدولة الديمقراطية اليهودية حلمه؟ اذا رفضوا طلبه سيرفض التجنيد، ما رأيكم؟
بعد ايام سيواجه البطل "عروة سيف" سلطات الجيش لرفضه التجنيد، ونحن متأكدون انه سينتصر عليهم كما انتصر عليهم عشرات الشباب الدروز ممن يرفضون قانون التجنيد الإجباري.
يبدو أن عمر أزعج السلطات فباتت القرارات بخصوصه تُتَّخَذ من أعلى القيادات. عمر كان ولا زال واضحا وضوح الشمس، ورفضُه كان رفضا وطنيا وضميريا وبطريقة لم يعهدوها من قبل. شاب قوَّض نظريتهم وحساباتهم التي عملوا عليها منذ قيام الدولة. عمر أثبت لهم أنّ سياسة إقصاء العرب الدروز فشلت، وها هو التضامن مع قضيته يتّسع، من غزة الى جنين مرورا بكل مدن وقرى فلسطين، بل وفي الشتات الفلسطيني، بل وفي أرجاء العالم، وهذا يؤكد أنّ قضية عمر ليست قضية درزية بل هي في الصميم قضية بني معروف أسوة بقضيتنا الفلسطينية والقضية العربية العامة.
بيَّن لهم عمر من خلال رفضه زيف ادعائهم وكأنه لا توجد معارضة لقانون التجنيد الاجباري في الطائفة الدرزية. شرح عمر كذب ادعائِهم بشأن حصولِ مَن يخدم في الجيش على امتيازات، فتحدث عن قرانا المهمشة والتمييز الصارخ ضدها وتحدث عن فقدان القرى الدرزية للخرائط الهيكلية وعن مصادرة أراضينا وعن افتقار قرانا للمناطق الصناعية وعن تدنّي نسبة خريجي الجامعات وعن البطالة.
لقد استطاع عمر من خلال شبكة العلاقات العالمية التي بناها هو واخوته من خلال عزفهم الموسيقى ان يوصلوا رسالته الى جميع أنحاء لعالم.ومن خلال تواجدهم في المدن الفلسطينية ومن خلال أصدقائهم في معهد ادوارد سعيد للموسيقى أكدوا للجميع بأننا شعب واحد ولا يمكن فصلنا حتى ولو بنوا كل الجدران العنصرية وبثوا مختلف الدعايات التحريضية.
أهلنا، بسبب هذه القضية وتفاعل الجمهور الواسع معها جنَّدت السلطة كل ما تملك. جندت ضباطها وقيادات دينية ومواقع إنترنيت. حاولوا بث جو من الرعب حولنا وبث الإشاعات. بتنا نسمع عن عرض وحدات للجيش لطلاب المدارس الدرزية في رحاب مقام نبينا شعيب عليه السلام. بتنا نسمع عن أعضاء كنيست سابقين يزورون المغار ليخرجوا للإعلام ويدّعوا بأنّ نسبة المتجندين من المغار كبيرة،وبتنا نسمع عن جنود يدخلون المغار لكي ينظّفوا شوارعها بحجّة تقوية العلاقة بين الجيش والمغار وقرانا.
الهجوم الشرس في المواقع في القرى الدرزية وصل احيانا الى حدّ التعرض لحياتنا الشخصية، ومقابل سياستهم لاحظنا العديد من ابناء بني معروف هبوا ليسألوا إسئلة عمر ذاتها عن التميز وعن وضع قرانا وعن التجنيد الذي أبعدنا عن محيطنا العربي ولم يقدِّم لنا اي شي، فبدأت الأصوات المطالبة بإلغاء التجنيد بالازدياد، ولم تعُد مقتصرة على أعضاء لجنة المبادرة الدرزية ومن يؤيدهم، او ميثاق المعروفيين الأحرار. وفي الختام، فإن عمر لم يكن اول الرافضين ولن يكون الأخير، وهو سار على طريق الرافضين .