في زيارة جديدة لمختبر الجد العالم فاضل قالت رغد لجدها:
بالأمس كنت لدى طبيب الأسنان ولما خفت داعبني قائلا:
تشجعي ألا تحبين أن تكوني طبيبة بارعة مثل أجدادك المسلمين؟
فتعجبت يا جدي ؛ فهل كان لأجدادنا حضارة طبية؟
تبسم الجد وقال : بالطبع يا رغد لقد كانت حضارة متكاملة لم تترك مجالاً إلا وأبدعت فيه.
فقال سند في شوق: وهل يمكن من خلال بوابة التاريخ يا جدي أن نزور إحدى مؤسسات حضارة المسلمين الطبية؟
الجد: بالتأكيد يا سند ؛ هيا بنا
سند ورغد: إلى أين يا جدي؟
الجد: سنزور معًا المارستان النوري؟
نظرت رغد إلى أخيها نظرة يفهمها ويعرف معناها فقال :
اصبري يا رغد ولا تتعجلي فما أحلى مفاجآت جدي العظيم
فتبسم الجد وانطلق بهم عبر بوابة التاريخ إلى دمشق خلال القرن السادس الهجري وفي سنوات حكم السلطان العادل المجاهد نور الدين محمود زنكي حيث هبطا بجوار مستشفى رائعة في تصميم مبانيها يحس الناظر إليها أنها قصر لأحد الملوك.
أخذ الجميع يتأمل المبنى العظيم وقبل أن يدخلوا قال سند:
جدي؛ إنها مستشفى عظيمة وقد قلت لنا سنزور المارستان
فضحك الجد قائلاً يا ولدي هذا الاسم القديم الذي كان يطلق على مكان تطبيب المرضى والجرحى وتخريج الأطباء ، وكان يسمى بيمارستان وهي كلمة فارسية تعني مكان المرضى ، وهذا المبنى الرائع له قصة في بنائه.
رغد : وما هي يا جدي؟
الجد : حينما وقع أحد ملوك الصليبين أسيرًا في يد السلطان نور الدين استشار أصحاب الرأي فأشاروا عليه بقبول الفدية ، وأن تخصص هذه الفدية لعلاج الجرحى والمرضى المسلمين ، فاستحسن هذا الرأي وقام ببناء هذا الصرح العظيم ثم قام الطبيب المسلم بدر الدين ابن قاضي بعلبك سنة 637هـ ليصير بهذه الهيئة التي ترونها.
سند : وكم تبلغ مساحته يا جدي؟
الجد : أكثر من عشرة آلاف متر مربع ، وقد بني على أروع ما يكون حتى ظهرت فيه روح العمارة الإسلامية المميزة ، والآن هيا بنا لنتجول داخل هذا البناء العظيم.
ولكن صفارة الإنذار انطلقت لتعلمهم بانتهاء الفترة المسموح لهم بها بالوجود في هذا المكان والزمان فوعدهم الجد بعودة قريبة وعاد الجميع إلى المختبر وهم في غاية الفخر بحضارة أجدادنا المسلمين مصممين على أن يكونوا امتداداً لها.
موقع العرب يتيح لكم الفرصة بنشر صور أولادكم.. ما عليكم سوى ارسال صور بجودة عالية وحجم كبير مع تفاصيل الطفل ورقم هاتف الأهل للتأكد من صحة الأمور وارسال المواد على الميل التالي: alarab@alarab.net