ندعو كل الأطر السياسية والاجتماعية والوحدوية لاطلاق موقف وطني وانساني يدين جرائم داعش وهذا أضعف الإيمان
هكذا موقف مبدئي ووطني يعزز في هذا الوقت بالذات وحدتنا الوطنية ونضالنا الموحد ضد العدوان الإسرائيلي على شعبنا في غزة
الحزب والجبهة يحذران من استخدام تلك الجرائم لأجندات طائفية عنصرية بغيضة من أي طرف كان في مجتمعنا العربي في البلاد
انقاذ مسيحيي العراق كبشر أولا وكحضارة وتراث انساني ثانيا هو واجب أخلاقي أممي ويتجاوز الاختلافات الدينية أو القومية او المذهبية
جرائم داعش الارهابية ضد الانسانية لا تسلم منها أي من المجموعات والشرائح والأديان والطوائف وتشوّه صورة الإسلام والإسلام منها براء
وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن الجبهة الديموقراطية والحزب الشيوعي، جاء فيه: "دعا بيان مشترك للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والحزب الشيوعي، العالم للتدخل السريع من أجل وقف جرائم "داعش" في العراق وسورية، وانقاذ مسيحيي العراق، الذين يواجهون حرب تطهير عرقي وحتى إبادة، على يد عصابات تنظيم "داعش" الإرهابية، وتيارات سلفية ظلامية أخرى، التي ترتكب أيضا جرائم ارهابية متعددة ضد أبناء الديانات والطوائف الأخرى، وضد كل من هو خارج تنظيمهم الضيق، وهي عصابات تشوّه الإسلام، والإسلام منهم براء".
وأضاف البيان: "لقد وقفنا دوما ضد أي مساس او تعرض للأديان والعقائد أو ضد كل اشكال الاضطهاد والملاحقة بسبب الانتماء الديني او العقيدة المتعلقة بالدين. كما وشدد بيان الحزب والجبهة على أن انقاذ المسيحيين كبشر أولا، وهو واجب انساني وأخلاقي يتجاوز الاختلافات الدينية أو القومية او المذهبية، والتلكؤ في وقف هذه المجزرة الدائرة من قبل قوى محلية وعالمية فاعلة في الساحة العراقية، وخاصة النظام الحاكم هناك، يطرح علامات أسئلة خطيرة جدا، حول أجندة "داعش" والمستفيد منها، حتى لو كان ثمنها دماء الناس وحياتهم، وبهذا القدر من الجرائم الوحشية. وقال البيان، إن المسيحيين في العراق، هم جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي الواحد، ذي الأصول المتعددة، ولكن هم بالذات، امتداد لشعوب تاريخية عرفتها بلاد الرافدين على مر العصور، وبنت حضارات وأمجاد ما تزال بصماتها ظاهرة في العراق، من الآشوريين والكلدانيين والسريان، كما أن منهم من يمثلون طوائف مسيحية قديمة، لها أيضا حضارات، والسكوت على هذه الجريمة الدائرة، هو كمن يقبل ببتر جزء من جسده الحي، كما أن موطنهم هو منبع المسيحيين العرب، الغساسنة والمناذرة".
هذا وأكد البيان: "على الموقف المبدئي الرافض للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول، ولكن ما يجري في العراق في السنوات الأخيرة، هو افراز مباشر للاحتلال الامبريالي الأميركي للعراق، الذي اختلق فوضى ونزيف دم لا يتوقف منذ ما يزيد عن 11 عاما، وزرع نظاما اجراميا، رسّخ الطابع الطائفي في العراق كخطوة تمهيدية لتقسيم البلاد، وإضعاف هذا البلد العربي أكثر مما شهده في السنوات الأخيرة. وما يجري في العراق اليوم، يؤكد مجددا أن قلق الامبريالية العالمية وخاصة الأميركية لم يكن في أي يوم على الشعب والانسان العراقي، ولا على "النظام الديمقراطي"، بل على الثروات الطبيعية فيه، وهذه الامبريالية ما تزال تحتل العراق من الناحية العملية بأذرع متعددة، وهي تتحمل مسؤولية ما يجري على أرض العراق".
الحصانة والمناعة الشعبية
وتابع البيان: " إن جرائم عصابات "داعش"، ورغم أنها تتركز الآن على المسيحيين بحكم انتمائهم الديني، وترتكب ضدهم جرائم تطهير عرقي وابادة جسدية جماعية، وأيضا ابادة حضاراتهم ومقدساتهم، إلا أن هذه الجرائم لا تقتصر عليهم، فرأينا جرائم هذه العصابات ضد أبناء الطوائف الاسلامية الأخرى، وضد كل من ليس محسوبا على تفكيرهم الظلامي. كما وحذر البيان، من استخدام هذه الجرائم من قبل قوى طائفية عنصرية من جميع الأطراف في مجتمعنا العربي في البلاد، خدمة لأجندات طائفية بغيضة، لها أهداف بعيدة المدى خطيرة، إن كان تأييدا صريحا أو ساكت لتلك الجرائم، أو رافض لهذه الجرائم واستخدامها طائفيا، لاختلاق صراع طائفي بغيض، أو لترهيب الناس ودفعهم للجوء الى أحضان من يعادون شعبنا الفلسطيني، ويرتكبون جرائمهم ضد شعبنا يوميا".
واختتم البيان:" شدد البيان على ضرورة أن تبادر القوى السياسية والاجتماعية والوحدوية، في مجتمعنا العربي الى اصدار موقف صريح وشديد ضد جرائم "داعش"، من باب التعبير عن الموقف، إذ أن موقفا مبدئيا ووطنيا كهذا من شأنه ان يعزز في هذا الوقت بالذات وحدتنا الوطنية ونضالنا الموحد ضد العدوان الإسرائيلي على شعبنا في غزة؛ وأيضا من أجل الحفاظ على نسيجنا الاجتماعي وتماسكنا الوطني، فعلينا أن لا نستخف بمحاولات استثمار جرائم "داعش" لضرب مجتمعنا هنا، حتى وإن بدت هذه المحاولات حاليا هامشية ومحاصرة، لأن السكوت عليها، وعدم تحصين مجتمعنا وتعزيز مناعته الوطنية، سيجعل مثل هذه المحاولات تتفشى أكثر". إلى هنا نص البيان كما وصلنا.