المدربة امانويلا:
ان زيارتي لأسرة الشهيد الثكلى هي واجب وطني وانساني بالدرجة الأولى في ظل سياسة التمييز العنصري التي تتبعها الحكومة الاسرائيلية وسياسة الكيل بمكيالين تجاه الممارسات العنصرية القمعية ضد الأقلية العربية, يصبح النضال السياسي واجبا أخلاقيا, أولا
ان زيارتي لأسرة الشهيد الثكلى هي واجب وطني وانساني بالدرجة الأولى
والد الشهيد: المجرم ليس مختلا عقليًا
قامت المدربة الحيفاوية امانويلا, مدربة التنمية الاقتصادية والمهنية، المدربة الرائدة للتدريب الشخصي والجماعي، قامت بزيارة لعائلة الشهيد المقدسي محمد ابو خضير، وقالت امانويلا ان هذه الزيارة جاءت في لتؤكد من خلالها مجددا آعتزازها بعروبتها وتمسّكها بالثوابت الوطنية والقومية, ومناصرتها الشديدة للقضايا العربية العادلة" - على حد تعبيرها.
وقدمت امانويلا خلال الزيارة درع الشهيد لوالدي الشهيد, تعبيرا عن تضامنها مع الأسرة الثكلى.".
"النضال السياسي واجب أخلاقي, أولا"!
وحول هذا اللقاء تحدثت المدربة امانويلا قائلة : " في ظل سياسة التمييز العنصري التي تنتهجها الحكومة الاسرائيلية ضد الأقلية العربية في البلاد, وآستمرارها في آنتهاج سياسة التغاضي المعيبة والكيل بمكيالين تجاه الممارسات العنصرية القمعية والمتكررة ضد العرب, وأبرزها حادثة آستشهاد الفتى المقدسي محمد أبو خضير وحرقه وهو حي, يصبح النضال السياسي واجبا أخلاقيا, أولا "!
وتابعت: " ان زيارتي لأسرة الشهيد الثكلى هي واجب وطني وإنساني بالدرجة الأولى! فالإنسان العربي المقدسي مستهدف في هويته وحضارته ووجوده في المدينة المقدسة. هذه المدينة التي كانت ولا تزال وستبقى مصدر الهام وإيمان لكل انسان مؤمن بالعدل والسلام, بغض النظر عن آنتمائاته الدينية". - كما قالت امانويلا.
"والدة الشهيد هي أم عطوف, ووالد الشهيد هو انسان قوي"
وأردفت: " عندما دخلت منزل الشهيد وقفت للحظات أتأمل الحزن والسكون الذي يخيّم عليه... وآستشعرت حزنا وألما ودمعا في عيون والديه, حزن لا يشبهه حزن أبداَ, حزن بفراق آبنهما الغالي جدا على قلوبهم, الشهيد محمد . فمقلتا والدته مغرورقتان بالدموع, وصوتها مخنوق وحزين. أم الشهيد هي أم حنون, عطوف مؤمنة بقضاء الله وقدره ... وشوقها لابنها كبير ... كانت تنظر الى باب المنزل وكأنها ترقب عودته الى أحضانها... باسما كعادته... مرحا ومحبا للحياة كما هو دائما. . . ولكن مشيئة الله كانت بخلاف ذلك. وعندما نظرت الى والد الشهيد وألقيت عليه التحية, شعرت بقوة صبره على المصاب الأليم, وشعرت بإيمانه العميق بقضاء الله وقدره, وإصراره الشديد على اظهار الحقيقة والنضال من أجل تحقيق العدالة في قضية ابنه محمد (ر حمه الله).
والدة الشهيد (سهى أبو خضير): " محمد كان فتى هاديء, مرحا, يعشق الدبكة,".
وتابعت امانويلا:"هدوء وحزن خيّما على منزل الشهيد... جلست لأحدث والدة الشهيد... وشعرت بلوعتها وحسرتها لفقدانها ابنها محمد ..وبدأت تحدثني بشوق كبير عن ملامحه الانسانية, قائلة: " محمد كان فتى هاديء, مرحا, يعشق الدبكة, محبا للمساعدة بشكل كبير وعلاقته بنا كانت ممتازة. وأذكر قبل يومين من حادثة آستشهاده, أنه آهتم كثيرا بسلامة الأطفال في عائلتنا, لخوفه من محاولات آختطافهم من قبل المستوطنين. وشاء الله سبحانه وتعالى أن يكون محمد هو الضحية وأن يختطف على يدهم ويحرق حيا! حسبي الله ونعم الوكيل". - كما جاءعلى لسان المدربة امانويلا.
والدة الشهيد: " أشتاق لابني محمد ولم أستوعب بعد انني لن أراه بعد اليوم...ا"!
واضافت المدربة الحيفاوية في حديثها حول اللقاء مع عائلة ابو خضير في القدس:""لحظات صمت... وحزن... وغضب... مرّت قاسية جدا, وتابعت أم الشهيد قائلة: " أنا كأي أم أشتاق لابني كثيرا, وليس بمقدوري أن أستوعب أنني لن أراه بعد اليوم... فأنا أتخيله كل مساء داخلا المنزل ساعة الافطار بوجهه البشوش ونظرته البريئة ... أشتاق لأن أحضنه ولأن يجلس بقربي يحدثني... لا شيء ينسيني محمد ... لا شيء أبدا" وأجهشت بالبكاء..." لا أستوعب أبدا كيف سكب المجرمون الكاز في فمه وأشعلوه وهو حي... لا أستوعب ذلك!" ...وشردت بنظرتها الحزينة الدامعة بعيدا بعيدا".
وتابعت:"خلال الحديث آستشعرت في نبرة والدا الشهيد غضبا عارما على الشرطة الاسرائيلية, وحين آستوضحت ذلك, كان ردهم: " نحن نحمّل الحكومة الاسرائيلية والشرطة كامل المسؤولية في قضية مقتل ابننا! فنشعر بأن الشرطة الاسرائيلية تواطأت مع المجرمين في قضية مقتل ابننا, اذ لم تتحرك بشكل جدي, أبدا! ولو أرادت الشرطة فعلا آعتقال المجرمين لفعلت ذلك خلال عشرة دقائق, لأنه تتواجد في المكان الذي آختطف منه محمد أكثر من خمس وثلاثين كاميرا للرصد! ولكن الشرطة تركت المجرم الحقيقي وحاولت تمويه الحقائق. فتارة آدّعت بأن خلفية الغدر والإجرام بحق ابننا هي نزاع عائلي, وتارة أخرى آدّعت بأنه قتل على خلفية شجار مع أصحابه. ولكن الحقيقة ظهرت ومقتل ابننا كان لكونه عربيا". وتساءل والد الشهيد: " أين كانت الشرطة الاسرائيلية عندما هتف أكثر من ألف متظاهر يهودي متدين:" الموت للعرب"؟! وذلك قبل يوم واحد من آستشهاد ابننا؟!".
والد الشهيد: المجرم ليس مختقلًا عقليًا
وقالت امانويلا ايضًا:"وبخصوص آدعاء الشرطة بأن المجرم المركزي "مختل عقليا" ردّ والد الشهيد بغضب: " لا نستغرب ذلك منهم أبدا! فهذه هي سياستهم في التعامل معنا كفلسطينيين. ومنذ اللحظة الاولى شعرت بأنهم سيدّعون ذلك حفاظا منهم على سمعتهم أمام الرأي العام العالمي. ولو كان المجرم "مختل عقليا" فعلا كما يدّعون, لقام بآختطاف أي طفل وقتله ولما قام بالبحث لمدة أربعة أيام عن طفل عربي لقتله!".
والدة الشهيد: "آستنكار نتنياهو لا يفيدني بشيء أبدا!"!
وحول ردّ أم الشهيد على آستنكار رئيس الوزراء الاسرائيلي لحادثة قتل الشهيد محمد (رحمه الله), قالت : " ان آستنكار نتنياهو لا يفيدني بشيء أبدا! ولن أقبل آستنكاره حتى وان آستنكر مليون مرة. فهل بمقدور نتنياهو أن يعيد لي ابني محمد؟ ان كان بمقدوره فعل ذلك, فسأقبل آستنكاره! وأؤكد أننا ما لم نحصل على الحكم العادل في قضية ابننا, فالمحاكم مستمرة حتى نأخذ حقنا كاملا من المجرمين".
والدا الشهيد: " لا نثق أبدا بعدالة المحاكم في اسرائيل!
وسردت امانويلا تفاصيل اخرى من زيارتها:"وعندما سألت والدا الشهيد عن مدى ثقتهم بالعدالة في إسرائيل, كان ردهما: " نحن لا نثق أبدا بعدالة المحاكم في اسرائيل! فلا توجد عدالة في اسرائيل, خاصة بكل ما يخص الانسان الفلسطيني!! وان لم يتم انزال أشد العقوبة بالمجرمين الذين أعدموا ابننا محمد حيا... أحرقوه حيا, فسوف نتوجه الى المحاكم الدولية حتى تأخذ العدالة مجراها في قضية ابننا. فدم ابننا ليس برخيص أبدا, أبدا"!.
وعن مفهوم العدالة في نظر أم الشهيد, ردّت: " نحن نطالب بالحكم على المجرمين بالسجن المؤبد أو الحكم بإعدامهم وهدم منازلهم ليكونوا عبرة للآخرين. فكيفما تقوم السلطات الاسرائيلية بإصدار الأحكام المؤبدة علينا نحن الفلسطينيين ويقوموا بهدم منازلنا على رؤوسنا, فيجب التعامل بالمثل مع هؤلاء المجرمين الذين حرمونا ابننا وقتلوه بشكل وحشي لا يقبله عقل بشر! وسنواصل النضال حتى تحقيق العدالة التي نطالب بها".- كما جاء في البيان.
والدا الشهيد: نحن في القدس والقرى المجاورة لا نشعر بالأمان أبدا!
ونقلت امانويلا تأكيد والدي الشهيد: "نحن هنا في القدس والقرى المجاورة لا نشعر بالأمان أبدا! ونطالبهم بتوفير الأمن لنا تماما كما يقومون بتوفير الأمن والأمان للمستوطنات"!
حملة آعتقالات مستمرة
وتابعت ناقلة قولهما " ان الشرطة مستمرة في حملة آعتقالات واسعة ضد أبنائنا كوسيلة للضغط علينا. فهذا هو أسلوبهم ونتوقع منهم ذلك! فبدلا من أن يقوموا بمعاقبة المجرمين, هم يقومون بآعتقال أبنائنا والتنكيل بهم! وتساءل والد الشهيد: " أين كانت الشرطة الاسرائيلية عندما هتف أكثر من ألف متظاهر يهودي متدين: " الموت للعرب"؟! وذلك قبل يوم واحد من آستشهاد ابننا؟!".
وأنهت مدربة التنمية امانويلا لقائها بوالدي الشهيد, قائلة : " أؤكد مناصرتي الشديدة لقضايانا العادلة"! وقامت بتقديم درع الشهيد لهما تعبيرا عن تضامنها مع الأسرة الثكلى.