الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 27 / نوفمبر 03:02

الطائفية وخطرها على مجتمعنا العربي /بقلم:جمال عبدالخالق

كل العرب
نُشر: 29/07/14 11:44,  حُتلن: 11:51

 جمال عبدالخالق في مقاله:

 كمواطن أطالب بعقد مؤتمر على اعلى المستويات تتبناه بلدية الناصرة ويشارك به رجال دين كافة الديانات وكل القيادات العربية والحركات السياسيه والجمعيات لنبذ ظاهرة الطائفية

الطائفية الكريهة التي بدأت تظهر وبشكل مكثف وسريع في الكثير من تفاصيلنا الصغيرة والكبيرة، وخاصة على بعض المواقع الالكترونية الوهميه والتابعة لسماسرة 

ولكن، من أين جاءت كل هذه المظاهر الطائفية ؟، وكيف استطاعت أن تجد لها حاضنة تدعمها وتمولها وتروّج لها؟، ومن هو المستفيد من طغيان هذا التسونامي الطائفي المقيت الذي يكاد ان يُغرق وسطنا العربي وخاصة مدينتنا الناصرة في بحر من الاحتقان والتأزم والانقسام؟

لاشك ان أخطر داء يُهدد الإنسانية منذ نشأتها وحتى وقتنا الراهن، هو ذلك المرض اللعين الذي تُمثله الطائفية بمختلف أشكالها ومستوياتها. فالطائفية البغيضة، هي الخطر الداهم الذي يُراد من خلالها تفتيت وحدة وتماسك وانسجام المجتمعات العربية، وزرع الفتنة والبغضاء بين مكوناتها وشرائحها المختلفة التي تعايشت كل تلك القرون بحب ووئام وتآلف.

إن الطائفية الكريهة التي بدأت تظهر وبشكل مكثف وسريع في الكثير من تفاصيلنا الصغيرة والكبيرة، وخاصة على بعض المواقع الالكترونية الوهميه والتابعة لسماسرة ، وصفحات التواصل الاجتماعي أشد خطراً من العديد من المظاهر المجتمعية السلبية الاخرى لأنها- أي الطائفية- ظاهرة أممية وكونية، ولا يُمكن لأحد أو جهة الوقوف أمام تمددها وانتشارها، فهي لا تعترف بالحدود أو الجغرافيا، وتنتقل في كل الاتجاهات والمسافات، على عكس تلك المظاهر الاخرى-رغم خطورتها- التي غالباً ما تتمركز في بيئتها المحدودة .

إن مسألة الطائفية الآن، هي العنوان الأبرز والأكبر والأخطر بين كل المواضيع والقضايا والمجالات الأخرى، السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ايضا بل إنها الظاهرة العابرة لكل الحدود فضلاً عن العقول والقلوب المريضه

ولكن، من أين جاءت كل هذه المظاهر الطائفية ؟، وكيف استطاعت أن تجد لها حاضنة تدعمها وتمولها وتروّج لها؟، ومن هو المستفيد من طغيان هذا التسونامي الطائفي المقيت الذي يكاد ان يُغرق وسطنا العربي وخاصة مدينتنا الناصرة في بحر من الاحتقان والتأزم والانقسام؟

الأسئلة كثيرة جداً ولا نهاية لها، ولكن الإجابات لم تخرج بعد من التردد والخوف نحن بحاجة لتشخيص حقيقي وشفاف لهذا المرض القاتل الذي ينخر في جسد مدينتنا التي تعاني أصلاً من حزمة كبيرة من المشاكل والأزمات
كثيرة هي الأسباب التي أدت لهذا الاحتقان الطائفي الذي تعاني منه أغلب مجتمعاتنا العربية. أصحاب الفكر المتشدد والاقلام الرخيصه التي تعزف على وتر الطائفية، ، والإعلام الطائفي المسيّس والمواقع الالكترونيه الوهمية وجهات مشبوهة كلها تؤجج الطائفية بل وحتى الإنسان البسيط جداً يُشارك في دعم وتمويل وتسويق هذه الحالة الطائفية الخطيرة التي تُهدد سلم وأمن واستقرار مجتمعنا العربي .

كم نحن بحاجة ماسة لمكافحة ومحاربة هذا المرض الفتّاك التي يهددنا جميعاً، وهذا لن يتم إلا بتظافر كل الجهود والطاقات والامكانيات، إضافة إلى وجود عمل مؤسساتي ضخم لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة، وكذلك إلى تحرك كبير من قبل القيادات ورجال الدين .

الطائفية، هذا الوباء اللعين التي عانينا منه بالسابق وتسبب في تعطيل عجلة التنمية والتطور والازدهار في الكثير من المجالات، لابد من صده، بل وقلعه من جذوره وهذا لن يكون إلا بنشر الوعي الوسطي، والقبول بالآخر كما هو وصد الخطابات الطائفيه ومحاربة مروجيها بكل الوسائل المتاحة .
وأنني كمواطن أطالب بعقد مؤتمر على اعلى المستويات تتبناه بلدية الناصرة ويشارك به رجال دين كافة الديانات وكل القيادات العربية والحركات السياسيه والجمعيات لنبذ ظاهرة الطائفية ووضع خطة للقضاء عليها .. وأدعو كل المواطنين العرب بالبلاد لتأييد المؤتمر لقطع الطريق على مسوقي هذا المرض الخبيث .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

 

مقالات متعلقة