إبراهيم وشاحي في مقاله:
ما يجري في غزة الذبيحة الجريحة هذه الايام يجعلنا نسأل وين العرب الحجازة؟ وينكم يا شرفاء العرب؟
بالله عليكم لا تستلوا سيوفكم ضد اسرائيل بل المطلوب تجنيد العالم والرأي العام وشعوبكم لمسيرات ومظاهرات سلمية تشق شوارع بلادكم منادية بالكف عن العدوان وحجز الشر
والله لا نريدكم محاربين ومقاتلين الى جانب الشعب الفلسطيني الضحية بل كفوا شركم عنه ولا تحرضوا اسرائيل والغرب الاستعماري عليه
يا زعماء العرب واخص بالذكر حلفاء امريكا وعبيدها من ملوك السعودية والامارات والاردن هل جفت شرايين الحياء في اجسامكم ويبست عروق الكبرياء في نفوسكم الى درجة انكم متفرجون على دماء غزه الجريحة الجارية كجريان الانهار
حينما كنت فتى عاشرت وبكل حسرة حالات من شجار بين الناس ولأسباب تكاد تكون تافهة في معظمها اما نتيجة خلافات بين الرعاة والفلاحين، واما نزاعات على الارض او بيدر من المحاصيل، وقد يكون بسبب علاقة جانحة بين شاب وفتاة وسرعان ما يبدأ دب الصوت لدى رجال ونساء القرية المسنين طلبا للنجدة وردع المتخاصمين وحجز الشر بينهم. فتجد من يمتطي فرسه أو يهرول بقواه الذاتية لتطويق الحدث وتدارك الموقف وكانت تسمى هذه المجموعة من المتطوعين المتحمسين بالحجازة او الحماشة، وكم منهم من تعرض للاذى وهو يلقي بجسده بين اطراف الشجار، لكنهم كانوا راضيين بدورهم الخلاق للفصل بين المتنازعين ومنع تدهور الامور وانزلاقها الى ما هو اخطر.
واذكر أحد المسنين الحماشة رحمة الله عليه الذي عمر طويلا وتوفي قبل حوالي ثلاثين عاما، كيف أنه سقط ارضا عن جواده وهو يسعى للفصل بين فرقاء الطوشة، بعد أن اصيب بضربة في رأسه، لكن لطف الله شفاه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على النخوة والاصالة والحماسة والاريحية التي ميزت اباءنا القدامى، وهم ملتزمون بخدمة شعبهم، فرسان على صهوات خيولهم وكثير منهم مترجلون لغرس مبادئ التصالح والتسامح والتفاهم مضحين بأنفسهم من اجل تسوية الخلافات.
ولماذا هذه المقدمة؟ لأن ما يجري في غزة الذبيحة الجريحة هذه الايام يجعلنا نسأل وين العرب الحجازة؟ وينكم يا شرفاء العرب؟ لا نريد منكم أن تتعرضوا للسوء كحال الحجازين القدامى في تراثنا.. بالله عليكم لا تستلوا سيوفكم ضد اسرائيل بل المطلوب تجنيد العالم والرأي العام وشعوبكم لمسيرات ومظاهرات سلمية تشق شوارع بلادكم منادية بالكف عن العدوان وحجز الشر والله لا نريدكم محاربين ومقاتلين الى جانب الشعب الفلسطيني الضحية، بل كفوا شركم عنه ولا تحرضوا اسرائيل والغرب الاستعماري عليه.
فيا زعماء العرب واخص بالذكر حلفاء امريكا وعبيدها من ملوك السعودية والامارات والاردن هل جفت شرايين الحياء في اجسامكم ويبست عروق الكبرياء في نفوسكم الى درجة انكم متفرجون على دماء غزه الجريحة الجارية كجريان الانهار ..لماذا هذا الصمت القاتل والتنكر لكل ما هو انساني؟ اليس هؤلاء من لحمكم ودمكم ؟ ام ان دمكم المستورد يأبى عليكم التضامن.. اليس بامكانكم خلال شهر رمضان رفع تلفون لسيدكم مطاع في البيت الابيض والاحتجاج امامه على سياسة اسرائيل العدوانيه بل وثنيها عن حربها الاجراميه ام انكم فعلا عبيدا عبيدا خانعين اذلاء . اليس نتانياهو صديقكم الحميم كما يصرح اميركم الشهير الوليد بن طلال ، فعلى الاقل وحفظا لماء وجوكم المكدره املكوا حدا من الجرأة وطالبوه ولو بالحياء الكف عن هذه المجازر بقتل الابرياء. والاهم منكم يا ملوك العار هذا الجنرال المتربع الجديد على عرش مصر المشير الكبير عبد الفتاح السيسي وينك يا سيسي؟ هكذا من اول رحلاتك كسرت عصاتك...
ما هذا العداء السافر فجأة نحو الشعب الفلسطيني ؟ ما هذا الصمت القاتل في مواقفك ونحن كنا نتصورك بعبد الناصر الثاني منقذا لما تبقى من كرامة العرب ومكانتهم فاذا بك تتحول الى مبارك الثاني وجلالة الحسين الثاني في التأمر على القضيه الفلسطينية.
ولا اخفي سرا انني شخصيا بعكس العديد من الاصدقاء لم اتحمس لوصول السيسي الى السلطه واعتبرته ناهبا للسلطه الشرعيه حين قاد انقلابا دمويا ضد الرئيس الشرعي محمد مرسي وحتى اودعه السجن بتهم ملفقه .لست من انصار الاخوان المسلمين ولا من انصار حماس ولكني حريص على مصلحة الشعوب وطالما هناك مجازر مرتكبه ضد الفلسطينيين في غزه فعلى كل صاحب ضمير واحساس بشري التدخل الفوري لوقفها وايجاد الحل السلمي للنزاع ..فاين انت يا مصر يا ام الدنيا كما تربينا على وصفها ؟ اين من تبقى من شرفاء مصر ومن قوى اليسار فيها مثل حمدين صباحي ومصطفى البكري لماذا اختفت اثاركم ؟ بل واشد من ذلك شاهدوا الاعلام المصري في تخبطاته ومستواه الرخيص وهو يوجه الطعن ضد اهالي غزه فلماذا هذا الانحدار ما الذي جناه الفلسطينيون بحق مصر ..اين انت الان يا محمد حسنين هيكل واين انتم يا صحفيي مصر اصحاب الضمائر الحيه؟ وينك يا سيسي كيف تنام الليل امام دماء ودموع اطفال غزه المنهمره الم يهز هؤلاء مهد نومك الفاخر ؟
نعم انت قادر على القيام بدور فاعل في الضغط على اسرائيل لوقف اطلاق النار يلبي تطلعات اسرائيل واهالي غزه فلماذا لماذا هذا الشلل المروع في سياستك ومواقفك ؟ لماذا تقف صامتا متفرجا ؟ وهل وصل لاسماعك ما تقوله بعض وسائل الاعلام الاسرائيليه انك الان اكبر حليف استراتيجي لاسرائيل .. صحتين على قلبك الزين واكثر ما شاهدناه على الشاشه من مشاهد مقرفه ومؤلمه في نفس الوقت هذا المشهد من الجنود المصريين المرابطين على حدود رفح المصريه وامامهم مذابح الفلسطينيين . خيبت امالنا يا سيسي في مواقفك المخزيه فيا رب غير مقبول وغير معقول الا يكفينا ما فينا.
عرعرة
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net