*صلاح المغربي: " ذلك الشخص هو حالة انسانية شاذة ونادرة في مجتمعنا، فهو منذ ثلاث سنوات يعيش في البرية، شعره طويل ولحيته كذلك، وهو لم يستحم ربما منذ ثلاث سنوات، يدخل البيوت ليلاً لكي يجد شيئاً يأكله، ويرعب الناس بسبب منظره الشاذ".

* الشرطة لا دخل لها في القضية وعلى مكتب الرفاه الاجتماعي ايجاد الحلول الملائمة لهذه الشخصية الغريبة

* كنا قد تحدثنا في السابق مع مكتب الرفاه الاجتماعي لحل المشكلة ولكن على ما يبدو تم تجاهل طلبنا.

احتجزت شرطة كتسرين، ولبضع ساعات جمال سميه من بقعاثا بعد اقتحامه بيت المواطن محمد المغربي ليلة السبت الفائت. محمد تفاجأ بشخص يخرج من غرفة خارجية في البيت عندما كان عائداً برفقة ابنه من عزاء الشاب سامح شمس، فقام الاثنان بمطاردته وإلقاء القبض عليه بمساعدة الجيران، ثم قاما باستدعاء الشرطة التي حضرت على الفور وقامت باعتقاله واقتياده إلى مركز الشرطة.

جمال سميه اثناء القاء القبض علية من قبل الشرطة

جمال سميه رجل يعيش أزمة بعد أن تركته زوجته وأخذت معها الأولاد، الأمر الذي قلب حياة الرجل رأساً على عقب، فهام على وجهه في شوارع القرية، وأهمل نفسه، فتحول إلى مصدر إزعاج للناس، وأصبح الأولاد يلاحقونه في الشارع فيهزؤون منه ويرجمونه أحياناً بالحجارة، الأمر الذي دعاه إلى هجر القرية واللجوء إلى منطقة البساتين المجاورة، ومع الوقت طال شعر الرجل واصبح ملتحيا وأصبح شكله يخيف الناس، فتحول إلى "فزّاعة" يظهر بين الحين والآخر فيثير الهلع في قلوب الأطفال والنساء، وخاصة في أوقات المساء، وبدأ الناس يشكون بأمره وأنه يدخل إلى البيوت في الليالي، وهو في اعتقادهم يفتش عن طعام يأكله.
ويقول صلاح المغربي: "إن هذا الرجل هو حالة إنسانية شاذة ونادرة في مجتمعنا، والمفروض أن يستوعب هذا الإنسان في مصحة أو مؤسسة تقوم بعلاجه حتى يشفى من مرضه، فهو إنسان غير مؤذٍ ولا يشكل خطراً على أحد، ولكنه يخيف الناس، فهو منذ ثلاث سنوات يعيش في البرية، شعره طويل ولحيته كذلك، وهو لم يستحم ربما منذ ثلاث سنوات، هو يدخل البيوت ليلاً لكي يجد شيئاً يأكله، ولكن ذلك يرعب الناس بسبب منظره الشاذ، المفروض أن تستوعب هذه الحالة، وأن يؤخذ هذا الشخص إلى مصحة ويتم علاجه ليعود ويمارس حياته كشخص طبيعي".
مواطن من بقعاثا تحدث الى موقع العرب قائلا:" نرجو منكم يا اهلنا في بقعاثا ان تلبوا النداء وتهبوا من اجل هذة القضية العالقة منذ سنوات كما القضايا السابقة ويجب ان ننوه لدور لجنة الوقف حيث يجب ان تدرج قضية هذا الشاب في جدول اعمالها.
قائد شرطة كتسرين ماني بنيامين قال لموقع العرب":" القضية معروفة لنا، ولكن لا دخل للشرطة بالقضية فبعد الحادثة الاخيرة احتجزناه لبضع ساعات وتحدثنا اليه ومن ثم اطلقنا سراحه، المسؤولية تقع على عاتق مكتب الرفاه الاجتماعي في مجلس بقعاثا وهو المفوض بايجاد اطار ملائم لهذا الشخص الذي يعاني من ازمة نفسية ويتصرف بشكل غريب وعجيب، فقد عاش فترة في الغابات والاحراش وكنا قد تحدثنا في السابق مع مكتب الرفاه الاجتماعي لحل المشكلة ولكن على ما يبدو تم تجاهل طلبنا، الشرطة لا دخل لها في القضية وعلى الرفاه الاجتماعي ايجاد الحلول الملائمة لهذه الشخصية الغريبة".
هذا وقد توجهنا الى مدير مكتب الشؤون الاجتماعية في مجلس بقعاثا الاستاذ منير صباغ للاطلاع على تعقيبه حول القضية، الا انه تعذر علينا ذلك وسنقوم بنشر رده في حال وصوله.