الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 01:02

ليدي-سهير عمري مديرة بنك العمال كفركنا: على كل عائلة فحص ومتابعة دخلها

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 11/09/14 13:16,  حُتلن: 14:53

سهير عمري مديرة بنك العمال كفركنا:

لم اجد نفسي في مجال التعليم فقررت ان اغير تخصصي واتعلم الاقتصاد

من المهم ان يطمح الشخص وان يتعلم قدر المستطاع

يجب ان يبحث الانسان دائمًا عن الحلول وعليه المثابرة من اجل تحقيق حلمه

كثير من العائلات المعيل هو الرجل والمرأة لا تعمل مما يؤدي الى ضعف الاقتصاد

نشهد تطوراً ملحوظاً وارتفاعاً حادّاً في نسبة الحاصلين على الألقاب الجامعية وخاصة بين النساء

يجب علينا التخطيط وفهم الوضع الاقتصادي الخاص بنا

ليدي- سهير عمري، تعمل كمديرة بنك هبوعليم فرع كفركنا منذ حوالي نصف سنة. تحدثنا عن تجربتها الغنية وسريعة التقدم في مجال الادارة في البنك وتقول: "أنا أم لـ 3 أبناء، ابنتي 19 عامًا وابني 14 وابنتي 9 سنين. زوجي يعمل في ادارة المشاريع. حصلت على القب الاول في معهد التخنيون قسم علوم الحاسوب، وبعدها عملت في سلك التعليم مدة ثلاث سنوات.

 
من اليمين: سهير عمري مديرة بنك العمال كفركنا


لم اجد نفسي في مجال التعليم فقررت ان اغير تخصصي واتعلم الاقتصاد. ولأني كنت في تلك الفترة امًّا لطفلة لم استطع التعلم في مكان بعيد، لذا وقع اختياري على كلية عيمق يزراعيل، وهناك انهيت اللقب خلال سنة ونصف. في نهاية تعليمي كان هنالك معرض للتوظيف وكان بنك هبوعليم احد المشغلين، فتقدمت للعمل وتم قبولي، ودخلت في المسار الاداري.
عندما بدأت العمل في البنك سنة 1999 كان عمري آنذاك 30 سنة. بدات بالعمل كمستشارة استثمارات وتخصصت في الاسواق العالمية، وخلال 3 سنين وصلت إلى مديرة قسم. خلال 6 سنوات من بداية عملي استلمت منصب نائبة مدير، وبعد 15 عامًا من يومي الأول في العمل في البنك تم تعييني مديرة بنك لفرع كفركنا الجديد، والذي تم افتتاحه في بداية سنة 2014 ضمن خطة البنك الاستراتيجية في التوسع في المجتمع العربي وفتح 10 فروع جديدة في السنوات القادمة". وتضيف سهير: "خلال هذا المشوار كان من المفروض أن اثبت نفسي وقدراتي، وأعرض رؤية عملية ومتطورة. من المهم ان يطمح الشخص وان يتعلم قدر المستطاع. فمن خلال عملي استطعت ايضًا ان أحصل على اللقب الثاني في ادارة الاعمال في الجامعة المفتوحة. كان حلمي ان اصل للإدارة ولم يكن الموضوع سهلاً كالحلم.. فهو بحاجة إلى مثابرة ومتابعة. يجب ان يبحث الانسان دائمًا عن الحلول وعليه المثابرة من اجل تحقيق حلمه".

ليدي: هل يمكنك وصف الوضع الاقتصادي والمادي في الدولة عامة وفي الوسط العربي خاصة؟
سهير: الوضع الاقتصادي ليس سهلاً، حيث ان اماكن العمل في الوسط العربي محدودة، وحتى الاندماج في سوق العمل العام ليس بالسهل، على الرغم من محاولات كثيرة من قبل شبابنا وشاباتنا الاكاديميين العرب الاندماج في سوق العمل العام. نوعية الاعمال في الوسط العربي هي اعمال جسدية شاقة. كما وانه في كثير من العائلات المعيل هو الرجل والمرأة لا تعمل، مما يؤدي الى ضعف الاقتصاد. على الرغم من ذلك فإننا نشهد تطوراً ملحوظاً وارتفاعاً حادّاً في نسبة الحاصلين على الألقاب الجامعية وخاصة بين النساء، وارتفاع كبير في نسبة النساء العاملات والمثقفات، مما ادى الى تغيير ايجابي في وعي الوسط العربي بكل ما يخص الوضع المذكور، ولكن ينتظرنا مشوار طويل للوصول لوضع افضل يتلاءم مع المستوى الاقتصادي في البلاد عامة.

ليدي: كونك مديرة بنك ولديك خبرتك بإدارة الأموال، فأي توجيه واستشارة يمكنك أن تقدمي للعائلة العربية لضمان إدارة مالية صحيحة وسليمة، خصوصًا في ظل المناسبات العديدة، وكيف للعائلة ان تدير أمورها المادية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة؟

سهير: تعاني العائلة العربية العادية بشكل عام من قضية هامة وهي "مصروفات المناسبات"، ابتداءً من مواسم الاعياد وخاصة شهر رمضان المبارك، والمشاركة في الاعراس والمناسبات السعيدة، والتي في بعض الاحيان تكون بوتيرة عالية تثقل على ميزانية العائلة وتسبب عجزًا غير مخطط فيها.
من ناحية مهنية نقول ان بعض هذه المناسبات لا تأتي بشكل مفاجئ، ولهذا يجب اولاً التخطيط لها مسبقا والعمل بحسب هذه الخطة والالتزام بها. لا شك ان السيطرة على ميزانية العائلة ليست بالأمر السهل، ولكن لا يمكننا تجاهل هذا الموضوع. على كل عائلة ان تفحص وتتابع دخلها مقابل مصروفاتها.
يجب علينا بناء ميزانية عائلية مدروسة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات العائلة من حيث المعيشة والمسكن وضرورة التوفير لتحقيق اهداف مستقبلية مثل التعيلم، تغطية مصاريف العطلة والأعياد، شراء سيارة وأي هدف آخر وان لا تزيد نسبة تسديد القروض الشهرية عن 30 % من دخلنا. يجب علينا التخطيط وفهم الوضع الاقتصادي الخاص بنا، لان متطلبات الحياة كبيرة ناهيك عن متطلبات الاولاد، لذلك يجب ان نقتطع قسمًا من الراتب الشهري للتوفير ولاستعماله عند الحاجة.

ليدي: لنتحدث بصراحة، اليوم غالبيتنا يعيش على حساب البنك المديون (المينوس)- لماذا ومن المسؤول عن ذلك؟
سهير: السؤال هو كيف نصل للمينوس او الحساب المديون؟ والجواب هو: اننا نصرف اكثر مما ندخل من راتبنا الشهري. وطبعًا في هذه الحالة نتوجه للبنك ونطلب قرضًا لتسديد العجز الذي وصلنا اليه.
من المهم الانتباه انه احيانًا يكون القرض كحبة دواء مسكنة، ولا يحل المشاكل الأساسية، اذ ان بعض العائلات تستغل القرض للاحتياجات اليومية على تقليل المصروفات، وتجد نفسها بعد فترة وجيزة انها عادت لوضعها السابق. لذلك الحل هو تنظيم مصروفاتنا، وبناء سلم افضليات للمصاريف وتحديد الهامة منها والأخرى التي يمكن تأجيلها او الاستغناء عنها. من المهم المحافظة على معادلة واضحة وهي ان تكون مدخولات الاسرة اكثر من مصروفاتها او على الاقل موازنة لها. وطبعا لدينا في بنك هبوعليم الكثير من الحلول والتي يتم ملاءمتها بشكل خاص لاحتياجات العائلة، وذلك بعد ان تم معاينة ودراسة الوضع المالي للعائلة وأسباب الوصول الى العجز المالي الحالي، وبشكل عام يقوم البنك قبل الموافقة على طلب القرض بالتحدث مع العائلة، والتأكد من انها فهمت هذه الاسباب كي لا تعود الى العجز مرة أخرى.

ليدي: هنالك من يتحدث انه من الأفضل ان يعتاد المواطن على المصروفات النقدية ويبتعد عن الشيكات وبطاقات الاعتماد. ما مدى صحة هذا الأمر؟
سهير: بطاقة الاعتماد هي وسيله دفع مريحة وتعتبر من خصائص المجتمع المتطور اقتصاديا، ولها الكثير من المزايا الايجابية اذا احسنا استعمالها، وتقيدنا بميزانية العائلة التي تحدثنا عنها سابقًا. المشكلة ان البعض منا يستعمل البطاقة دون تفكير ودون انضباط ودون الاخذ بعين الاعتبار المبلغ الذي تسمح الميزانية بصرفه. احيانًا تقسيط الدفعات قد يكون خطرًا في حال انعدام مراقبة عليه، لذلك من يريد استعمال بطاقة الاعتماد يجب عليه ضبط نفسه ومراجعة الدفعات بشكل دائم. لا يمكن الاستغناء عن بطاقة الاعتماد ولكن يجب ان يكون ترتيب وتخطيط للمصروفات.

ليدي: ما هو تصورك للمستقبل الاقتصادي والمادي في الدولة عامة والوسط العربي خاصة؟
سهير: لدينا امكانيات كبيرة في الوسط العربي، حيث ان نسبة المتعلمين فيه كبيرة وفي ارتفاع مستمر وخاصة بين النساء، مما ادى الى ارتفاع كبير في نسبة انخراطهم في سوق العمل، مما ادى الى ارتفاع في معدل دخل العائلة، وبالمقابل ارتفاع في مصاريفها الذي بدوره ادى الى اقبال العديد من الشركات التجارية وشبكات التسويق على البلدات العربية وفتح فروع لها فيها. بنك هبوعليم هذه السنة اعلن انه يريد التوسع في الوسط العربي وقام فعلا بفتح عدة فروع جديدة، بهدف تقديم الخدمات المصرفية للسكان والمصالح التجارية في داخل البلدة، وتوفير السفر عليهم نحو البلدات المجاورة، وبهذا يساهم البنك في تطوير المجتمع العربي من الناحية الاقتصادية والتجارية من خلال دعمه للمصالح التجارية العربية. تتواجد امكانيات كبيره في الوسط العربي ولكن يجب ان يكون تعاون واضح ومدروس، لكي نستطيع تطوير الوسط العربي.

ليدي: في الفترة الاخيرة نرى تزايدًا كبيرًا في عدد النساء العربيات في مناصب الإدارة في فروع البنوك المختلفة. هل هذا بفضل جهود السيدة العربية ام ان ذلك يعود لسياسة وأجندة من الإدارات العليا؟
سهير: ان اقبال السيدات على التعليم الاكاديمي وعدم الاكتفاء باللقب الاول وانخراطهن في سوق العمل، ورغبتهن الشديدة في اثبات أنفسهن وخاصة في الوسط العربي، كان هي من الاسباب الاساسية لنجاح السيدات في سوق العمل. واليوم هنالك توجه من سياسات عليا تقضي بأن يكون للمرأة دور فعال في الحياة الاقتصادية والتجارية، والقضية لا تقتصر على البنوك، فنرى ان هنالك نساء في شتى المجالات وفي مواقع هامة. من المهم ان تكون هنالك سياسة موجهة لدعم المرأة، ولكن في المقابل هناك دور للمرأة في اثبات قدراتها والعمل الدؤوب والمتواصل لتحقيق حلمها. المجهود الخاص مهم جدّاً وهو يكتمل عندما تكون هنالك سياسة موجهة. المرأة في اي موقع او وظيفة تثبت نفسها بشكل كبير وتنجح. كل امرأة تصل الى موقع فهي لم تصله بالسهل، وهي تعرف ما تريد وعلى علم بمقدرتها، لذلك فهي تنجح في مهامها دائمًا. امل ان يتم تجنيد نساء اكثر فأكثر في البنك في وظائف ادارية.

ليدي: هل من الممكن رؤيتك في مهام ادارية عالية في المستقبل القريب؟
سهير: انا دائمًا اطمح للأكثر وللأفضل. بالنسبة لي هذه الادارة الحالية لبنك هبوعليم في كفر كنا ما هي الا الخطوة الاولى في الادارة، وأنا اطمح لأصل الى مراكز اخرى. ولكن في الوقت القريب، اضع كل مجهودي وقدراتي من اجل انجاح الفرع الجديد، فانا اعرف كل زبائن البنك وأرى ان دورنا كبنك ليس فقط في الفرع، انما من المهم ان يكون لنا دور في المجتمع لذلك نقوم في الاونة الاخيرة بتنظيم محاضرات للعائلات حول تنظيم الميزانية، كما ونقوم بالتواصل مع مجموعات شبابية وننظم ندوات للنساء. اعتقد ان مهامي لا تكمن فقط في كوني مديرة فرع انما دوري هو كامرأة في المجتمع.

ليدي: هل يمكنك تقييم واقع المرأة العربية في المجتمع الاسرائيلي عامة والمجتمع العربي خاصة؟ هل انت راضية من هذا الواقع؟
سهير: وضع المرأة العربية جيد، اذ نرى وعيًا وتقدمًا ولكن من المهم ان تحصل المرأة على الدعم. دعم من العائلة من الاهل من الاولاد. من الصعب الوصول الى مناصب عالية بدون دعم من العائلة، الدعم المعنوي والنفسي، لكي تستطيع المرأة ان تكمل مسيرتها بنجاح. على سبيل المثال، أنا حصلت على دعم كبير من زوجي ومن اهلي لكي استطيع ان اكمل مسيرتي واصل الى ما انا عليه اليوم. من المهم ايضًا ان تكون خطة توعيه في المدارس وفي المجالس من اجل دعم المرأة. هنالك مسؤولية جماعية على الاهل والمدارس والمجالس المحلية لتوعية المرأة العربية ودعمها.

مقالات متعلقة