الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 02 / ديسمبر 10:01

في دائرة العنف: العنف الأسري/ بقلم: عمر مصالحة

كل العرب
نُشر: 06/10/14 07:12,  حُتلن: 07:15

عمر مصالحة في مقاله:

مجتمعنا العربي يعتبر مجتمعاً ذكورياً يشجع الممارسات الرجوليّة التي يميزها العنف في بعض أفعالها

العنف الأسري يعيق الأسرة عن مسؤولياتها الاجتماعية والتربوية تجاه افرادها مما يجعل الأسرة بؤرة لانتاج افراد لهم انعكاسات سلبيّة على المجتمع كافة

تعتبر ظاهرة العنف الأسري من الظواهر المزمنة، وقد اقر العديد من علماء الاجتماع والتربية وعلماء النفس أن ملامح سلوك الانسان وتصرفاته تتبلور خلال مراحل الطفولة والمراهقة، ومن خلال الازمات كالحروب ومخلفاتها مثل: الموت، الفقر والتشريد. الأمر الذي ينعكس على الأطفال والنساء بالتحديد، وبما أن الأسرة هي نواة المجتمع فإن أي خلل يصيب تلك النواة، حتماً سوف يصيب المجتمع بالخلل ايضاً. فالعنف الأسري يعيق الأسرة عن مسؤولياتها الاجتماعية والتربوية تجاه افرادها مما يجعل الأسرة بؤرة لانتاج افراد لهم انعكاسات سلبيّة على المجتمع كافة.

تؤدي ظاهرة العنف الأسري الى الكثير من الأمور السلبية، فمن الآثار الاجتماعية: حدوث الطلاق وتشتت الأبناء وانحراف الأحداث. آثارها النفسية: إصابة احد أفراد الأسرة بالاكتئاب والاضطرابات النفسية والضغوط النفسية والتوتر الذي ربما يؤدي إلى التفكير بالانتحار. ومن الآثار الصحيّة: الإصابات الجسدية والعاهات وأمراض الضغط والسكر. الآثار الأمنية: انتشار سلوك الجريمة والسرقات والاغتصاب، انحراف ابناء الشبيبة كنتيجة حتمية لما يدور داخل الأسرة، تمزق الروابط الاجتماعية وتدمير العلاقات الأسرية، وبالتالي تهديد المجتمع بأسره إذا ما توسعت هذه الظاهرة وامتدت مخاطرها.

يعتبر مجتمعنا العربي مجتمعاً ذكورياً يشجع الممارسات الرجوليّة التي يميزها العنف في بعض أفعالها، فالكثير من الأمور تغرس في نفوس الأولاد الذكور منذ الصغر، ومن ابرزها: أن الرجل القوي هو الرجل الذي لا يخنع لزوجته. كما وتساهم العوامل الاقتصادية في تفشي ظاهرة العنف الأسري في المجتمع والتي تتمثل في الفقر والبطالة، فضلا عن انتشار مظاهر الحياة المادية، في حين أن بعض الأسر غير قادرة على مجاراة هذا التحول فأصبح الفقر والعجز المادي مسبباً لغياب احترام حقوق الأفراد في الأسرة.

إن ظاهرة العنف مشكلة مريبة ومعقدة بصورة مأساوية، وقد ساهم في تجذرها واستمراريتها اسباب اجتماعيّة، تاريخيّة، دينيّة، اعلاميّة وتعليميّة. آن الأوان للبحث في حجم هذه المشكلة وطرحها بشجاعة وبقوّة لحماية الأسرة التي هي نواة المجتمع. إن معالجة العنف الأسري سيؤدي الى الحد من ظاهرة العنف في المجتمع كافة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة