معلق عسكري اسرائيلي:
أي من الأطراف لبنان وإسرائيل وحزب الله، ليس لديه مصلحة في إشعال المنطقة الحدودية
العبوات الناسفة التي تفجرت يوم أمس، وإعلان حزب الله مسؤوليته عنها تشير إلى حزب الله لم يعد يخاف فرض قواعد اللعبة
رغم تصريحات القادة الإسرائيليين بشأن إنجازات الحرب على غزة، يبدو أن حزب الله ليس خائفًا ولا يرتدع عن شن هجمات بوتيرة منضبطة ضد جنود الجيش الإسرائيلي
لمح المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن التفجير الذي حصل يوم أمس، على الحدود الشمالية هو جزء من حرب سرية تدور بين إسرائيل وحزب الله، فيما أشارت الصحيفة أن التفجير يعني نهاية "الردع الذي ساد منذ حرب لبنان الثانية"، وقالت الصحيفة: "بعد خمسة ايام من تصريح رئيس هيئة الأركان بأن "حزب الله لا زال مرتدعًا، جاء الجواب من نصر الله". مضيفة: " إذا كان هناك ضباط في هيئة القيادة العامة لا زالوا يعتقدون بأن الردع الذي ساد منذ حرب لبنان الثانية لا زال ساريًا، فالتفجيرات في حقل العبوات الناسفة في "هار دوف" أثبتت بأن هذه النظرية انهارت، وأن الردع عمليًّا انتهى".
صورة بعد تفجير العبوة الناسفة
ومضت قائلة إن "العبوات الناسفة التي تفجرت يوم أمس وإعلان حزب الله مسؤوليته عنها تشير إلى "حزب الله لم يعد يخاف فرض قواعد اللعبة". من جانبه قال المعلق العسكري في الصحيفة، أليكس فيشمان، إن "حزب الله حاول يوم أمس تنفيذ عملية كبيرة ضد جنود الجيش الإسرائيلي، تواجدوا في نفس المحور الذي وقعت فيه عملية اختطاف الجنود الثلاثة عام 2000. وكأن التاريخ يحذرنا من العودة للأخطاء التي أدت إلى تدهور الوضع الأمني الذي قاد إلى حرب لبنان الثانية عام 2006".
ويضيف: "رغم أن خلفية التوتر تختلف عما حصل في عام 2000 لن لكل تدهور ثمة نقطة بداية".
وقال فيشمان: "الانفجار الذي وقع يوم أمس هو أحد الفصول النهائية لقضية أمنية استمرت أسابيع طويلة، وهددت بتقويض الهدوء النسبي الذي تم التوصل إليه بعد حرب عام 2006. تدور بين إسرائيل وحزب الله حرب سرية – بوتيرة منخفضة نسبة للماضي لكنها لا تقل عنفًا".
واختتم بالقول: "أي من الأطراف، لبنان وإسرائيل وحزب الله، ليس لديه مصلحة في إشعال المنطقة الحدودية. حزب الله أكثر قلقًا من تقدم جبهة النصرة في البقاع اللبناني باتجاه مدينة بعلبك. لكن كما حصل في "الجرف الصامد" فقدان السيطرة على الأحداث يحصل أحيانًا بسرعة غير متوقعة، قذيفة واحدة أو عبوة ناسفة – ونكون قد انتقلنا لواقع آخر".
من جانبه دعا المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أخذ تهديدات حزب الله على محمل الجد، معتبرًا أن الصراع يدور حول "ميزان الردع".
وقال في مقالة نشرها في صحيفة "هآرتس" إن ما حصل يشير مرة أخرى إلى أنه ينبغي أخذ تهديدات حزب الله على محمل الجد، فالحزب يسعى بشكل دؤووب لتحديد ميزان ردع جديد مقابل إسرائيل، ولا يعتزم الحفاظ على رباطة الجـأش على ما يعتبره عدوانًا من جانب إسرائيل".
وأضاف: "رغم تصريحات القادة الإسرائيليين بشأن إنجازات الحرب على غزة، يبدو أن حزب الله ليس خائفًا ولا يرتدع عن شن هجمات بوتيرة منضبطة ضد جنود الجيش الإسرائيلي".
وأضاف هرئيل أن "الخط الأحمر الذي حددته إسرائيل بشأن الهجمات في الشمال خرق منذ زمن". وأضاف: "رغم التقديرات الإسرائيلية بأن قوة حزب الله تآكلت نتيجة للأزمة السورية، إلا أنه ثمة إدراك بأن الأمر أكثر تعقيدًا، صحيح أن حزب الله يخسر في سوريا مقاتلين لكنه يكتسب خبرة قتالية لا يستهان بها. ففي الوقت الذي يبدي فيه الجيش السوري قدرات عسكرية متواضعة، فإن حزب الله يسجل لنفسه إنجازات قتالية كبيرة".
ومضى قائلاً: "بالرغم من قلق حزب الله من التطورات في المنطقة، إلا أنه غير مستعد لإطلاق يد إسرائيل في لبنان. لهذا فإن الصراع حول ميزان الردع على الحدود الشمالية – قد يشهد أحداثا مماثلة".