في جلستي لجنة الكنيست بموضوع أمان الأطفال والمجالس الوطنية في وزارة الصحة والتي عقدتا يوم الاثنين الفائت عرض د. خالد أبو عصبة- مدير معهد مسار للأبحاث الاجتماعية نتائج بحث أجري في معهد مسار وأشرف عليه كل من د. أبو عصبة والسيدة أميرة قراقرة- إبراهيم مركزة الأبحاث الصحية في المعهد بموضوع "مواقف الأهالي العرب بالنسبة لموضوع أمان وسلامة الأطفال في البيت وفي البلدة" بدعوة من مؤسسة بطيرم لحماية الأطفال. وقد أجري البحث بواسطة عينة بحث تمثل المجتمع العربي شملت 502 من الأهالي لأولاد دون سن الـ15.
د. خالد أبو عصبة- مدير معهد مسار للأبحاث الاجتماعية
وقد جاء البحث نتيجة للنسبة العالية لإصابات الأطفال العرب في الحوادث عامة والحوادث البيتية خاصة بهدف محاولة تفسير هذه الظاهرة وتفسير مواقف الأهل بالنسبة للموضوع. ويستدل من نتائج البحث أن الأهالي العرب يميلون للتقليل من إدراك الخطورة الكامنة للأطفال في نطاق المنزل بالرغم من أن نسبة عالية من حوادث الأطفال قد تحصل في البيت وقد تكون مرافقة بإصابات صعبة للغاية أو حتى مميتة. القليل منهم مدركون أن قسما كبيرا من إصابات الأطفال قد تقع في البيت بالإضافة إلى أن قسما كبيرا منهم يعتقد أن الحوادث هي قضاء وقدر ولا يمكن منعها. ومع ذلك فإن غالبية الأهل في المجتمع العربي يعترفون بأهمية إحداث تغييرات في المنزل وتركيب معدات آمنة لزيادة سلامة الأطفال في المنزل. ويتبين من النتائج أيضا أن نسبة الأهل الذين يتخذون وسائل السلامة المختلفة لمنع حدوث أخطار السلامة في أرجاء المنزل هي عالية وتزداد مع ازدياد نسبة الدخل ولكنها ترتكز بالأساس على الوسائل التي تمنع السقوط من الدرج ولكن قسما كبيرا من الأهل لا يستعملون وسائل الأمان الأخرى التي قد تمنع حوادث من نوع آخر غير السقوط من الدرج مثل السقوط من الشرفات والشبابيك العالية أو الوسائل التي قد تمنع خطر التكهرب أو الاحتراق أو الغرق أو الاختناق وغير ذلك. تبين أيضا ومن خلال تحليل النتائج حول إدراك أهمية إشراف الأهل على الأطفال بأن بالرغم من أنهم مدركون لهذا الأمر لكن 74.3% منهم قالوا بأنهم يتركون أبناءهم دون سن الـ 12 وحدهم في المنزل بدون إشراف شخص بالغ، وبعضهم حتى يتركون الأبناء دون ال 6 سنوات. وحوالي 40% من الأهل يسمحون لأبنائهم الذين لم يبلغوا من العمر 6 سنوات بعبور الشارع بدون إشراف من شخص بالغ.
أما بالنسبة لمواقف الأهالي بالنسبة لعمل السلطة المحلية لمنع الحوادث التي قد يتعرض لها الأطفال في البلدة فتشير النتائج إلى انتقاد كبير من قبل الأهالي لعمل السلطات المحلية وغالبيتهم يعتقدون أن من مهام السلطة المحلية المركزية هي العمل لمنع حوادث الأطفال في البلدة، مثلا في الشارع أو في المدرسة أو في الملاعب العامة. كما وأن غالبيهم يعتقدون أن من مسئوليات البلدية معالجة مواضيع سلامة خاصة، حيث أن الأهمية الكبرى أعطيت لعلاج معابر المشاة بالقرب من مؤسسات التعليم. ويتبين من النتائج وجود تقدير منخفض لطريقة معالجة السلطات المحلية لمواضيع السلامة في البلدة، أي أن الأهل لا يرون بمعالجة السلطات المحلية لمواضيع سلامة الأطفال كافية وتناسب المحافظة لسلامة الأطفال في البلدة.